لم يكن ينقص العائلات النازحة من سوريا الى مخيم عين الحلوة إلا العاصفة ألكسا ليكتمل مشهد المعاناة التي تلاحقهم منذ مغادرتهم هربا من جحيم الحرب في بلادهم وحتى وصولهم واقامة قسم كبير منهم في خيم يخيم عليها شبح الفقر والجوع والعوز ..
بعض هذه العائلات قامت بشد وثاق خيمها التي تشكل بالنسبة اليهم خط الدفاع الأول والأخير للاحتماء من البرد والسيول والامطار ، وسارع بعضهم الى رصف الممرات التي تفصل بينها مستعينين بكميات من الحصى قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية بالتعاون مع جمعية ناشط وذلك منعا لتجمع المياه حول الخيم ، وآخرون تولوا جمع الحطب لتأمين وسائل التدفئة من البرد القارس الذي بدأ يلفح وجوههم واجساد اطفالهم.
وناشد النازحون المقيمون في هذه الخيم المعنيين تأمين اماكن ايواء بديلة تقيهم وعائلاتهم ما يمكن ان تحمله العاصفة من ويلات عليهم، وليس اقلها احتمال ان تؤدي الرياح المتوقعة مع العاصفة الى اقتلاع خيمهم من اساسها .. ولم يمحى من ذاكرتهم بعد مأساة تلك العائلة السورية النازحة التي جرفت السيول خيمتها في جدرا العام الماضي وخطفت معها طفلها الرضيع.
وقال مسؤول لجنة المتابعة للنازحين في المخيم محمد حديد : هذه الخيم معرضة للإقتلاع اذا اتت العاصفة وسيصبح قاطنوها مشردين بلا مأوى . فالى اين نذهب بهؤلاء الاطفال والعجائز.. نناشد جميع المسؤولين والمعنيين وجميع اصحاب الضمائر الحية تامين مراكز ايواء بديلة لهم.. ونحن كإجراء احترازي قمنا بتثبيت الخيم ولكن لا ندري اذا كان ذلك كاف ليمنع تطايرها في العاصفة التي يحكى الكثير عن انها ستكون قوية جدا .
المصدر: المستقبل