/الصراع/ عرض الخبر

أبو أحمد: استهداف عمق العدو لم يعد صعباً والعمليات الاستشهادية أرقى أنواع المقاومة

2013/11/16 الساعة 10:09 م

أكد الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أبو أحمد، أن استهداف العمق الصهيوني لم يعد صعباً، وانه ليس بالضروري أن يكون بالعمليات الاستشهادية، مشيراً إلى ما تمتلكه المقاومة خصوصاً "سرايا القدس" من ترسانة صاروخية يمكن أن تصل إلى عديد من المدن الإستراتيجية للعدو.
انتصار بعد دفع الثمن
وقال الناطق باسم سرايا القدس في حديث خاص لـ "الإعلام الحربي" بمناسبة مرور عام على ذكرى معركة السماء الزرقاء" التي توجت بانتصار المقاومة سياسياً وعسكرياً:" المعركة لم تكن منفصلة عن ما سبقها من المعارك، بل كانت نتاج جهد دءوب، وخبرات كثيرة اكتسبناها خلال أربع سنوات من التهدئة تخللها عدة مواجهات مفتوحة مع العدو، تعلمنا فيها كيف نقلل من خسائرنا ، في مقابل كيف نزيد الخسائر في صفوف العدو ونشكل ضغط حقيقي عليه"، مؤكداً أن " المقاومة استطاعت بعد عدوان 2008_2009 استخلاص العبر ووضع الخطط، والعمل بوتيرة متواصلة على تطوير إمكاناتها العسكرية وقدراتها القتالية، سواء على مستوى التحركات أو التكتيكات، أو على مستوى مهاجمة الأهداف الحساسة، وتحديداً المناطق المراد استهدافها بدقة عالية، لذلك لم تكن الإبداعات والمفاجئات نتيجة اللحظة".
وأضاف :" التعامل مع معركة بحجم معركة السماء الزرقاء، التي استخدم فيها العدو وسائل قتالية عنيفة ومكثفة، كطائرات (اف15، واف16)، عدا عن القصف المدفعي، وطائرات الاستطلاع الحاملة للصواريخ، فرض علينا أن نتعامل بشكل نوعي.
إدارة جديدة بمشاركة الجميع
وعن الطريقة التي أدارت فيها سرايا القدس المعركة، أوضح أبو احمد، إلى أن "التحرك منذ اللحظة الأولى لاغتيال الشهيد القائد أحمد الجعبري، كان على أكثر من محور"استخباراتي معلوماتي، وتكتيكي ميداني، إعلامي، ووضعنا جُلَّ ما نملك من إمكانات رهن الاستخدام الميداني، ووفق ما تقتضيه كل مرحلة لتحقيق هدفين، الهدف الأول تحقيق عنصر المفاجئة وإرباك قادة الاحتلال، والهدف الثاني قيادة المعركة لصالحنا"، مبيناً أن العدو هو من بدأ بالمعركة، لكنه رغم كل ما يملك من ترسانة عسكرية لم يستطع أن يحسمها لصالحه، واستسلم في النهاية لشروط المقاومة.
وبين الناطق باسم سرايا القدس، المعركة لم تدار في الميدان فقط ، بل أديرت من قبل العقول الاستخباراتية، في غرف العمليات المغلقة، مشيراً إلى أن التحرك الميداني على الأرض تم بتكتيك قتالي جديد وخصوصاً على مستوى إطلاق الصواريخ، رافضاً الإفصاح عنه لدواعي أمنية.
80% رضا.. والقادم يتطلب المزيد
ورداً على سؤال، هل سرايا القدس راضية عن أدائها في معركة السماء؟، أعرب أبو احمد عن رضا القيادة العسكرية في سرايا القدس عن الأداء الميداني في معركة السماء الزرقاء بنسبة (80%) بالنظر لحجم المعركة وحجم الاستهداف، و إمكانات المقاومة المتواضعة التي استهدفت العمق الصهيوني، قياساً بما يملكه العدو من ترسانة عسكرية تعد الأولى في المنطقة ، واستدرك القول:" لكن هذا الرضا ليس رضا كاملاً، لكنه رضاء نسبي بل وأقل من ذلك، فالقيادة العسكرية عندما تلتقي بالمجاهدين تؤكد على حاجتنا الماسة كمقاومة إلى الكثير من العمل لنعوض ما نخسره في معركة هنا أو هناك، كما إننا بحاجة إلى تطوير قدراتنا، والاستفادة من أخطاءنا، لأن المعركة القادمة ستكون اعنف واشد بكل تأكيد"، لافتاً إلى أن النظرة الشعبية للمعركة آراء والمحللين كلها أجمعت على أن أداء المقاومة وبالتحديد سرايا القدس كان أداءً مذهلاً.
