الشهيد: إسلام حسام الطوباسي
السكن: مخيم جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة
تاريخ الاستشهاد: 17 /9 / 2013 م
العمر عند الشهادة: ( 22 )
كيفية الاستشهاد: استشهد متأثرا بجراح أصيب بها، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال (الإسرائيلي) في مخيم جنين
" يخيفوننا بالموت ونحن عشاق شهادة " تميزت هذه العبارة بانفراد على صفحة التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " الخاصة بالشهيد "إسلام الطوباسي"، فكانت عبارة تحمل بين طياتها الكثير من المعاني التي يريد ايصالها الشهيد "إسلام"، لتكن كلماته مؤثرة كونها مهداة لأصدقائه الشهداء من قبله.
قصص كثيرة تجدها وأنت تبحث عن الشهيد "إسلام" في بيته وعلى لسان رفاقه وبين أزقة مخيم جنين الذي رسم فيه محمود طوالبة أروع لوحات التضحيات، وتبعه من بعده الكثير من الشهداء والقادة على في هذا الدرب.
" توفى والد إسلام وعمره خمس سنوات، فكان لإخوته الدور الأكبر في تربيته، فكان ملازما على تلاوة القرآن والذهاب إلى المسجد، وأيضا من الطلبة المتفوقين في المدرسة ليمدحه جميع معلميه "، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد الحديث عن نجلها وألم الفرقة يحتضر قلبها، والدموع لم تكتفِ بعد من عينيها.
فاكهة البيت
بصوت متنهد تُكمل السيدة الخمسينية حديثها لـ " الاستقلال" كان إسلام محبوبا للجميع فكان راضيا مرضيا، إذا طلبنا منه يد العون سريعا ما يلبيها، كان فكاهة البيت وروح المرح فيها، بعد ما غاب غابت الحياة عنا "، مشيرة إلى أن ابنها "أحمد" استشهد عام 2006، وابنها "سعيد" مُعتقل منذ عام 2002 محكوم عليه بالسجن المؤبد.
برهة صمت أثناء حديثها، لتبدأ الدموع مرة أخرى في التعبير عن أوجاع تلك الأم الصابرة وتتمالك نفسها من جديد، وتضيف" الدراجات النارية هي شغله الشاغل فكان يتلذذ في ركوبها، فبعد المجيء من عمله يطلب الغذاء مني ويذهب فورا لدراجته الخاصة، ليتسابق وأصدقائه على الجبال، وكنت أطلب منه مراراً وتكراراً بعدم المخاطرة في ذلك السباق ".
تفاصيل استشهاده
لتروي لنا في آخر كلماتها تفاصيل جريمة استشهد نجلها" بينما كان "إسلام" نائما في فراشه، باغتته وحدات خاصة صهيونية مع ساعات الفجر وأطلقت النار عليه أكثر من مرة بشكل مباشر، ومن ثم سحبته على الأرض وهو ينزف واختطفته ونقلته إلى إحدى مستشفيات الأراضي المحتلة ليعلن استشهاده آنذاك"، معبرة عن صعوبة الموقف حين سماعها نبأ إستشهاد نجلها إسلام، لكن احتساب أمرها إلى الله هوّن عليها قليلا فاجعتها.
صاحب الخُلق الحميد
من حُسن الخاتم وجمال الحياة أن تتخلق بأخلاق الشهداء وتعيش معهم وأنت ما زلت في دنياك محجوبا عنهم، هكذا كان الشهيد إسلام الطوباسي يتحلى بالخُلق الحميد الذي اكتسبه من شقيقه الأكبر الشهيد " أحمد " ليقول شقيقه كمال: " إسلام الطفل المدلل لدينا صحيح أنه تعدى العشرين عاما، لكن براءة الطفولة تراها في عينيه، لذلك كان ملازما لشقيقه الشهيد "أحمد" حتى أخذ منه جميع صفاته ".
وزاد، من شدة قربهما لبعضهما البعض كنا نغار أحيانا كوننا نحن أخوة أيضا لهم، حتى ظن بعض الناس أنهم أصدقاء، والآن هما متجاورين في الجنة بإذن الله"، لافتا إلى كنية الشهيد إسلام " أبو السعيد " الذي كنى نفسه بها، لشده حبه بشقيقه " سعيد " الذي ما زال في سجون الاحتلال.
وأوضح شقيق الشهيد أن "إسلام" كان كثير الإيثار ومساعد لجميع من أبناء المخيم، لا سيما كبار السن العاجزين عن مساعدة أنفسهم، مبينا لنا أن الشهيد كان محبوبا لدى الكبير والصغير خصوصا أطفال الحارة المتعلقين به والذي كان يلعب معهم كرة القدم وغيرها من الألعاب.
رونقه الخاص
لكل شهيد رونقه الخاص الذي يتحلى به، لذلك اصطفاهم الله هذا الاصطفاء الرباني ليس لأي كان، فجمال الروح صفة في ذاتها قبل الاصطفاء وهي ممهدة لهم، هذا ما أوضحه عرسان قرني صديق الشهيد منذ طفولته أن إسلام كان متميزاً بحسن خلقه وأدبه وتواضعه، كما كان محبوبا من الجميع ويوزع ابتساماته عليهم، ممازحاً لهم يتمتع بروح مرحة تعلق بها كل من عرفه.
وتابع في حديثته، " كان الشهيد إسلام شجاع في موطن الشجاعة وهادئ الطباع صلب في مواقفه، نحسبه عند الله من أهل العزائم، لا يعرف الحقد ولا الكراهية على الناس"، مشيرا إلى أن الشهيد- رحمه الله – كان متعلقا بالشهادة والشهداء وبحب الوطن وبالجهاد في سبيل الله وكان آخر ما كتبه على صفحته الخاصة في " الفيسبوك " خير شاهد على ذلك.
المصدر: الاستقلال