/مقالات/ عرض الخبر

التسوية المستعجلة.. افتتاحية الخليج

2014/03/28 الساعة 07:09 ص

عقود مرت لم تفعل الإدارات الأمريكية خلالها أي شيء حقيقي للوصول إلى تسوية شاملة للصراع العربي الصهيوني . فهي بدعمها السياسي والاقتصادي والعسكري غير المحدود للكيان الصهيوني جعلت من أية تسوية صعبة المنال . فهي بدل أن تستعمل هذا الدعم لحثه نحو القبول بالمبادرات للتسوية جعلت منه حضاً له من أجل التمنع عن البحث فيها أو فرض شروط هي الاستسلام بعينه . بل إن الكثير من أهل الخبرة والبحث رأوا أن المواقف الأمريكية السابقة كانت من أجل منع الوصول إلى أية تسوية . فاستمرار الصراع يحسن دور الإدارة الأمريكية كمدير للصراع وكمؤثر رئيسي في شؤون المنطقة .
وحتى حينما تدخلت الإدارة الأمريكية في نهاية القرن المنصرم من أجل الوصول إلى تسوية، كانت التسوية كما نرى نتائجها الآن ليس استمراراً للصراع فحسب وإنما تعقيداً له وتعميقاً . وقد أظهرت الإدارة الأمريكية حماساً كبيراً من أجل الوصول إلى تسوية للصراع في مطلع إدارتها الأولى، ولم يستمر هذا الحماس خلال بقية السنوات . وها هي في إدارتها الثانية تحاول في نهايتها أن تحقق نوعاً من التسوية . ولكنها تصطدم باللاءات "الإسرائيلية" .
فأرادت أن تداور وأن تناور من خلال طريقتين، الرشوة للكيان والتهديد للسلطة . كانت الرشوة موجهة للكيان الصهيوني بأشكال مختلفة آخرها إطلاق سراح الجاسوس "الإسرائيلي" بولارد الذي سرق الآلاف من الوثائق الأمريكية عن نشاط استخباراتها في المنطقة . ويكشف إطلاق سراحه من قبل هذه الإدارة عن مدى رغبتها في رشوة الكيان حتى يستمر بالمفاوضات ويقبل بأي اتفاق يرى حتى وإن كان على حساب المزيد من التعقيد والتصعيب لأية تسوية مستقبلية .
فالإدارة الأمريكية الحالية بالرغم من كل البطولات الكلامية التي تصدر عنها إلا أنها أخفقت في كثير من الأزمات سواء في منطقتنا أو في أوروبا أو حتى المناطق الأخرى . فالحماس للوصول إلى أي اتفاق ليس مصدره تعذيب الضمير من أن كل مزاعم الدفاع عن حقوق الناس والحريات تكذبها مرآة القضية الفلسطينية . ويؤكد هذا الاستنتاج توالي الأنباء أن الإدارة الأمريكية تسعى نحو تحقيق إطار للتسوية . وقد كانت أوسلو من قبلها بطريقة مختلفة إطاراً آخر . ولا يزال الفلسطينيون يعانون من جرائه .
فتفسير مبادئ أي إطار دائماً يكون في يد القوة الأعلى . فهذه القوة ستكون من الناحية العملية هي المرجعية للتفسير، وفي أحسن الحالات ستكون الإدارة الأمريكية هي الحكم، وقياسا على أحكام هذا الحكم يعرف الفلسطينيون إلى أين سيكون مآل قضيتهم . طريقة أخرى لفرض الاستسلام والتطهير العنصري لفلسطين .

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/56319

اقرأ أيضا