دوما ما يتغنى الفلسطينيون بأجواء رمضان القديمة وما كانت تحتويه من سعادة خاصة وبهجة لا تتكرر إلا في رمضان , فما هي أكثر تلك العادات التي افتقدها الغزّيّون في الشهر الفضيل؟ وكيف كانت مظاهر رمضان في السابق؟
عليان الجعب " 35 عاما " _ عامل
كنا نستبق شهر رمضان بالخروج إلى الأسواق والتبضع لهذا الشهر المبارك , وكان يجتمع كل أطفال الحارة ومظاهر الفرحة بادية على وجوههم ويجوبون الشوارع وهم يلعبون بالشموع والفوانيس.
في السابق كانت الفرحة غامرة وكبيرة بقدوم رمضان أما الآن فقد قلت مظاهر الفرحة بشكل كبير.
معارف الرملاوي "57 عاما " _ عاطل عن العمل
حين استذكر رمضان في السنوات القديمة فإن أول ما يخطر ببالي حالة التقارب والتكاثف والمحبة التي كانت تسود بين الجيران والأقارب؛ فالطبخة الواحدة كانت تدور على معظم بيوت الحارة.
وكانت فوانيس الأطفال مغايرة عن الفوانيس الحالية حين كنا نجمع التنك ونخرقه بالمسمار ونضع بداخله شمعة ونغني لرمضان , ولم يكن هناك مكبرات صوت في المساجد فكان الأطفال يتجمعون بالقرب من المسجد في ميعاد الإفطار لسماع صوت المؤذن ومن ثم الانطلاق في الشارع لإبلاغ أهلنا برفع الأذان.
جهاد أبو ظريفة " 50 عاما " _ مفتش ضرائب
في رمضان كان الطفل يعتمد على نفسه في صنع فرحته ولعبته بيده من خلال التنكة الحديدية وتحويلها لفانوس رمضان , وكانت الفرحة باستقبال شهر رمضان مميزة يشترك فيها الكبير والصغير على الرغم من صعوبة الحياة وقتها وانتشار الفقر بشكل كبير , أما اليوم فقد تبدل الحال وأصبح هناك العديد من الأدوات والألعاب الخاصة بالشهر الفضيل ولكن مظاهر الفرحة باهتة جدا.
ودائما ما أجمع أبنائي وأحدثهم عن مظاهر رمضان القديمة وكيف كنا نستقبله وأحاول أن أخلق لهم أجواء خاصة لملامسة الفرحة باستقبال الشهر , وأتمنى أن تعود الأجواء القديمة وحالة المحبة والوفاق بين أبناء الشعب الفلسطيني.
زكريا الشخريت "19 عاما " _ طالب
رمضان في سنوات الطفولة يختلف عن رمضان بعد الكبر؛ ففي السابق كنا نجتمع مع أطفال الحي ونلعب بالديناميت والسلكة والألعاب النارية الأمر الذي كان يخلق في نفوسنا جوا من الفرحة , أما الآن فمن غير المقبول مشاركتنا مع الأطفال باللعب في الشارع.
وبخلاف تخطي فترة الطفولة فمظاهر رمضان بشكل عام تبدلت عن السنوات السابقة , وفي كل عام يفقد رمضان جزء من رونقه وبهجته وتخفت مظاهر الاحتفال , واشعر بقلة المودة بين الناس عما كانت عليه حيث كنا في السابق نجتمع مع شباب ورجال الحارة على مائدة واحدة خلال شهر رمضان لتوطيد العلاقات ولكن تلك العادة اختفت حاليا.
عبد الله أبو هلال " 21 عاما " _ خريج جامعي
عندما يأتي رمضان أتذكر أيام الطفولة حين كان رمضان وقتها يمثل لنا 30 يوما من الأعياد , فقبل رمضان بأسبوع نجهز الفانوس النحاسي ونضع فيه شمعه ونلعب به مع أغنية حالو يا حالو.
وعندما يأتي رمضان كنا نتجمع مع أبناء المخيم ونلهو بالفوانيس بعد الإفطار ون ثم نذهب لنصلي التراويح ونجلس نتسامر مع أبناء المخيم والشباب , أجواء رمضان اختلفت كثيرا عن السابق رغم عدم اختلاف الظروف فقديما كانوا يعانون من الاحتلال (الإسرائيلي) والآن المعاناة من الحصار.
المصدر: صحيفة الاستقلال