قال مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين/ لبنان، الحاج شكيب العينا في تصريح لصحيفة اللواء اللبنانية إن التركيز على المخيمات ليس بريئاً، ومردّه كونها تُمثل رمزا وعنوانا لقضية اللاجئين وحق العودة، إضافة إلى كونها أيضاً تُمثل خزان بشري وحيوي بهدف توظيفه مذهبياً في الصراعات الدائرة من حولنا، وهنا تكمن الخطورة في التركيز على المخيمات بهدف حرفها عن وجهتها الحقيقة، فلسطين، وزجها في الصراعات والتجاذبات الداخلية في البلدان المضيفة، لإنهاكها وتدميرها وتصفيتها من أجل تسهيل تمرير مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل التي يعمل عليها بعض العواصم الغربية التي أصبح همّها الوحيد تصفية القضية الفلسطينية، وقضية اللاجئين، وقوى المقاومة، وتغذية الحروب الطائفية والمذهبية للوصول إلى هذا الهدف الذي لن ينالوه بإذن الله - لأننا نمثل الحق، والحق بالنسبة إلينا هو فلسطين، والحق يعلو ولا يعلى عليه.
وأضاف إن القوى الفلسطينية، رغم تباينها السياسي، إلا إنها نجحت إلى حد ما في توحيد خطابها وأجنداتها وعملت على حماية وتحييد المخيمات، ومنعت توظيفها أو استخدامها في أتون الصراعات الداخلية المدمرة في البلدان المضيفة، وحافظت على سياسة الحياد الإيجابي وخاصة في الساحة اللبنانية، مما أعطاها المزيد من القوة وساهم في تعزيز علاقة القوى الفلسطينية بالجوار اللبناني التي هي على خير ما يرام، وهذه السياسة الحكيمة التي انتهجتها القوى الفلسطينية أكسبها احترام القيادات والقوى والمسؤولين اللبنانيين رسمياً وحزبياً وشعبياً.
وقال نحن إلى حد ما مطمئنون للوضع في المخيمات، رغم المحاولات المتكررة من قبل البعض لتفجير الوضع في داخلها ومع الجوار من خلال زجها في الصراعات الدائرة من حولنا، لكننا في نفس الوقت قلقون جداً من إصرار البعض المرتبط أمنياً من وراء البحار على الاستهداف الدائم للمخيمات من خلال تسليط الضوء الإعلامي عليها وربطها وزجّها بكل حادث أمني يحدث أو قد يحصل قبل التأكد من حقيقة التركيز على المخيمات.
وتساءل: ماذا يريد هذا البعض من المخيمات؟
واستطرد العينا بالقول: «نقول لهذا البعض إن المخيمات لن تحيد عن بوصلتها فلسطين ولن تكون ورقة بيد أحد للابتزاز والمساومة أو التوظيف ولن تكون خنجر بظهر أو خاصرة أحد، وهي على العهد ستبقى قلاع وطنية مقاومة، وفيّة لمن ساندها واحتضنها ووقف إلى جانب قضيتها، وهي عامل أمن واستقرار لهذا البلد، ولن تكون غير ذلك، بالله عليكم كفوا أذى عن المخيمات ودعوها تُبلسم جراحها وتوحّد صفوفها وتحفر في الصخر طريقها إلى فلسطين».