/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

"الأقصى" يستغيث.. وأمة المليار خارج التغطية

2013/08/02 الساعة 09:17 ص

شهدت الأسابيع الماضية كثافة غير معهودة في عدد محاولات اقتحام المسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين وقيادات "إسرائيلية" محسوبة على حزب الليكود تحت حماية الجيش والشرطة. وكانت الهيئة الإسلامية المسيحية قد حذرت في وقت سابق من قيام جماعة "إسرائيلية" تطلق على نفسها إسم "عائدون إلى جبل المكبر" بنصب خيام احتجاجية داخل مقبرة مأمن الله التاريخية؛ للمطالبة بتسريع عمليات البناء في الهيكل المزعوم والتوسع في عمليات تهويد المدينة المقدسة.
وأكد الصحفي المتخصص في شؤون القدس زهير الدبعي أن سلسلة الاقتحامات المتتالية تندرج في إطار سياسة طويلة وإستراتيجية مدروسة؛ بهدف تهويد القدس وتهديد وجود المسلمين والمسيحيين فيها على حد سواء، مضيفا: يمتلك العدو الصهيوني خبراء في الشؤون الإسلامية، ومن خلال تعليماتهم وإرشاداتهم يتم التعامل مع المعطيات على أرض الواقع لاستغلال كافة الفرص السانحة".
وبيّن أن قوات الاحتلال تدرك تماما مدى خصوصية شهر رمضان لدى المسلمين ومقدار الطاقة الروحية المرتفعة في هذا الوقت لديهم، خاصة فيما يتعلق بالمشاعر الإسلامية والمقدسات، معتبرا أن تكثيف عمليات الاقتحام خلال شهر رمضان يمثل رسالة تحد صارخة واستهانة بمشاعر المسلمين في كافة مناطق تواجدهم.
وربط الدبعي بين أحداث العنف والصراعات الدموية الجارية في الأقطار العربية كمصر وسوريا وليبيا وحالة الصرع التي أصابت المستوطنين والجيش "الإسرائيلي"، والتي تم ترجمتها بزيادة عمليات الاقتحام لباحة المسجد الأقصى، مردفا: تشكل الأجواء السائدة في الدول العربية بيئة خصبة، من أجل تمرير مخططات تهويد المدينة المقدسة".


