/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الأقصى بين خطر الاقتحامات وحمى التهويد والتقسيم

2014/04/15 الساعة 05:45 ص

في الوقت الذي ينشغل فيه الرسميون الفلسطينيون والعرب والمسلمون بأوضاعهم وأزماتهم الداخلية، تزداد وتيرة اعتداءات جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين وكذلك كبار الشخصيات الصهيونية على رأسها "موشية فغلين" نائب رئيس الكنيست ضد المسجد الأقصى، تمهيداً لشن حرب على الأقصى، وتنفيذ اقتحامات متعددة بغرض فرض واقع جديد زماني ومكاني على الأرض.
هذه الاعتداءات التي تقوم بها "(إسرائيل)" بحق الأقصى يقابلها صمود أسطوري من المقدسيين المرابطين والمعتكفين في باحات المسجد الأقصى وبين جدرانه, مما اضطر جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين للانسحاب من باحات المسجد الأقصى خشية من انتفاضة فلسطينية عارمة رغم حالة الصمت الفلسطينية الرسمية والعربية والإسلامية إزاء هذه الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى.
وكانت قوة (إسرائيلية) خاصة داهمت باحات المسجد الأقصى صباح أمس الأحد، وحاصرت عشرات المرابطين الذين باتوا ليلتهم داخل المسجد، لمنع اقتحامه من قبل قطعان المستوطنين الصهاينة وقوات جيش وشرطة الاحتلال، وأسفر الاقتحام عن اندلاع مواجهات بين المرابطين وطلاب مصاطب العلم، أطلق خلالها جنود الجيش (الإسرائيلي) الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ما أدى لوقوع عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين واعتقال إحدى طالبات مصاطب العلم.
تفريغ المسجد
من جانبه أكد رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث د. ناجح بكيرات أن ما حدث في المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال, عبارة عن مخطط "(إسرائيلي)" يمهد لتنفيذه منذ سنوات طويلة, ويهدف إلى تفريغ المسجد من أهله ومحاصرته, إضافة إلى وضع خطة زمنية يهودية بنية تقسيمه زمانياً ومكانيا.
وأشار بكيرات، إلى أن ما جرى من محاولة اقتحام قوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى المبارك، يهدف لإدخال المتطرفين من باب المغاربة لرصد تحركات المرابطين والمعتكفين داخل الأقصى، الذين تواجدوا رفضاً للدعوات الرامية لاقتحامه في "عيد الفصح العبري"، مشدداً على دور المقدسيين الكبير في التصدي بكل قوة وصلابة, للاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
وأوضح أن دائرة الأوقاف في القدس على تواصل مستمر مع وزارة الأوقاف الأردنية,  لتطلعها على مجريات الأحداث,  فضلا عن التواصل مع الفلسطينيين في مناطق الداخل المحتل ليقوموا بالمشاركة والتواجد بالمسجد الأقصى"، مؤكداً أن الاحتلال يشن حرباً متعددة الاتجاهات نحو المسجد وأهله من خلال استخدامه عدة أساليب، كالحفريات المستمرة, أسفل المسجد الأقصى ومحاولات تهجير المقدسيين وطمس معالم الهوية الإسلامية عن المدينة المقدسة وتهويدها بالكامل.
ولفت بكيرات إلى نية المتطرفين اليهود اقتحام المسجد الأقصى خلال الأيام القادمة بسبب ما يسمي لديهم بعيد "الفصح العبري", داعيًا إلى مزيد من الحشد والرباط والنفير داخل الأقصى  لمن يستطيع التواجد فيه، مشيراً إلى أن المقدسيين لن ينتظروا مساعدة من أحد أو الاستعانة بالعرب والمسلمين لأن بوصلتهم لا زالت منحرفة ولم تحدد ,وجهتها  تجاه المسجد الأقصى والمدينة المقدسة حتى الآن.
