/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

اليرموك: مبادرة النزف الأخير!!

2013/11/11 الساعة 12:23 م

خاص / وكالة القدس للأنباء
اليرموك، مخيم لم تسعفه حيادية أهله وابتعاده عن صراع دام أكثر من سنتين عن القتل والاعتقال والتدمير، الذي لم يرحم طفلاً ولا شيخاً ولا عجوزاً ولا امرأة، ولا شاباً جلُّ همهم تحرير فلسطين والعودة إليها.
وبعد استشهاد أكثر من ألف وخمسمائة من أبناء المخيم، وبعد مبادرات قادتها الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير لحل الأزمة محليًّا داخل المخيم، لتجنب سقوط عددٍ أكبر من الشهداء، عادت منظمة التحرير وأرسلت موفدها عضو اللجنة التنفيذية ورئيس الوفد الفلسطيني إلى سوريا، زكريا الآغا، لبحث أوضاع اللاجئين هناك واللقاء بمسؤولين سوريين، وللضغط على المعارضة السورية لسحب مسلحيها من المخيمات الفلسطينية، واستكمالاً للزيارات السابقة ومتابعة ما تم الاتفاق عليه مع الجانب السوري فيما يتعلق بتشكيل لجنة ميدانية مع الحكومة السورية لمتابعة تنفيذ مبادرة "تحييد المخيمات الفلسطينية" التي قدمها الوفد في زيارته الأخيرة لسوريا منذ 11 شهرًا، والتي حظيت بموافقة حكومية.
زيارة تدوم لأيام عدة، أملاً بنجاح المبادرة وسحب المسلحين سريعا، أكد خلالها الآغا أن الساعات القادمة ستشهد خطوات عملية على الأرض لإخلاء مخيم اليرموك من السلاح والمسلحين، والعمل على إعادة إعماره، تمهيداً لعودة اللاجئين الفلسطينيين إليه، بعد اضطرارهم إلى النزوح منه جرَّاء الصراع الدائر.
وهو ما لفت إليه  الآغا في بيان صحفي صادر عنه الاثنين قائلا: "طالبنا في اجتماعنا مع المقداد واللواء مملوك بفتح ممر آمن للسكان لإدخال ما يحتاجه المخيم من مواد غذائية وأدوية بصفه عاجلة، ووضع آليه لتنفيذ المبادرة الفلسطينية بخصوص إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين تمهيداً لعودة النازحين منه وإعمار المخيم، ولقد تمت الموافقة على طلبنا وفق آلية محددة وسيجري التنفيذ خلال الساعات القادمة بالتنسيق مع لجنه تمثل مخيم اليرموك، والوفد الفلسطيني بحث موضوع المعتقلين والمفقودين من اللاجئين الفلسطينيين خلال اللقاء، وتلقى وعوداً بالبدء في اﻻفراج عن المعتقلين الذين لم تسجل ضدهم قضايا أمنيه خلال الأيام القادمة وبشكل متتابع".
أما المسلحون، فباتوا مستعدِّينَ للانسحاب من مخيم اليرموك وفق ما أعلنت عنه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، حيث اكَّدتْ أن المجموعات المسلحة التي توجد في مخيم اليرموك منذ 11 شهراً، أعربت، عبر وسطاء للأمين العام للجبهة أحمد جبريل، عن استعدادها للانسحاب من المخيم.
مخيم كان يكتظ بساكنيه، وبلحظة قاسية، رحل السكان واكتظ المخيم بمسلحيه، مسلحون لا يمتون لترابه أو لأرضه أو لجدرانه بصلة، مفقودون انقطعت أخبارهم عن ذويهم وباتوا في عداد الموتى، ومخيم لم تستطع حياديته أن تؤَمِّن حمايته، ويبقى الأمل برياح صيفٍ تزيح الغمامة السوداء، ليعود المخيم إلى أهله ويعودون إليه، وتشمخ المنازل من جديد فوق جثامين آلاف الشهداء الذين نزفت دماؤهم هدرًا، لتكونَ ساقية يسيرون بها بمراكبهم نحو فلسطين.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/47438