انتصار صنعه الجميع
وأسهب الناطق باسم السرايا في حديثه لـ "الإعلام الحربي" عن دور الوحدات العسكرية المختلفة التي ساهمت في تحقيق هذا الانتصار، قائلاً:" أي عملية عسكرية بحاجة إلى معلومات، وبحاجة إلى رصد دقيق لتحديد أماكن استهدافها، وهو ما قام به جهاز الاستخبارات والرصد التابع للسرايا، الذي جهز ملف كامل قبيل وأثناء المعركة عن نقاط ضعف العدو، وعن جبهته الداخلية ومدى هشاشتها، وقابليتها للانهيار في وجه أي ضربة قوية توجهها المقاومة كضرب "تل أبيب" العاصمة السياسية والاقتصادية والعسكرية للعدو".
وتابع حديثه قائلاً :" أيضاً كان هناك حرب العقول، التي تم فيها اختراق الهواتف النقالة لضباط وجنود العدو الصهيوني، وإرسال رسائل التهديد لهم، وهو ما كان له اثر نفسي بالغ على الجنود جراء هذه العملية المعقدة ، وفاجأ قادته، وكانت من اكبر مفاجآت سرايا القدس في معركة السماء"، مشيداً بدور الإعلام الحربي الذي كان متميزاً في نشر كافة أخبار المقاومة للعالم، بالصوت والصورة والكلمة، عبر وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي، التي تبادل روادها صور قصف السرايا بصاروخ "فجر5" لمدينة "تل أبيب".
استغلال ناجح لفترة الهدوء
وقال أبو احمد لـ"الاعلام الحربي":"نحن بالنسبة لنا كقطاع محاصر، وكمقاومة تعيش داخله لا يمكن أن نبقى نقاتل بشكل يومي، ففي المعارك نخسر الكثير من الإمكانات والقيادات الميدانية التي يجب أن نعوضها، ونقوم بترميم قدراتنا القتالية التي تتضرر بفعل العدوان، وهذا ما سنحت به الفرصة خلال الأربع سنوات بعد عدوان 2008-2009 والتي شهدت نوعا من الهدوء استطعنا أن نستغله لصالح المقاومة".
واستدرك قائلاً:" لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع العمل خلال المواجهات وأثناء التصعيدات والتحليق المكثف لطائرات استطلاع العدو وأقماره التجسسية، وعملائها على الأرض، أيضاً نحن نعمل لكن بوتيرة اقل على مستوى تطوير الإمكانات وتطوير القدرات"، جازماً أن حالة التهدئة التي عاشها الشعب الفلسطيني والمقاومة بعيد عدوان " الرصاص المصبوب"، ساهم بشكل كبير بانتصار المقاومة في المعركة السماء الزرقاء، والخروج بهذه الصورة المشرفة التي شاهدها العالم.
المجاهدون متشوقون
وحول المشاعر التي استقبل فيها رجال الوحدة الصاروخية بسرايا القدس قرار القيادة العسكرية قصف "تل ابيب"، وهل كانت المقاومة تخشى رد الفعل الصهيوني؟، قال الناطق باسم السرايا ابو احمد:" قرار قصف "تل أبيب" نحن والمجاهدون كنَّا نتشوق له ونسعى له ونتمنى أن نأخذ الضوء الأخضر له بالتحديد بعد قصف واستشهاد الشهيد احمد الشيخ الخليل ورفاقه الأربعة لأنه كانوا على وزن كبير، لكن لم يكن هناك قرار في هذا الشأن، و القرار جاء في معركة "السماء الزرقاء" لان هناك كان اغتيال لقائد كبير بوزن القائد احمد الجعبري واستهدافات واسعة لمنشات مدنية وعسكرية وغيرها، لذلك جاء القرار المهم من قيادة سرايا القدس"، مؤكداً أن العدو كان يدرك بوجود هذا السلاح النوعي لدى سرايا القدس، لكنه لم يكن يعرف مكانه، أو متى سيستخدم.
وأضاف: "العدو تحدث أن السرايا كانت ستستخدم هذا السلاح النوعي في معركة بشائر الانتصار، لكن واسطات رفيعة تدخلت وحالت دون استخدامه حسب زعمه، لكن الحقيقة لا يوجد واسطات، ولا غيرها بيننا وبين هذا العدو، فعندما حانت الفرصة و جاء القرار نفذ الجنود.
