تشهد أسواق وشوارع البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في شهر رمضان، حركة تجارية نشطة، وتبدو مكتظة في مشهد افتقدته منذ سنوات طويلة بسبب حواجز الاحتلال الاسرائيلي وإجراءاته.
وزار آلاف من الفلسطينيين البلدة القديمة في الخليل مع بدء شهر رمضان المبارك على غير عادتهم، لأسباب منها الصلاة في الحرم الإبراهيمي، والعروض التجارية والمحفزات الاقتصادية التي توفرها المؤسسات في المدينة للتشجيع على زيارتها والشراء منها.
وتوافد الآلاف إلى الحرم الإبراهيمي في قلب المدينة للصلاة فيه، حيث يقول حجازي أبو سنينة، رئيس طاقم موظفي الحرم، إن "هنالك فرقا واضحا في أعداد المصلين القادمين إلى الحرم في رمضان عن غير أيام الشهر".
وبحسب أبو سنينة "امتلأت ساحات الحرم الداخلية والخارجية في صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان، ووصل عدد المصلين في الحرم إلى أكثر من عشرة آلاف مصل، بينما كان العدد في الجمعة السابقة حوالي 1500 مصل فقط".
وأضاف "كذلك عدد المصلين في صلاة العصر الذي وصل إلى نحو ألفين، بينما كان العدد لا يتعدى العشرين في صلاة العصر في الأيام قبل شهر رمضان".
أما الأسواق التي تتزين بالأعلام الفلسطينة، فتعجّ بالمتسوقين بينما تعرض المحال مختلف أنواع السلع والأنواع المختلفة من الأغذية والحلويات.وأكد المدير العام لـ"لجنة إعمار الخليل" عماد حمدان أن "ما نراه في الخليل هذه الأيام شيء مفرح، ونتمنى أن تكون كل أيام السنة كذلك". وأضاف "نحن أعددنا خطة شاملة لإنعاش الوضع الاقتصادي في البلدة القديمة، منها ترميم المحال التجارية وتوفير المرافق اللازمة لها ودعم بعض المواد الغذائية، وبالتالي تخفيض أسعارها".
وتزدحم محال بيع الحلويات والقطائف في البلدة القديمة، ما يفرح أصحاب المحال التي يأتي إليها كثيرون بسبب العروض والأسعار الرخيصة، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيون.
ويؤكد صبحي مسك وهو صاحب أحد المحال أن "ما نبيعه في يوم واحد في شهر رمضان يماثل ما نبيعه في شهر كامل في الأيام العادية، لأن الاسعار رخيصة جداً مقارنة مع الأسعار في المناطق الأخرى التي تبيع بسعر مضاعف".
من جهته، أكد مشرف المبيعات في شركة لمنتجات الألبان رائد أبو شامة، أن "الأسعار مخفضة لتشجيع المواطنين للقدوم إلى السوق في البلدة القديمة".
وأضاف أن "نسبة الخصم تصل إلى 30 في المئة عن أسعارنا خارج البلدة القديمة"، مؤكداً أن "نسبة المبيعات ارتفعت أضعافا عدة عما كانت عليه في الأيام قبل شهر رمضان".
ويقيم نحو 190 ألف فلسطيني في الخليل الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، فيما يقيم حوالي 600 مستوطن في جيب داخل المدينة تحتله إسرائيل، ويشكل ثلاثة في المئة من مساحتها.
المصدر: السفير