خاص/ القدس للأنباء
لم تكن هجرة اليهود من الدول العربية إلى إسرائيل "هجرة إنقاذ" لليهود من الإبادة والفناء كما حددها رئيس الحكومة الصهيونية الأسبق ديفيد بن غوريون. فاليهود العرب لم يكونوا معرضين لهذا الخطر الذي تعرض له يهود أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك فقد بذل مؤسسو الكيان الصهيوني جهوداً كبيرة في المبالغة في وصف الأخطار التي تتربص بيهود العالم إجمالاً وفي الدول العربية خاصة، مُحذّرين إياهم من إمكان تعرضهم إلى كارثة إبادة جديدة عن طريق وسائل ملتوية كثيرة، وبخلق أسباب الفتنة بين اليهود وغير اليهود في اليمن عبر التفجيرات والاغتيالات التي كان يقوم بها الصهاينة بحقهم لدفع هؤلاء إلى الهجرة التي اعتبرت في السنوات الأولى لتأسيس الكيان أهم عنصر من عناصر الأمن القومي والقوة العسكرية لهذا الكيان.
وما نلاحظه اليوم أن هجرة يهود اليمن إلى الكيان نشطت من جديد، وكان آخرها ما ذكرته مصادر "إسرائيلية"، اليوم، من أن الوكالة الصهيونية قامت بتهجير 17 يهودياً من اليمن إلى "إسرائيل" بشكل سري.
ونظراً إلى سيطرة بعض المعتقدات الدينية على جماعات منهم، فقد هاجر بعضهم إلى فلسطين في ثمانينات القرن التاسع عشر، لاعتقاده بقرب ظهور المسيح، واستقر في حي سلوان في القدس المحتلة. ثم تزايدت الهجرة وحملت طابعاً مغايراً للهدف الديني، خصوصاً بعدما نشطت الحركة الصهيونية في أوساط يهود العالم، وأرسلت قيادياً من بينها اسمه يفنائيلي، مع غيره كثيرين، للعمل في الأوساط اليهودية اليمنية لتشجيعها على الهجرة إلى فلسطين، عبر استغلال العوامل الدينية ووعود الرخاء الإقتصادي الذي ينتظرها في فلسطين، في حين أن الهدف الأساس كان توفير أيد عاملة في المؤسسات الزراعية الصهيونية لتحل محل الأيدي العاملة الفلسطينية.
ومع قيام الكيان الصهيوني أخذت المخططات الصهيونية المتعلقة بنقل بعض يهود العالم، حيزها التطبيقي المتسارع، العصبي والعنيف أحياناً، كما حصل مع يهود العراق على سبيل المثال.