وتابع حديثه:" قرارات قيادات سرايا القدس مسموعة ومطاعة من المقاتلين في الميدان الذين استقبلوا هذا القرار بكل فرحة وسرور و ونشوة، لا نهم كانوا ينتظروا هذا القرار منذ فترة من الوقت، وقاموا بتنفيذ هذه العملية النوعية وهي الأولى منذ حرب 48م، أن يتمكن فصيل فلسطيني من استهداف العمق الصهيوني".
لا يخشى الغريق البلل
أما الشق الثاني لسؤال، هل كانت تخشى ردة الفعل الصهيوني أجاب :" نحن قبل أن نقصف تل أبيب شاهدنا العدو الصهيوني يستخدم كل ما في جعبته من أسلحة ضد شعبنا ولم يبقى له إلا النووي ، حتى انه استخدام السلاح الكيماوي "الفسفور" ضد شعبنا في أكثر من مرة، لذلك نحن لم نخشَ شيئاً، لأننا في الأساس تعرضنا لقصف شديد واستهدف الكثير من المنشآت المدنية والمواطنين العزل، وفي النهاية لا يخشى الغريق من البلل، كما يقولون".
وأكمل قوله: " نحن نعرف أن هذا العدو أوهن من بيت العنكبوت وانه بحاجة فقط إلى توحيد المقاومة وتوحيد الجهود والقدرات، وأنا متأكد أن هذا العدو سينكسر لا محال لأنه يعيش على الخزعبلات والأساطير القديمة الكاذبة التي لا أساس لها من الحقيقة"، مؤكداً أن قرار قصف "تل أبيب" كان استراتيجي وجاء في الوقت المناسب، وكانت نتيجته خيراً كونها ساهمت في وقف العدوان بصورة مشرفة.
العمل الاستشهادي .. قرار استراتيجي
وفي معرض رده هل أسقطت سرايا القدس العمليات الاستشهادية من حساباتها العسكرية؟ أكد الناطق باسم السرايا أن استهداف العمق الصهيوني ليس بالضرورة أن يكون بالقنابل البشرية، مشيراً إلى ما تملكه المقاومة وسرايا القدس من قدرة صاروخية على استهداف عمقه، قائلاً "المهم تحقيق النتيجة وليس الوسيلة".
وتابع حديثه قائلاً :" ستظل العمليات الاستشهادية أرقى أنواع المقاومة هذا ما نؤمن به، ونحن جربنا هذه الطريقة سنوات طويلة وحققنا انجازات مبهرة من عمليات كركور، ومجدو، والعفولة، والقدس، وحيفا، وايلات، وبيت ليد، و غزة، وقدمنا كوكبة طويلة من الاستشهاديين والاستشهاديات"، لكنه استبعد في الوقت الراهن إمكانية حدوث عمليات استشهادية كبيرة، نتيجة الظروف المعقدة التي تعيشها المقاومة بالتحديد سرايا القدس في الضفة الغربية، بسبب الملاحقات المستمرة والابتزاز من خلال اعتقال الأهل، والمطاردة والاغتيال والمساهمة بإعطاء معلومات للعدو تؤدي لاغتيالهم عن طريق أجهزة امن السلطة .
عاد وأكد الناطق باسم سرايا القدس أهمية العمليات الاستشهادية كقرار استراتيجي موجودة ومطلوبة، قائلاً:"نحن نسعى إليها وهو ما أثبته الشهيد القائد في سرايا القدس محمد عاصي ورسخه فعلا ً، ليس قولاً إبان العدوان على قطاع غزة في معركة السماء الزرقاء"، معرباً عن اعتقاده الجازم أن عملية محمد عاصي في قلب "تل أبيب"، واحدة من أهم الأسباب التي دفعت العدو لاستجداء التهدئة والموافقة على شروطها.
أفعالنا لا أقوالنا.. في انتظارهم
في ظل الحديث عن عدوان صهيوني جديد اعنف مما شاهدناه في الحروب السابقة، ماذا أعدت سرايا القدس للمواجهة القادمة ؟، قال الناطق أبو احمد :" سرايا القدس كعادتها لا تتكلم كثيراً، بل تُشاهد أفعالها على الأرض .. هذا ما عودنا أبناء شعبنا والعدو عليه، لذلك في المعركة القادمة سيشاهد الجميع أفعالنا ولن يسمعوا أقوالنا هذا ما نعد به شعبنا، وأننا على قدر المسئولية فليكونوا على ثقة بالله أولاً من ثم في المقاومة وسرايا القدس".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/47804

اقرأ أيضا