/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

"إسرائيل" تستبيح حرمة الأقصى وتمنح ضوءا أخضر لتدنيسه

2013/09/13 الساعة 06:16 ص

منحت الحكومة "الإسرائيلية"، المستوطنين واليهود المتطرفين تفويضاً رسمياً وضوء أخضر، لاقتحام وتدنيس المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وإقامة طقوسهم وشعائرهم "التلمودية" بداخله بحماية من شرطة الاحتلال، كخطوة أولى نحو إقرار خطتها "العنصرية" الرامية لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً وبناء الهيكل المزعوم.
ذلك التفويض الذي صدر عن الذراع الأمني للمؤسسة "الإسرائيلية"، صدر بشكل رسمي عن قائد الشرطة العام في الشرطة "الإسرائيلية"، يوحنان دنينو، بعد قوله إن:"الشرطة موافقة على دخول اليهود إلى المسجد الأقصى، بصفته ساحات جبل الهيكل"، معتبراً ذلك "حقا مضمونا لليهود لا يجوز النقاش فيه أبدا"، وقال "كل يهودي يريد أن يصلي في "جبل الهيكل" (المسجد الأقصى) ويريد أن يصل إليه يجب أن نضمن له هذا الحق وضمن الأوقات المحددة لذلك".
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول "إسرائيلي" السماح لليهود رسمياً بالصلاة في المسجد الأقصى، ودأب يهود متطرفون على اقتحام باحات المسجد ضمن برنامج السياحة الأجنبية للمسجد، لكن أصواتاً رسمية "إسرائيلية" خرجت في السنوات الأخيرة مطالبة بحق اليهود في الصلاة في باحات المسجد الذي يدّعون أنه مقام على أنقاض "هيكل سليمان".
تصريحات "دنينو"، لاقت موجه استنكار وغضب فلسطينية كبيرة، فيما دعت حركة الجهاد الإسلامي المواطنين في غزة لاعتبار اليوم الجمعة، يوم الغضب والنفير العام لنصرة الأقصى، وأكدت أن مسيرة ستنطلق  بعد تأدية صلاة الجمعة في المسجد العمري، حيث تتجمع الحشود بميدان فلسطين وسط غزة، لتجوب شوارع المدينة".


حق مقدس
من جانبه اعتبر الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك، ما صدر عن قائد الشرطة "الإسرائيلية"، حول السماح لليهود المتطرفين باقتحام الأقصى وبرعاية وحماية من الشرطة، تطور خطير جداً يستهدف الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية".
وقال الشيخ صبري:"ما يجري الآن داخل المسجد الأقصى هو استكمال لخطط "إسرائيلية" عنصرية مدروسة جيداً، وضعت بهدف تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً وجعله مزاراً دائما لليهود المتطرفين".
وأكد الشيخ صبري، أن:" المسجد الأقصى، هو ملك للمسلمين وحدهم ولا يحق لأي "إسرائيلي" اقتحامه أو تدنيسه، وتصريحات قائد الشرطة "الإسرائيلية" هدفها تشجيع المستوطنين على اقتحام الأقصى وتدنيس المقدسات، وهو أمر مرفوض ولن نقبل بها أبداً ومهما كانت الظروف".
وأضاف خطيب المسجد الأقصى:" المقدسات الإسلامية وعلى رأسها لمسجد الأقصى، هي حق للمسلمين حدهم وليس لليهود، أي حق فيها وموقفنا من ذلك ثابت ولن يتغير ولن نعترف بأن لليهود، وسنتصدى لكل المحاولات "الإسرائيلية" التي تهدف لإلغاء الطابع الإسلامي عن مقدساتنا والسماح لليهود بممارسة طقوسهم في باحات الأقصى".
وشدد الشيخ صبري، على أن:"الوضع داخل المدينة المقدسة بات خطير جداً، بفعل المخططات "الإسرائيلية" العنصرية التي تستهدف وجود الأقصى والاستعداد لبناء الهيكل المزعوم، إضافة لعمليات الحفر والتهويد التي تقوم بها جرافات الاحتلال تحت المسجد الأقصى المبارك، والبناء الاستيطاني المستمر في محيط القدس".
وأكد، أن تصريحات المسؤولين "الإسرائيليين" هدفها الأساسي التقسيم الزماني بين اليهود والمسلمين في المسجد الأقصى، محملاً الحكومة "الإسرائيلية" المسؤولية الكاملة عن أي مس بحرمة الأقصى وبمحتوياته.
ودعا الشيخ صبري، الأمتين العربية والإسلامية بالتحرك العاجل، لنصرة المقدسات الإسلامية والمسيحية من المخططات "الإسرائيلية" قبل فوات الأوان، مؤكداً أن "الوضع خطير وبحاجة للتحرك العربي والدولي والإسلامي عاجل".
بدورها، رفضت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" تصريحات "يوحنان دنينو"، وأكدت: "بحق المسلمين الخالص بالمسجد الأقصى دون أن يشاطرهم فيه أحد من اليهود ولو بذرة تراب واحدة"، معتبرةً تصريحات "دنينو" غاية في الخطورة لأنها تعطي تفويضا من الذراع الأمني للمؤسسة "الإسرائيلية" للمستوطنين باقتحام الأقصى وتمنحهم إقامة طقوسهم وشعائرهم "التلمودية" فيه.
وأكدت، أن الشرطة "الإسرائيلية" وأجهزة المخابرات لهما دور مباشر في الخطر المحدق بالمسجد الأقصى كونها هي من أعطت الضوء الأخضر للمستوطنين بتدنيس الأقصى، وأخذت على عاتقها مسؤولية الحماية والدعم المعنوي والمادي لهم باعترافات متعددة من نشطاء بارزين في جماعات الهيكل وذلك لتطبيق مخطط التقسيم الزماني والمكاني على الأرض.


