أعلن مؤخرا عن بدء المقطع الشرقي من الجدار العازل والذي يعزل منطقة الأغوار بالكامل، ويمنعها على الجانب الفلسطيني من جهة، وترتيب حدود نهائية ما بينها وبين الحدود الأردنية.
القرار الذي أعلن عنه صباح اليوم، هو إعلان متأخر، حيث بدء ببناء هذا الجدار منذ فترة، وخطط له منذ سنوات طويلة، ويأتي في إطار خطة استيطانية للسيطرة على الأغوار وسحبها من الجانب الفلسطيني.
خبير الإستيطان ومسؤول دائرة الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي, قال إن بناء الجدار الشرقي هو مخطط قديم ليس بالجديد، ولكن يبدو ان سلطات الاحتلال ستقوم بتنفيذه، كرسالة سياسية وإقرار أمر واقع على الأرض.
فالغور حسب الرؤية الإسرائيلية، كما يقول التفكجي، خارج إطار إيه مفاوضات تجري مع الجانب الفلسطيني أو العربية، والجدار هنا هي الحدود النهائية للدول الإسرائيلية الي لا يمكن تجاوزها تحت أيه ضغط سياسي.
وتابع التفكجي : بحسب الرؤية الإسرائيلية الغور هي منطقة إستراتيجية ولن تتخلى عنها، وأي تواجد قوات فلسطينية في هذه المنطقة ممنوع قطعا، والقوات التي يجب أن تكون في هذه المنطقة هي القوات الإسرائيلية التي تحرص أمن الدولة وحدودها الشرقية".
وقال التفكجي أن إسرائيل لن تعيد ما تسميه ب"الغلطة" التي اقترفتها قبل سنوات في انسحابها من غزة، وما نتج عن هذا الإنسحاب هناك من سيطرة على الحدود مع مصر بناء للأنفاق وبالتالي فتح الطريق لتهريب السلاح.
وأكد التفكجي أن ما تقول به "إسرائيل" بخصوص النوايا الأمنية لهذا الجدار ليس بالصحيح، الأصل أن هناك مصالح مائية وإستثمارية، فغور الأردن يعني السياحة والزراعات المبكرة والسياحة العلاجية والمياه من نهر الأردن وقناه البحار، وعن أراضي فارغة من السكان وما يحدث الأن على الأرض هي عملية تطهير عرقي".
و الهدف الأكبر من هذا المخطط، كما يرى التفكجي هو سياسيا أيضا وهو حشر الدولة الفلسطينية في حال قيامها، بين الجداريين الغربي والشرقي.
وفيما يتعلق بالسكان قال التفكجي:"حاليا تتم عمليات تهجير ممنهجة لنقل السكان، والمدينة الوحيدة التي بقي فيها السكان أريحا والعوجا، حيث سيتم ربطهما مع الضفة، والقرى الصغيرة مثل بردلة وعين العوجا، تتحول لتجمعات سكانية يتم عزلها بالجدار ويكون الدخول والدخول إليها كما يحدث في الضفة الغربية بتصاريح وأذونات".
ويشكل الغور ما نسبته 27% من أراضي الضفة الغربية، يسكنها 60 ألف فلسطيني، في حين يسكن فيها 5 ألالاف مستوطن فقط في 20 مستوطنة، وبحسب الإحصاءات تشكل السلة الغذائية من هذه المنطقة في الإقتصاد الإسرائيلي ما قيمته 822 مليون دولار هي قيمة صادراتها من الغور.