الهجوم من عدة محاور
وكشف الدبعي عن انتهاج قوات الاحتلال لعدة محاور يعمل بها في آن واحد من أجل الوصول لتنفيذ مخططاته التهويدية في المدينة المقدسة, حيث تتواصل عمليات الحفريات الرامية لتقويض أسس وقواعد المسجد الأقصى، في ذات الوقت الذي يتم فيه دفع أعداد كبيرة من المستوطنين الصهاينة لاقتحام المسجد الأقصى والتجول في باحاته مع انشغال العرب بشؤونهم الداخلية وانشغال الفلسطينيين بحالة الانقسام وليس أخيرا باللهث خلف المفاوضات.
وقال: "الحفريات مستمرة أسفل المسجد الأقصى منذ أكثر من ثلاثة عقود وهو ما نتج عنه شبكة كبيرة وواسعة من الأنفاق كفيلة بردم المسجد الأقصى في حال تعرضه لأي هزة خفيفة".
وأوضح الدبعي أن العمل ما زال جاريا حتى الوقت الحالي بمخطط " شيرانسكي" الرامي لإنشاء معبد ديني يهودي في ساحة "بيت شتراوس"، معقبا: ما لم يتوقف القتل والعنف في البلاد العربية وتصوب بوصلة الأمة نحو القدس، فإن المعبد اليهودي سوف يصبح حقيقة واقعية في باحات المسجد الأقصى".
وأضاف: "هناك عدة مؤسسات تعمل طيلة الوقت لإنجاز المعبد وخططه جاهزة بانتظار التنفيذ، كما يتم تخزين مواد بناء كالحجارة ومستلزمات توراتية بالقرب من المسجد الأقصى، تمهيدا لبدء العمل في أي وقت فور الاستيلاء على أجزاء من المسجد الأقصى".
ووصف عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس صالح الشوبكي ما يجري داخل باحات المسجد الأقصى وفي محيطة بالأمر "المثير للقلق ويدل على الاستهانة الواضحة بالقيادات العربية والفلسطينية، منتقدا حالة الصمت الشعبي العربي بالتزامن مع الصمت الرسمي على ما يجري من عمليات اقتحام وتهويد لأولى القبلتين والتي دفعت الجانب "الإسرائيلي" للتوسع في عمليات الاقتحام والحفريات في حضرة الصمت العربي المطبق".
وشدد الشوبكي على وجود حالة من التناغم والتنسيق المباشر بين جماعات المستوطنين المتطرفة ومؤسسة الجيش والشرطة وجهاز الشاباك من أجل تسهيل عمليات الاقتحام تحت حماية قوات الشرطة وحرس الحدود، مشيدا بجهود المرابطين داخل المسجد الأقصى وطلاب المصاطب الذين يتصدون بشكل يومي لجماعات المستوطنين وطردهم من باحات المسجد".
واعتبر، أن ما يجري في الوقت الحالي يشكل فرقعات لقياس ردة الفعل العربية والفلسطينية ومدى ارتباطها بالمسجد الأقصى؛ تمهيدا لخطوات أكثر خطورة وتكرار تجربة الحرم الخليلي باقتسام المسجد بين المسلمين واليهود، مضيفا: "أحسنت "إسرائيل" استغلال حالة التشتت العربي الحاصلة من أجل تمرير مخططاتها في ظل هدايا عربية مثل تلك التي قدمها وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بتفجير الوضع في الأراضي المصرية".
وعاب الشوبكي على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وشباب حركة فتح استمرار التنسيق الأمني مع المحتل في الوقت الذي يشهد محاولات حثيثة لتهويد المدينة المقدسة والحرم القدسي, مضيفا: دخول شباب من حركة فتح خلال الأيام الماضية لحرم المسجد الأقصى محملين بالسكاكين والعصي من أجل الاعتداء على مناصري الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ونزع صوره عن جدار المسجد الأقصى تضع علامات استفهام كبيرة حول طريقة سماح الشرطة "الإسرائيلية" لهم بدخول المسجد بتلك الطريقة في حين يمنع كبار السن من دخوله؟".


معركتنا من أجل الأقصى
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن المعركة الحقيقية لحركته ولكل الشرفاء العرب هي من أجل تحرير المسجد الأقصى بالدرجة الأولى، معتبرا أن عمليات الاقتحام المتتالية خلال الفترة الماضية تبرهن على وجود سياسة ممنهجة لتهويد المدينة والمسجد الأقصى عبر الحفريات من جهة، وتزييف التاريخ والجغرافيا في شوارع القدس وليس أخيرا بعمليات الاقتحام من قبل قطعان المستوطنين.
وأضاف: "المناخ العام في البلاد العربية وفلسطين وفر فرصة ذهبية لتمرير تلك المخططات واستغلال انشغال العالم العربي بالأحداث الداخلية والثورات المتتالية في حين ينغمس الفلسطينيون في وحل الانقسام السياسي والاختلاف الحاد حول جدوى المفاوضات التي تبحر السلطة باتجاهها"، مشيرا إلى مخاطبة حركته لكافة الأطراف العربية المعنية والفصائل الفلسطينية من أجل توحيد الموقف حول المسجد الأقصى وعدم السماح لقوات الاحتلال بالاستفراد بالشباب المرابطين في الأقصى.
ودق المدلل ناقوس الخطر من إقدام الجماعات الصهيونية على تطبيق مخطط شيرانسكي، معتبرا إياه خطوة عملية على طريق تهويد المسجد الأقصى من خلال إنشاء معبد ديني يهودي بالقرب منه في ظل صمت عربي مخيف وينذر بكل ما هو أسوأ.
وطالب القيادي في الجهاد بإطلاق يد المقاومة لصد الهجمات على المسجد الأقصى، موجها رسالة شكر وفخر للشباب والشيوخ والنساء المرابطين في باحات الأقصى، والذين يشكلون حزام الأمان في وجه تنفيذ المخططات التهويدية".


المصدر: صحيفة الاستقلال

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/39132

اقرأ أيضا