/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

والدتا شهيدي "الجهاد" في لبنان مالك ديب، وأحمد العلي: "طلبا الشهادة، الله يهنيهم ويتقبّلهم"..

2013/08/06 الساعة 12:14 م

خاص/ القدس للأنباء
هم الشهداء.. كنسمة طيف من الجنة.. تسمو بروحنا العالية.. تحرق قلوبنا كجمرة ملتهبة ناراً وشوقا للقاء الأحبة..
لأنهم العظماء الذين يروون بدمائهم الطاهرة تراب الوطن السليب.. يغذون بهمتهم العالية أرواح محبّيهم والعاشقين الوالهين بحب محمد صل الله عليه وسلم.. الهائمين بعشق البندقية السمراء.. حتى أنهم لبسوا الكفن الأبيض ويصرخون: لبيك اللهم لبيك.. لبيك بدمنا ومالنا وأهلنا.. لبيك يا فلسطين..
الأم الفلسطينية التي دائماً ما تقدم فلذات كبدها لأجل فلسطين، وغالباً ما نُسمّيها أم الشهيد، فأم الشهيد التي صبرت وصمدت أمام ما أصابها بفقد أحد أبنائها شهيداً في سبيل الله، تستحق أن تكون نموذجاً للمرأة الفلسطينية المتفانية والتي قدمت الكثير على طريق ودرب إستعادة أرض فلسطين ومقدساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.


الشهيد مالك عبد اللطيف
فها هي الحاجة أم رياض ديب والدة الشهيد مالك عبد اللطيف ديب، من مخيم الرشيدية،  كثيراً ما كانت تحبس دموعها عند تذكرها إبنها الذي ضحى بدمه في سبيل الله وسبيل تحرير فلسطين.
تسرد أم رياض خبر تلقيها إستشهاد مالك لمراسل "لوكالة القدس للأنباء" وتبدأ " كان دائماً يوصيني ويقول إذا إجاكي خبر استشهادي لا تبكي علي".
وتقول الحاجة أم رياض "في اليوم الذي غادر فيه مالك ورفاقه كان ينظر إلي ويبتسم وكأنه يريد أن يودعني، ولكنه كان يخشى أن يقول لي: إني ذاهب لأنه يعلم قلب الأم". وتتابع، "في صبيحة اليوم الذي ذهبوا فيه هو ورفاقه  توجهوا إلى بيت أخته وتناولوا الفطور، وبعدها ذهبوا قاصدين طريق الشهادة في سبيل الله، وفي المساء جاء شقيقه الأكبر رياض وكان يرتدي قميصاً أسود، وقال "لا أحد يتكلم أمام الحاجة بشيء عن مالك، وتتابع الحاجة والدموع تنحبس بعينيها، في تلك الليلة نمت على بركة الله وعند إستيقاظي لصلاة الفجر جاء إبني الأكبر وزوجة أخي وأخي فقال لي "بعدك نايمة يمّه فقلت له خير شو في؟ مالك استشهد!! وتقول لأنني كنت أشعر بأن هذا سيحدث فلم أتحمل الصدمة فما شعرت إلا وأنا ابكي عليه وأقول "الله يسهل عليك يا مالك وقلت لمن كان حولي هو طلب الشهادة الله يهنيه ويتقبلوا.


الشهيد أحمد عبد الفتاح العلي
أما الحاجة أم ماجد والدة الشهيد أحمد عبد الفتاح العلي (أبو التحرير)، من مخيم القاسمية فحالها كحال الحاجة أم رياض تقول إن إبني كان يجلس هو ورفاقه في البيت ويتحدثون عن الجهاد والشهادة في سبيل الله ولكن عندما أحضر إليهم يسكتون وتتابع الحاجة أم ماجد لمراسل "وكالة القدس للأنباء" أنه كان يخرج من البيت باليومين والثلاثة وأحياناً لمدة أسبوع، وتضيف، لكنه في المرة الأخيرة خرج من البيت وقد تأخر عن عادته التي يخرج فيها، فقلت لزوجي أريد أن أذهب إلى بيروت لأتفقد أحمد إبني، فقال إذهبي وعندما وصلت وسألت أجاب البعض: بأنه لم يأت حينها أدركت في نفسي شيئاً وكان لدي إحساس بأنه ذهب في عملية إستشهادية فعدت إلى البيت وعندها تلقيت خبر إستشهاده بالصبر والحزن.
هكذا كان  لسان حال معظم أمهات الشهداء إذ كثيراً ما ردّدّن كلمات عن صبرهن عن وصف أبنائهن وكأنهم ما زالوا بينهن، فهو قلب الأم يتفطر حزناً على ولدها، وقلب ولدها يتفطر من عشقه للقضية والشهادة.
يذكر أن الشهيد مالك عبد اللطيف ديب من سكان مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، استشهد في 7/10/1993م، خلال عملية نفذها المجاهدون، حيث خاضوا إشتباكاً بالأسلحة الرشاشة والصاروخية بالقرب من مستوطنة  "مسكاف عام" على الحدود الشمالية لفلسطين.
أما الشهيد أحمد عبد الفتاح العلي فاستشهد بتاريخ 28/11/1994، وكان عمره 22 عاماً من سكان تجمع القاسمية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، واستشهد إثر معركة بطولية ضد جيش الإحتلال الصهيوني على طريق الشقيف أرنون في الجنوب اللبناني، حيث أمطرت مجموعة الشهداء الأبطال دورية للعدو بنيران القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة فقتلت وأصابت عدداً من جنود العدو.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/39430

اقرأ أيضا