احتفالا بالذكرى الـ38 لـ"يوم الأرض"، شهدت مدن قطاع غزة، أمس، فعاليات عدة ومسيرات جسدت تمسك الفلسطينيين بأرضهم المستلبة.
ونظمت القوى والفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها مهرجاناً في شارع صلاح الدين بالقرب من المنطقة الحدودية شمالي قطاع غزة، شارك فيه مئات المواطنين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تؤكد على الحق في الأرض وعدم التنازل عنها.
وفي حي الشجاعية، أحد أكبر أحياء مدينة غزة، نظم "ائتلاف شباب الانتفاضة" تظاهرة حملت عنوان "ملح الأرض"، فيما أقيمت فعالية غرس لشتل الزيتون من قبل أصحاب الأراضي الزراعية التي جرفها الاحتلال شمالي غزة، دعت إليها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. لكن أبرز الفعاليات كانت في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، إذ شارك نحو 500 طفل تقل أعمارهم عن ثماني سنوات، في إطلاق بالونات في سماء المدينة إحياء لـ"يوم الأرض".
وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة إنّ "يوم الأرض" جسد صورة وحدوية شاركت فيها ألوان الطيف الفلسطيني كافة، مشدداً على أن ذلك يدفعنا للتأكيد على ان مقاومة الاحتلال هي ما يجمعنا من أجل مجابهة ومواجهة كل التحديات والسياسات العنصرية الإسرائيلية.
وأكد أبو ظريفة، " ضرورة أن تجتمع كل عناصر القوى الفلسطينية من خلال إنهاء الانقسام وتفعيل وتوسيع المقاومة بكل أشكالها ضد الاحتلال، بما يمكن تعرية سياساته الاستيطانية والتهويدية ومصادرته للأراضي. ولفت إلى أن التوجه نحو المؤسسات الدولية بات ضرورياً، كي نستطيع أن نضع إسرائيل في موضع المسائلة والمحاسبة بشأن ما تقترفه من جرائم يومية بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، وأبرزها الاستيطان الذي يرتقي إلى مستوى الجريمة.
بدوره، طالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل السلطة الفلسطينية بالتوقف عن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وقال إنه برغم أن الفلسطينيين ما زالوا يقدمون التضحيات، إلا أنّ هناك من يراهن على عملية التسوية التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الوراء. وشدد كذلك على أنّ الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكاً في أرضه ووطنه ومقاومته، التي تؤكد دوماً انها لا يمكن أن تتنازل عن سلاح الشهيد فتحي الشقاقي وأحمد ياسين وياسر عرفات وأبو علي مصطفى وغيرهم من الشهداء الأبطال. وتابع قائلاً "من غير المعقول أن نجري وراء سراب يسمى المفاوضات، علينا أن نضحي من أجل قضيتنا الفلسطينية واستعادة حقوقنا المسلوبة".
من جهته، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعضو هيئتها القيادية العليا في قطاع غزة فيصل أبو شهلا إنّ "يوم الأرض" هو بمثابة تأكيد على أن الفلسطينيين قدموا الشهداء والأسرى والجرحى دفاعاً عن أرضهم، واليوم يناضلون من أجلها. وفي حديث إلى "السفير"، شدّد أبو شهلا على حق الشعب الفلسطيني في استخدام المقاومة بكل أشكالها، من اجل استعادة الحقوق، لا سيما أنه سيظل يقدم الشهداء والأسرى والتضحيات الجسام من أجلها. لكنه أشار إلى أنّ ما نحتاجه اليوم هو "توحيد صفوفنا خلف القيادة الفلسطينية، لتحقيق ما نصبو إليه، لأجل أن نكون قيادة موحدة تحترم إرادة شعبها".
ومن وجوه مواصلة الفلسطينيين لنضالهم من أجل قضاياهم العادلة وحقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها، ما زالت الحاجة جميلة رضوان تستذكر أدق التفاصيل في أرضها التي هُجرت وعائلتها منها إبان "النكبة" في مدينة صفد المحتلة. وتقول إنّ "يوم الأرض يعود بنا وبالذاكرة إلى أرضنا التي تربينا فيها ولا زلنا نناضل من أجل استعادتها، ونحلم بالعودة إليها". وشددت الحاجة السبعينية، في حديثها إلى "السفير"، على "أننا لن نفرط ولو بشبر من الأرض"، داعية الفصائل الفلسطينية إلى "الوحدة في مواجهة إسرائيل التي تسيطر على الأرض يوماً بعد آخر".
المصدر: السفير