حطّت قدما المحرر ماهر حمودة العقاد من خان يونس جنوب قطاع غزة على ثرى أرضٍ غاب عنها لثماني سنوات، عندما كانت مُحتلة وعاد لها محررًا.
وتنفس الأسير العقاد (28 عامًا) عبق الحرية مساء الأحد، بعد انتهاء مدة محكوميته التي قضاها مُتجرعًا العذاب والمعاناة والحرمان من أدنى مقومات الحياة وأبسط معاني الإنسانية كزيارة ذويه داخل السجون الإسرائيلية.
واعتقل المحرر بمنطقة المواصي المُحررة غرب خان يونس عام 2005 وحكمت عليه قوات الاحتلال بالسجن ثماني سنوات، بعد اتهامه بالتخطيط لتنفيذ عمليات داخل مجمع "غوش قطيف" الاستيطاني آنذاك ومحاولة قتل إسرائيليين.
واستقبل العقاد على معبر بيت حانون شمال القطاع أعداد كبيرة من عائلته بفرحٍ كبير وسعادة وزغاريد وتكبيرات وإطلاق للألعاب النارية، مستقلين مركبات موشحة بالأعلام الفلسطينية، حتى مسقط رأسه".
فرحة غامرة
وعبر المحرر العقاد خلال حديث مُقتضب بعد الإفراج عنه عن فرحته بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية التي وصفها بـ "الظالمة"، متمنيًا الفرج القريب لبقية الأسرى القابعين خلف قضبان الأسر.
ودعا كافة المؤسسات للوقوف بجانب الأسرى ومساندة قضيتهم العادلة، خاصة الأسرى المرضى التي تتدهور صحتهم يومًا بعد يومً، مطالبًا بضرورة تنظيم حراك أوسع وأشمل على المستوى الشعبي والرسمي لتفعيل قضية الأسرى والعمل على تحريرهم.
بدوره عبر نادر شقيق الأسير ماهر عن سعادته للإفراج عن شقيقه، قائلاً : "مُنذ أيام ونحن نُجهز لهذه اللحظة التي انتظرناها طويلاً، وأقمنا سرداب لاستقبال المُهنئين وجهزنا الألعاب النارية والحلوى والزهور..".
ولفت شقيق المحرر إلى أن عائلته وخاصة والدتهما كانت تواقة لرؤية هذه اللحظة، على مدار ثماني سنوات من العذاب والمرار والحرمان من الزيارة، متمنيًا الفرج لبقية الأسرى وأن تقر أعين عوائلهم وتتكحل لرؤيتهم عما قريب خارج قبضان الأسر.
الاعتقال والتنقل
وكانت منطقة المواصي عبارة عن منطقة عسكرية مُغلقة قبيل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، واتهم بالتخطيط لتنفيذ عملية استشهادية وقتل مستوطنين داخل "غوش قطيف" التي كانت مقامة على أراضي المواطنين غرب المحافظة.
وأوضح شقيق الأسير إلى أن ماهر اعتقل في ليلة محاولته تنفيذ العملية بعدما داهمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بيت خاله بمنطقة المواصي وقاموا باعتقال شقيقه واستجوابه في سجن عسقلان وحكم عليه ثماني سنوات بتهمة الإعداد لتنفيذ عملية، وانتماء للجهاد الإسلامي، قبل أن ينضم لحركة حماس بالسجن.
وتنقل المحرر ما بين سجن "عسقلان والنقب والرملة وايشل ورامون ونفحة الصحراوي" سيء الصيت، كما خاض مع باقي إخوانه الأسرى معركة الأمعاء الخاوية، وأضرب عن الطعام لمدة 28 يومًا لإرغام السجان على احترام إنسانية الأسرى.
المصدر: وكالة صفا