خاص/ القدس للأنباء
أطلقت لجنة مسيرة العودة إلى فلسطين، أمس الثلاثاء، "حملة أنا عربي فلسطيني"، في المركز العربي الفلسطيني في مخيم برج البراجنة، بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، والمؤسسات وفعاليات شبابية وطلابية وشخصيات لبنانية وفلسطينية وأهالي المخيم. وتأتي هذه الحملة استشعاراً من اللجنة للأخطار المحدقة والمؤامرات المستمرة. وهي تهدف لخلق رأي عام واعٍ للاستهداف الذي يتعرض له الفلسطينيون والقضية الفلسطينية عبر توسُّل كل الوسائل الممكنة من ندوات ومؤتمرات والتعاون مع جميع وسائل الإعلام لتحقيق هذا الهدف.
بداية كانت مع الوقوف وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين والمقاومة، بعدها ألقى الدكتور حيدر دقماق، كلمة ترحيبية مُعرّفاً بالحملة، قائلا": إنها حملة شعبية هدفها التأكيد على عدم تدخل الفلسطينيين بأي شأن لا يتعلق مباشرة بنضالهم من أجل قضيتهم. وهي موقف ورسالة تؤكد على الحياد الإيجابي للفلسطينيين حول ما يجري في لبنان والدول العربية والإسلامية، وأنهم ملتزمون فقط بقضيتهم وحقوقهم".
وتحدث الأستاذ هيثم أبو الغزلان، عن رؤية الحملة في ظل الانقسامات والصراعات في المنطقة ومحاولات جهات معروفة للجميع تأجيج نار الفرقة والخلاف بين الفلسطينيين وإخوانهم اللبنانيين، عبر توريط الفلسطينيين في الصراعات الداخلية، لحرفهم عن قضيتهم الأساس وهي العودة إلى فلسطين، مؤكداً أن هذه الحملة هي لإبقاء صورة اللاجئ الفلسطيني واضحةً وصافيةً في أذهان الجميع؛ أن هذا الشعب الذي تمسك بحق العودة إلى الديار ورفض التوطين أو التهجير وكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية لن يسمح لأحد بإقحامه في أتون الصراعات الداخلية.
وقرأ الأخ أبو عبد الله، الأنشطة المقترحة للحملة ومنها عقد لقاء حواري بين المنظمات الشبابية الفلسطينية واللبنانية، وعرض أفلام من الزمن الجميل للمقاومة، وأعمال غرافيكس داخل المخيمات تبرز عنوان: "فلسطين قضيتي"، وعقد لقاءات موسعة، وسهرة فنية لفرق فلسطينية ولبنانية، ولافتات تحمل عناوين سياسية وأحاديث دينية وكلمات لقادة حول فلسطين، وفيديو كليب "فلسطين قضيتي" و "أنا عربي فلسطيني"، وبوستر حملة "أنا عربي فلسطيني"، وتتويج ذلك بورشة عمل إعلامية في يوم الأرض.
ثم قدم مسؤول لبنان في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أبو عماد رامز، ورقة عمل طرح فيها أسئلة عديدة: لماذا هذه الهجمة على المخيمات؟ وما هي أهدافها؟ وهل التوقيت السياسي لهذه الهجمة الإعلامية بريء؟. وهل يكون الحرص والخوف على الفلسطينيين وقضيتهم بطريقة شيطنة المخيمات وإظهارها على أنها لا تحفظ الجميل، ولا تستحق التعاطف أو التضامن معها.
وتقدم بجملة اقتراحات لتبديد الهواجس المتقابلة، منها: عقد المؤتمرات الشعبية والجماهيرية في المخيمات وصدور وثيقة وطنية تؤكد أن وجهة المخيمات وأبنائها هي فلسطين فقط. والتأكيد أن عدونا الوحيد والأوحد هو العدو الصهيوني الغاصب. وتبنّي وثيقة شرف ترفع الغطاء الاجتماعي والوطني والسياسي والشرعي عن أي مُخلّ بمضمون هذه الوثيقة، ويُعرض المصالح الوطنية الفلسطينية والمخيمات للخطر. وتنظيم حملة تواقيع في عموم المخيمات من أجل تشكيل غطاء شعبي جماهيري لما يتم اتخاذه من خطوات تقوم بها الفصائل الفلسطينية في مواجهة التحديات وفي مقدمها محاولات توريط الفلسطينيين أو المخيمات.. ويعقب ذلك، عقد مؤتمر صحافي تعرض فيه خلاصة أعمال هذه المؤتمرات أمام الرأي العام اللبناني، وفي مقدمها التأكيد على موقف الشعب الفلسطيني وقواه ونخبه بالانحياز الكامل إلى جانب لبنان الحر والسيد المستقل.
