/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

عملية الخليل: العدو يعترف بفشله وعجزه!..

2014/04/17 الساعة 03:05 م

خاص/ القدس للأنباء
انشغلت وسائل الإعلام الصهيونية بالعملية البطولية التي نفذتها إحدى خلايا المقاومة الفلسطينية في منطقة الخليل مطلع الأسبوع الجاري، وأدت لمقتل ضابط صهيوني وجرح عدد آخر. وخلَّفت حالة من الهلع والإضطراب في أوساط قوات العدو والمستوطنين، خاصة لجهة مكان وزمان العملية ودقتها وسرعة تنفيذها، ونجاح المنفذين من الإفلات بأمان من شبكات الرصد والمتابعة والملاحقة.
وقد استنفر الإعلام طواقمه الإخبارية والتحليلية لاستطلاع آراء وزراء ومسؤولين وقادة عسكريين وأمنيين حول مخاطر مثل هذه العمليات، وإمكانية تكرارها، وظروفها وأهدافها وأبعادها المستقبلية، ونقاط الضعف التي مكنت المجاهدين من تنفيذ العملية والإنسحاب بأمان من ميدانها، خاصة وأنها تجيء بعد نحو أسبوعين على هبَّة جنين التي ترجمتها المواجهة العسكرية النوعية التي شارك فيها مجاهدون من ثلاث حركات فلسطينية هي: "فتح" و"حماس" و"الجهاد"، وعبَّرت عن أرقى أشكال الوحدة الميدانية. كما وتتزامن مع تصعيد الهجمة الصهيونية على المسجد الأقصى، وليس آخراً، فإنها تترافق مع الحديث عن "فشل" جولة المفاوضات بين العدو و"السلطة" التي يديرها وزير الخارجية الأميركية جون كيري، وسعيه الدائب لمد أجلها تسعة أشهر أخرى.     
واعترف روني دانيال المحلل العسكري للقناة الثانية في تلفزيون العدو "أن هجوم الخليل مثل الهجوم الذي نفذه القناص قبل سبعة شهور كان مفاجئاً وخاطفاً ولم تملك الأجهزة الإستخبارية "الإسرائيلية" أي إنذارات مسبقة حوله"، مشيراً إلى "أن التحقيق بالهجومين فشل في المرحلة الأولى بالتوصل إلى أدلة تشير إلى الجهة التي تقف خلف الهجومين".
ولم يستبعد ألون بن دافيد المحلل العسكري للقناة العاشرة، وقوف تنظيم مثل "الجهاد" أو "حماس" خلف الهجوم رغم أن الهجوم نفذه شخص منفرد، كاشفاً أن جهاز المخابرات "الإسرائيلية" - "الشاباك" يفحص فرضيتين إحداهما أن منفذ هجوم الخليل عمل بشكل مستقل أو أنه عمل ضمن خلية نائمة محنكة تحرص على تطبيق إجراءات أمنية صارمة تحول دون افتضاح أمرها من قبل "الشاباك" أو الأجهزة الأمنية الفلسطينية على حد زعمه.
إن عملية الخليل البطولية، التي تعتبر استمراراً نوعياً ومتطوراً لعمل المقاومة الفلسطينية، وفي ظل التنسيق الأمني بين أجهزة "السلطة" والعدو، أكدت على جهوزية وإمكانيات المقاومين والمجاهدين، واستعدادهم وقدرتهم على تجاوز كل المعوقات والصعاب والعراقيل، واختراق الشراك الأمنية المتشابكة، وتنفيذ مهماتهم بدقة وتقنية عالية، أربكت كل تلك الأجهزة التي يشرف عليها وينسق فيما بينها ضباط أميركيون كبار على مستوى عالٍ من المهنية والحرفية. فعملية كهذه بحاجة إلى تخطيط مسبق ودراسة ميدانية لنقاط الضعف في المنطقة، وإلى بنية تحتية داعمة.
وقد شكك الكثير من قادة العدو: العسكريين والأمنيين، بقدرة "إسرائيل" على كبح مثل هذه العمليات البطولية المتزايدة التي تحمل الطابع الفردي وتمر أوامر تنفيذها بين "العقل واليد" فقط. بما يصعِّب على  الأجهزة الأمنية إحباطها قبل فوات الأوان، ويحد من قدرتها على ملاحقة وتعقب المجاهدين المنفذين.
إن المواجهة المشرفة التي خاضها أبطال جنين بالأمس، وعملية الخليل اليوم، والمواجهات الشعبية الدائمة في المسجد الأقصى، هي رد فعل طبيعي على العدوان الصهيوني الدائم، وسياسات التهويد والصهينة التي تستهدف الأرض الفلسطينية المترامية على مساحة الـ27 الف كيلو متر مربع، عامة، والقدس ومسجدها الأقصى على وجه الخصوص... وهي مؤشر على منسوب الغليان المتزايد لدى الفلسطينيين جراء سياسات "السلطة" ونهجها التفاوضي الخائب والعبثي، وممارساتها الأمنية الخطيرة التي تستهدف اعتقال المجاهدين وتجريد الحملات العسكرية لسحب السلاح ومصادرته من أيدي المقاومين.
إن اعتراف العدو بعجزه عن كشف منفذي عملية الخليل، والجهات التي تقف وراءها، وفشل إجراءاته الأمنية، يشكل حافزاً لعمليات جديدة، وهي شهادة بأن المقاومين والمجاهدين، يواصلون عمليات الإعداد والإستعداد، إنطلاقاً من إيمانهم العميق بأن المقاومة المسلحة هي لغة التخاطب الوحيدة التي يفهمها العدو الغاصب والمحتل، وهي الطريق الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق وفي المقدمة منها عودة اللاجئين إلى أرض الآباء والأجداد.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/57747

اقرأ أيضا