خط أحمر
من جانبه، إسماعيل رضوان، وزير الأوقاف في حكومة غزة، أكد أن:"المقدسات الإسلامية والمسحية في الأراضي الفلسطينية خط أحمر، لن يُسمح لحكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بتجاوزه مهما كلف ذلك من ثمن وجهد".
وحذر رضوان، من مواصلة الاحتلال في تنفيذ مخططاته العنصرية والمتطرفة التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك والمقدسات، وجعلها أرضاً مباحة ومفتوحة لليهود والمتطرفين بأي وقت وطرد الفلسطينيين والمقدسيين منها".
وقال رضوان:" الدعوات "الإسرائيلية" التي تخرج لاقتحام المسجد الأقصى وتقسيمه بناءً على بعدين الزماني والمكاني وبناء الهيكل، هي دعوات عنصرية ومرفوضة فلسطينياً، وهدفها الأساسي وضع المدينة بمقدساتها تحت السيطرة والإشراف "الإسرائيلي" وإلغاء الطابع الإسلامي عنها".
وأضاف وزير الأوقاف في حكومة غزة،:"حكومة الاحتلال المتطرفة تواصل مخططاتها في تهويد المقدسات وتقسيم الأقصى، بغطاء من المفاوضات "العبثية" التي تخوضها السلطة في رام الله، والمتمسكة بها رغم فشلها وضررها بالقضية والمشروع الفلسطيني".
ولفت رضوان، إلى أن حجم الدعم والمساندة الفلسطينية والفصائلية لما يجري داخل القدس والأقصى، لم يرق حتى اللحظة لمستوى المخاطر والتحديات، مشيراً إلى أن السلطة تلعب دوراً سلبياً جداً في الضغط على "إسرائيل" لإجبارها على التراجع عن تلك المخططات التي تستهدف الأقصى ووجوده كمعلم إسلامي.
وتصاعدت الأصوات اليهودية المنادية باقتحامات جماعية للمسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية، من أبرزها دعوة أعضاء حزب الليكود إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى، الخميس، قبل عيد "الغفران" بيوم.
كما دعت منظمات المعبد المزعوم إلى اقتحام ونشاط كبير ينفّذ داخل المسجد الأقصى يطالب الأطفال والعائلات اليهودية لاقتحام المسجد الأقصى وإقامة حصص تعليمية داخله وذلك مع سادس أيام عيد العرش اليهودي الذي يصادف في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.


المصدر: الاستقلال

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/42484

اقرأ أيضا