خاص/ القدس للأنباء
نهر البارد، كلمتان لا تزالان محفورتان في عقول أجيال ستأتي وأخرى ستمضي، لتعبِّرا عن واقع أسود حلّ بمخيم آمن، وشعب كان ضحية معركة ما له ناقة فيها ولا جمل، لتلد المصيبة الكبرى مصائب أخرى، بعد إعلان الأونروا عن وقف العمل بخطة الطوارئ، التي كانت رمقًا يصبر جفاف الحناجر، لتترك الفلسطينيين وحدهم يعانون، الفقر والبطالة والمعاناة.
مراسل وكالة القدس للأنباء التقى بعض الفلسطينيين في المخيم، وأجرى بعض اللقاءات معهم، للوقوف على آخر المستجدات الإنسانية في المخيم.
وضع صعب
يقول بلال سويدان، فلسطيني من أبناء المخيم: "الوضع صعب في المخيم، ولا أستطيع دفع إيجار المنزل في ظل البطالة التي تستبيح أبناء المخيم، فأعمل في المخيم القديم لمدة يوم واحد، وأعاود المكوث في المنزل لأيامٍ طوال، وإلغاء حالة الطوارئ وعدم دفع بدل الإيجارات أثّر على وضعي المعيشي كثيراً، وأنا لا أستطيع التحمُّل، خاصةً ان زوجتي تغسل الكلى وتحتاج إلى دواءٍ باهظ الثمن، والأونروا لا تدفع سوى 50% من تكاليف محتاجي غسيل الكلى".
تهديد بالطرد من المنزل
أما عماد لوباني، فلسطيني من أبناء المخيم، فيقول: "أنا لا أعمل بسبب وضعي الصحي، وأحتاجُ إلى دواءٍ شهري، والأونروا لم تدفع بدل إيجار شهري تشرين أول وثاني، وصاحب المنزل يهددني بالطرد من المنزل إن لم أدفع الإيجار (250$ شهريًّا)".
وأما ناصر الشنص، فيقول: أنا مستأجر عند أخي، ومعايير الأونروا الجديدة قامت بإلغاء خطة الطوارئ، وأنا أطالب الأونروا بالتراجع عن قرارها، لأنني لا أستطيع دفع الإيجار الشهري (150$)، وإن لم تقم الأونروا بدفعه فسأسكن أنا وعائلتي في المدارس أو الهيئه الأهليه للإعمار".
آثار سلبية
من جهته، يقول عضو اللجنة الشعبية أبو فراس ميعاري: "هناك تأخر في دفع بدل الإيجار للمستحقين، ما ترك آثارًا سلبيةً على أصحاب الدخل المحدود. إن المخيم ما زال يخضع للحالة العسكرية، والوضع الإقتصادي صعب للغاية، والبطالةُ تخطت معدّلاتها الـ 40%، واستمرار هذا الوضع يُنذر بانفجار اجتماعي، ربما تكون تبعاته كارثية".