/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

دير البلح: ستة أيتام يقتلهم البؤس ويحاصرهم الحرمان

2013/07/20 الساعة 07:36 ص

بأي حال جئت يا رمضان. هذا لسان حال ستة أطفال داهم الموت منزلهم على حين غرّة، فاختطف الوالد في رمشة عين قبل أقل من عامين ولتلحق به زوجه على أبواب رمضان الجاري.
فخلف إحدى الأبواب في منطقة البركة جنوب دير البلح وسط قطاع غزة، تقبع أسرة الفقيد "ياسر محمد سعيد"، حيث يعيش (6) أطفال أيتام أكبرهم عمّار(12 عاما)، وأصغرهم مريم  (عامان)، شاءت إرادة الله أن يعيشوا طفولتهم البريئة محرومون من حنان الوالدين، يتوسدون الألم ويلتحفون الحزن، يهددهم الفقر والحرمان.
فمع رحيل الأب كانت بداية المعاناة، حيث شرّع اليأس أبوابه في قلوبهم الندية، وكأنّ الألم استوطن أحلامهم، وبفقدانهم الأم بدأت وجوههم تعلوها سحابة من الحزن وكأنها تحمل أطنانا من البؤس والشقاء.


حالة إنسانية مؤلمة
منذ أن علمت "الاستقلال" بحالهم، لم تتردد عن طرق بابهم حيث يقطنون في ما لا يشبه المنزل إلا بإسمه، والذي يقع خلف المدرسة الصناعية مباشرة، وكان "سعيد" خال الأطفال في استقبالنا، ومنه استمعنا إلى أصل الحكاية الممزوجة بالألم والمعاناة.
"بدأت فصول المعاناة لأسرة شقيقتي عندما توفي زوجها المرحوم بإذن الله (ياسر)، يوم 13/11/2011م، مصابا بسكتة قلبية، ألمّت به إثر قطع راتبه الشهري من قبل السلطة الفلسطينية برام الله، حيث كان يعمل في قوات الأمن الوطني، ليترك خلفه ستة أطفال بعمر الزهور".
ومنذ ذلك الحين انقلبت حياتهم رأسا على عقب، حيث لا معيل لهم، ولتبدأ فصول المأساة تتوالى عليهم، قبل أن تطبق حلقاتها بشكل دراماتيكي مع وفاة الوالدة بتاريخ 21/6/2013م، بعد صراع مع مرض السرطان الذي لم يمهلها كثيرا.
وهكذا اكتملت دائرة البؤس ومرارة العيش، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها من يجدر بهم رعاية الأطفال من أعمام وأخوال.. والتي بالكاد يستطيعون معها تدبير أمور أسرهم وأبنائهم.


وجعٌ يفوق كل معنى
الطفل "عمار" الذي أنهى لتوّه الصف السادس الابتدائي، تحدث حديثا ملؤه الحزن والألم وهو يصف لحظة فقدان والديه الواحد تلو الآخر، ويشير إلى أشقائه الذين يتجمعون حوله وهم لا يعون حقيقة المأساة التي ألمت بهم، وقال بصوت ممزوج بالبكاء: "عندما رحل والدي، بدت وكأن الدنيا أظلمت في وجوهنا، لكننا تجرعنا المرارة والحزن، لأن أمي كانت تملأ حياتنا بالحب والحنان والرعاية، ونشعر بالطمأنينة والأمان بوجودها، أما الآن ها نحن وحدنا في الحياة من دون أب يعيلنا ولا أم ترعانا.
ويتابع والدمع يترقرق في عينيه: "ها نحن نستقبل رمضان والحزن يلف منزلنا ويستوطن في قلوبنا، فكيف لنا ان نشعر بطعم الحياة بعد اليوم".
ويتذكر عمار كلمات والدته وهي تحتضر في اللحظات الأخيرة توصيه برعاية أشقائه كونه أكبرهم سناً، أما الباقين فهم أصغر من أن يستوعبوا ما حصل سوى أنهم فقدوا حنان والديهم ويرددون كلمة بدنا (ماما وبابا).
ويستطرد عمار بحزن ومرارة قائلاً " هذا أول "رمضان" يأتي بعد غياب والدتي، جلسنا حول المائدة نتذكر والدتي التي كانت تجهز لنا الإفطار، وأجهشنا بالبكاء ولم نتمكن من تناول طعام الإفطار، في هذه اللحظات شعرنا "باليُتم" بغياب والدتي.
وناشد عمار كل من له قلب من أفراد ومؤسسات أو حكومة أن ينظر إليهم بعين الرحمة ويمد لهم يد المساعدة عساه أن يعوّضهم ولو جزءا يسيرا من الخسارة الإنسانية الفادحة التي ألمت بهم بفقدان الوالدين.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/38124

اقرأ أيضا