تمر في الثاني من تشرين الثاني / نوفمبر 2013، الذكرى السادسة والتسعين لوعد بلفور المشؤوم، "وعد من لا يملك، لمن لا يستحق"، الذي تضمّنته الرسالة الموجهة من وزير خارجية بريطانيا جيمس آرثر بلفور، إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد، والتي أشار فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، الذين كانت نسبتهم في العام 1917 لا تتجاوز 5 بالمئة من سكان فلسطين (الإنتدابية..)!
ومنذ ذلك التاريخ، أعلن الشعب الفلسطيني رفضه لهذا الوعد، وقاوم أجدادنا وآباؤنا مفاعيله على الأرض الفلسطينية، بمواجهات مستمرة ومتواصلة مع العصابات الصهيونية وسلطات الإحتلال (الإنتداب) البريطانية، التي ألحقت بمشاركة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29/11/ 1947 هذا الوعد بالقرار رقم 181 القاضي بتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أجزاء: 1. دولة عربية: وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوباً حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر. 2. دولة يهودية: على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حاليا. 3. القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.
ورغم مرور عقود على الوعد المشؤوم وملحقاته التي يعتبر القرار الدولي 242 من أبرزها وأخطرها، لكونه أسس لنهج المفاوضات والتنازل الذي أفضى لإتفاقيات "كامب ديفيد"، "أوسلو" و"وادي عربة"، ظلّت القضية الفلسطينية حاضرة وعصية على التصفية والضياع بفضل استمرار وصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني وقواه الجهادية المقاومة وامتداداتها العربية والإسلامية، المعززة بتضامن أحرار العالم... وبقي الكيان الصهيوني شوكة غريبة في جسد الوطن العربي، يتوقع له المفكرون والمحللون الستراتيجيون الأميركيون الإقتلاع والزوال مع نهاية الربع الأول من هذا القرن.
ولا شك، أن هذا المصير المحتوم الذي ينتظره الكيان الغاصب، بفعل تطور القوى والحركات الجهادية المقاومة كماً ونوعاً وتضحيات الشعب الفلسطيني، لن تؤخره سياسات التفريط، ولا سلّة وعود "الجامعة العربية" و"السلطة الفلسطينية" المشبوهة، والتي تشمل: الإعتراف بالكيان الصهيوني على 78 % من أرض فلسطين التاريخية، والقبول بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67؛ التخلي عن المقاومة المسلحة وتعقب المجاهدين واعتقالهم، وإسقاط الميثاق الوطني الفلسطيني؛ الموافقة على "تبادل الأراضي"، والإعتراف بمشروعية الإستيطان؛ التخلي عن مسؤولية القدس ووضعها بعهدة المملكة الأردنية؛ إخراج فلسطينيي العام 48 من المعادلة الكفاحية، وإلتراجع عن حق العودة مقابل الحديث عن حل "عادل لقضية اللاجئين"!..
المصدر: نشرة الجهاد