ودعا مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان علي فيصل، إلى معالجة حالة الفقر والحرمان وإقرار الحقوق الإنسانية وحق التملك وإعمار البارد.. لافتاً إلى ضرورة معالجة القضايا الاجتماعية والبنية التحتية في المخيمات، وكذلك معالجة المعضلة الاقتصادية التي تفاقمت مع لجوء أخوتنا الفلسطينيين من سوريا، مطالباً بتوسيع دائرة التحرك لتشمل كل الأطراف اللبنانية والفلسطينية، كما أكد على ضرورة تنظيم العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، وهذا يتطلب منا تحصين وضعنا ضمن قيادة سياسية واحدة.
وعدد مسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو جابر، المسؤولين عن إفساد القضية الفلسطينية، مُحملاً المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي، والدولة اللبنانية، والأونروا، ومنظمة التحرير الفلسطينية، متطرقاً إلى أزمة البطالة والتي بلغت نسبتها في المخيمات 68 %.
وأشار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أبو وسام محفوظ، إلى أن المقصود من حملات الاستهداف، هو تصفية القضية الفلسطينية، وفي القلب منها قضية اللاجئين، مؤكداً أن الطريق لإفشال هذه المخططات هو بالسعي لتكرار مسيرة العودة في مارون الراس، مشدداً على أهمية ما تقوم به لجنة مسيرة العودة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، رافضاً استهداف المخيمات أو المقاومة.
وتمنى الممثل عن سفارة دولة فلسطين في لبنان أحمد اسكندر، على الاعلاميين زيارة الجريح الفلسطيني محمد سنونو في مستشفى الزهراء، والذي أصيب في التفجير الانتحاري الذي استهدف المستشارية الثقافية الإيرانية في بئر حسن مؤخرا، كما تحدث عن تشكيل إطار شبابي فلسطيني لبناني لمواجهة الأخطار.
وأشار الممثل عن حركة فتح الانتفاضة أبو عصام الجشي، إلى قضية تهجير الشباب ومن يقف وراءها، داعياً تشكيل مرجعية فلسطينية موحدة.
ودعا بسام عبد الحي إلى تشكيل وفود شعبية موحدة من المخيمات الفلسطينية وزيارة المناطق اللبنانية، وتنظيم سهرات تراثية فنية لتعزيز أواصر الأخوة.. وتوحيد اللجان الشعبية، واللجنة الأمنية في المخيمات.
أما الدكتور طه بلقيس، من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، فقد دعا إلى عقد لقاءات بين رجال دين فلسطينيين ولبنانيين للتأكيد على دعوة حق العودة إلى فلسطين، وأن يتم عقد لقاءات مع مؤسسات إعلامية لشرح وجهة النظر الفلسطينية.
وأشار الإعلامي عصام الحلبي، ممثلاً قائد الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب ، إلى مزاوجة العمل بين القوى السياسية والمؤسسات الأهلية، داعياً لحملة شعبية تطالب بإعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم المدنية والإنسانية، مقترحاً تعزيز دور اللجان الشعبية والاتحادات والنقابات الفلسطينية والقيام بدورها المنوط بها.
ودعا رئيس تكتل فلسطينيي 48 الحاج طه ، إلى إبراز القضية الفلسطينية، وتنظيم الاحتفالات والندوات والأنشطة داخل المخيمات لتشمل أكبر عدد من الفلسطينيين.
من جهته، دعا أحد فعاليات مخيم برج البراجنة الحاج أبو أسعد ، إلى توحيد الفصائل الفلسطينية، وتحصين المخيمات اجتماعياً، ووطنياً، وإنسانياً، واقتصاديا..
وطالب عضو لجنة متابعة نازحي مخيم اليرموك نضال أبو هلال، بتقييم مسيرة العودة في 2011، استعداداً لإكمال المشوار من جديد.
وأشار ممثل اللقاء الشبابي الفتحاوي محمد سعيد إلى حالة التضييق والحصار التي تشهدها بعض المخيمات الفلسطينية، مؤكداً أن أي فرد فلسطيني ينفذ أعمالاً إرهابية، فإن الشعب الفلسطيني كله بريء منه.
رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/54446