تمهيد للاقتحام
بدوره, قال القيادي في حركة "حماس" ووزير الأوقاف في حكومة غزة د. إسماعيل رضوان:" ننظر بخطورة بالغة لما حدث في المسجد الأقصى من اقتحامات واعتداءات على إخواننا المقدسيين، وهذه الأفعال تدل على أن هناك نية مبيتة وتمهيد للاقتحام الذي دعا له الصهاينة في عيد الفصح"، مشيراً إلى أن هناك خطوات متسارعة لتهويد المسجد الأقصى سواء على صعيد الاقتحامات المتكررة وعمليات الحفر لبناء الهيكل المزعوم أو الحديث عن كنيس يهودي.
وأضاف رضوان، إن الرد الحقيقي على الإجرام الصهيوني بتفعيل المقاومة المسلحة في وجه الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني والمفاوضات العبثية من قبل السلطة مع الاحتلال، ووجوب تحقيق المصالحة الوطنية على أساس الثوابت الفلسطينية والتمسك بخيار الجهاد والمقاومة"، مشدداً على أهميه الموقف العربي والإسلامي "لدعم صمود وثبات أهلنا في القدس ووقف هذه الجرائم المتكررة بحقهم".
ورأى أن الدعاوي الصهيونية لاقتحام المسجد الأقصى في عيد الفصح اليهودي بمثابة  إشعال فتيل حرب دينية في المنطقة لن يسلم منها أحد، واعتداء على المقدسات والمبادئ وحرية الأديان، وكذلك نظهر طبيعة العدو المجرم الذي لا يُقيم وزناً للمبادئ والأخلاقيات، لافتاً إلى أن وزارته قامت بالتواصل مع حكومات العالم العربي والإسلامي ووزراء الأوقاف، وتم وضعهم بصورة المخاطر التي تواجه المسجد الأقصى.
ودعا وزير الأوقاف في حكومة غزة إلى اجتماع عاجل لمنظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ مواقف عملية ترقى إلى مستوى التحديات والمخاطر التي تواجه الأقصى والقدس، منوهاً إلى الدور الأردني في الإشراف والدفاع عن المسجد الأقصى.
سياسة منهجية
من جانبه أوضح القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل أن هناك سياسة ممنهجة يقوم بها العدو الصهيوني ضد المسجد الأقصى، من خلال الاقتحامات المستمرة بحقه والتي تهدف إلى تغيير معالمه وتحويله إلى كنيس يهودي، منوهاً إلى أن هذه الأعمال مقدمات لعمل اكبر يهدف لتدمير المسجد الأقصى.
واعتبر المدلل، أن ما يحدث بالمسجد الأقصى عملية تزييف واضحة من قبل الصهاينة للعمل بعد ذلك على بناء هيكلهم المزعوم، مضيفاً " هم يحاولون من خلال هذه الاقتحامات أن يلفتوا أنظار العالم بأن الأقصى مكان يهودي، وأن المسلمين يريدون الاستيلاء على هذا المكان".
وتابع " الاقتحامات اليومية ضد المسجد الأقصى مستمرة ولم تتوقف في يوم من الأيام أو في عيد من الأعياد اليهودية وهي ممنهجة ومبرمجة، والمرابطون هم من يتحملون المسؤولية في صد هذه الهجمات، لأنه قدر لهم بأن يكونوا رأس الحربة في مواجهة هذه الاعتداءات الصهيونية المستمرة".
ونوه القيادي في "الجهاد الإسلامي" إلى أن الحالة العربية المبعثرة التي يعيشونها تُعطي مبرراً للعدو الصهيوني للقيام بهجماته المستمرة ضد المسجد الأقصى، مطالباً العرب والمسلمين بأن يقفوا بجانب إخوانهم المقدسيين والفلسطينيين لنصرة المسجد الأقصى "لأنه ليس ملكاً للفلسطينيين وحدهم".


المصدر: الإستقلال

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/57612

اقرأ أيضا