/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

من ملحمة جنين إلى معركة كسر الصمت... جهادٌ يصنع نصراً

2014/04/10 الساعة 09:02 ص

صمودٌ وعزّةٌ وإباء, تضحيةٌ وكرامةٌ وفداء, إنّها كلماتٌ تتدافع إلى ذكرياتنا, فتتخلّد عميقاً في نفوسنا, فيزداد رسوخها وعشقها في قلوبنا كلّما ذكرنا تلك الملحمة البطولية التي قد تبدو أسطورة في سجل التّاريخ, ولكنّها حقيقة راسخة رسوخ الجبال, تلك الملحمة التي سطّرها الرّجال, الرّجال المجاهدون العظام في مخيّم جنين بقيادة سرايا القدس وجنرالها محمود طوالبة, مخيّم البسالة والصّمود, يوم تعاهدوا على القتل في سبيل الله أو العيش بكرامة, والنيل من هذا العدوّ الغاصب!! حتى إلى يومنا هذا يواصل الجيل الثاني من المجاهدين في مخيم جنين نهج الجيل الأول، ولازالوا يسطرون بدمائهم ملاحم عز وفخار وإباء ليبقى المخيم أسطورة الجهاد والمقاومة حافظاً لعهد قائده محمود طوالبة.
ومما لا شك فيه أن هذه الملحمة البطولية ستظل تحتل هذه المساحة .. والتي ستزداد مع الزمن في ذاكرة الأمة والأجيال القادمة.. تأتي ذكرى ملحمة مخيم جنين الأسطورية لتعانق معركة كسر الصمت الصاروخية التي نفذتها سرايا القدس مؤخراً، لتردع المحتل وتعيد قواعد اللعبة إلى مربعها الأول بعد تجازوها من قبل العدو الصهيوني وتنفيذه المزيد من الجرائم في قطاع غزة والضفة المحتلة.
من معركة مخيم جنين إلى بشائر الانتصار إلى السماء الزرقاء وصولاً إلى معركة كسر الصمت، تواصل سرايا القدس مسيرة جهادها المقدس على ثرى فلسطين الحبيبة، وما هذه المعارك والمحطات الجهادية المشرفة سوى عطاء قليل ومقدمة للانتصار الكبير، ألا وهو تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها.
فمع بداية شهر نيسان 2002 شن العدو الصهيوني هجوماً شرساً وواسعا على مخيم جنين من كافة الجهات، بذريعة انطلاق الاستشهاديين و"القضاء على البنية التحتية للمقاومة" كما ادعى قادة العدو.
وأطلقت قوات الاحتلال على مخيم جنين مصطلح "عش الدبابير"، وحاولت اجتياحه قبل عملية "السور الواقي"، أكثر من مرة وفي كل مرة كان جيش الاحتلال يجد أهل المخيم له بالمرصاد يتصدون لجنوده بكل شراسة وثبات.
وواجه العدو خلال اجتياحه الذي استمر لاسبوعين بصورة متواصلة، بعمليات نوعية واستشهادية خاضتها سرايا القدس ضد العدو صرعت خلالها 23 ضابطا و جنديا صهيونيا و جرحت أكثر من 140 آخرين بحسب اعترافات جيش الاحتلال.
ويروي الأسير المحرر المبعد طارق عز الدين، ملحمة جنين البطولية في ذكراها الثانية عشر عندما فشل رئيس الوزراء الصهيوني السابق آرئيل شارون في الاجتياح الأول والثاني لمخيم جنين فشلا ذريعا في تحقيق هدفه الذي جاء من أجله، وهو تدمير روح المقاومة والصمود،؛ أراد أن يستعيد هيبة الاحتلال فحشد كل قوته صوب جنين "عش الدبابير" كما أطلق عليها شارون، و اجتاحت آلة الدمار الصهيونية المخيم بشكل شامل، وهدمت المنازل على رؤوس أصحابها، ولم تسلم سيارات الإسعاف والمدارس من قصف الطائرات.
وأوضح عز الدين أن المقاومين بقيادة القائد محمود طوالبة شحذوا الهمم وشمروا عن سواعدهم في تلك المعركة ونصبوا الكمائن ونشروا العبوات في مداخل الطرق والأزقة ومواسير المياه، ووضعوا مرايا على زوايا المخيم كي يرصدوا دخول الجنود الصهاينة إلى المخيم ويفجروا دورياتهم ، مشيرا إلى التعاون المشترك بين فصائل المقاومة وكأنهم خليلة واحدة، يدعمون بعضهم بالذخيرة.
وذكر أنه رغم الحصار المشدد على المخيم إلا أن المجاهدين تحدوا وخاطروا بحياتهم واستطاعوا أن يوصلوا الذخيرة إلى المخيم بعزيمة وشجاعة وكأن ملائكة تدعمهم وتجاهد معهم.
وتطرق المحرر عز الدين إلى دور الأسير القائد بسرايا القدس ثابت المرداوي في المعركة عندما حاصر أربعة جنود صهاينة وقتل ثلاثة منهم وأصاب الرابع، في الوقت الذي كان القصف الصهيوني مستمر على مدار الـ24 ساعة، منوها إلى أن منع وسائل الإعلام من الدخول إلى المخيم جعل العدو يبالغ في عدوانه لعدم وجود من ينقل الصورة للعالم.
وقال أن ضيق الأزقة والشوارع بين البيوت مكَن المجاهدين من تغطيتها بالسواتر لتحجب رؤية الطائرات لتنقل المجاهدين، منوها إلى أنه من شدة بسالة المقاومة كان الجنود الصهاينة يبكون ويستنجدون خوفا وهلعا.
وأوضح عز الدين أنه المعركة انتهت بعد صمود أسطوري للمخيم، وعقد مفاوضات سرية لوقف نزيف الدم، مشيرا إلى الصور المروعة التي التقطتها عدسات الكاميرا بعد الاجتياح، من دمار ساحق وجثث متحللة تحت الركام.
وأضاف:"إن معركة جنين أعادتها للصدارة وجعلها عنوان للوحدة والمقاومة وشوكة في حلق العدو".
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/57332

اقرأ أيضا