لا تزال معاناة ومضايقات الاسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية مستمرة في وتيرة تصاعدية، لكن تلك السياسة العنصرية تزداد وحشية مع إطلالة شهر رمضان المبارك، حيث تتضاعف معاناتهم في ظل سياسية الإذلال التي تنتهجها سلطات العدو، للنيل من معتقداتهم وطقوسهم الدينية، في محاولة لثني إرادتهم في تحد الصعاب داخل المعتقل.
الاجواء الرمضانية المتعارف عليها تعتبر "معدومة" بما تحمل الكلمة من معنى، حيث يتذوق الاسرى مرارة الغربة، ومشقة الحرمان، والحنين الى صيام رمضان بين عائلاتهم، في جو تملؤه الحرية، بعيداً عن المنغصات التي تفتعلها قوات الاحتلال بحقهم داخل المعتقلات.
العنصرية ترتفع !!
المحرر ياسر صالح مدير مؤسسة مهجة القدس المختصة بشؤون الأسرى، قال :"سلطات العدو الصهيوني تتفنن في إذلال الأسير الفلسطيني داخل المعتقلات الصهيونية منذ اللحظات الاولى لإطلالة الشهر الكريم، وتعمل بكل الادوات والوسائل لتعكير الاجواء الايمانية التي يترقبها الأسرى، من خلال المضايقات المتكررة".
وذكر صالح أن من بين المضايقات تَعمُد مصلحة السجون تأخير وجبات الإفطار، وتقديم وجبات السحور قبل موعد الإمساك، بدقائق معدودة لا تكفي للأسرى لتناول الوجبة، ما يجبرهم على التخلي عن وجبة السحور في معظم الأحيان.
"مع العلم أن الوجبات التي تقدم للأسرى تكون ردئية وقليلة، وبمكونات غذائية ضعيفة، وبأصناف تتكرر في كل يوم من أيام الشهر، وهو ما يصيب الاسرى بإرهاق صحي، كالتلبك المعوي، ما شابه" قول صالح.
واشار صالح ان قوات العدو كانت تمعن في استهداف الأسرى اثناء أداءهم للعبادات (الصلاة – قراءة القران) المتعارف عليها في شهر رمضان، لافتاً إلى ان الاسرى كانوا يؤدون الصلاة بصعوبة تامة في ذلك الشهر، بالإضافة الى منع إدارة السجون الاسرى من إقامة صلاة التراويح بشكل جماعي، حيث يصلي الاسرى داخل غرف الاعتقال الضيقة، ما يضطرهم للصلاة في أماكن مخصصة للنوم، بشكل فردي، وترفض مصلحة السجون تخصيص أماكن لصلاة الجماعة، خاصة "صلاة الترويح".
وبين صالح أن قوات العدو تتعمد في شهر رمضان تقليص مواعيد الزيارات الى ساعة واحدة فقط، بعكس الايام الأخرى، بالإضافة الى منع اهالي أسرى اخرين من زيارة أبنائهم والتواصل معهم في هذا الشهر الكريم.
وتعمد قوات العدو الى اقتحام غرف الأسرى "حملات التفتيش"، ومصادرة ادوات الاسرى والعبث بمحتوياتها، والتي من بينها الكتب الدينية، مما يزيد الحملة التنغيصية التي تنتهجها مصلحة السجون .
منغصات ولكن ..!
ورغم تلك المنغصات آنفة الذكر.. أكد الأسير المحرر سعيد العتبة - أقد م معتقل فلسطيني - أن الأسرى داخل السجون رغم المعاناة التي يعيشونها جراء الممارسات الصهيونية ، الا أنهم يحيون الطقوس والاجواء الرمضانية.
وقال الاسير العتبة إن "الاسرى يترقبون إطلالة رمضان، ويعتبرونه "دورة ايمانية تدريبة" من جميع النواحي، خاصة الروحية منها، والتي من خلالها يتحدون السجان الصهيوني، حيث تكون بالنسبة لهم عبارة عن مرحلة شحن معنويات ضد ممارسات إدارة السجون طيلة العام".
وأضاف العتبة :"نحيي في شهر رمضان التراث الفلسطيني من خلال إعداد بعض الوجبات التي تتوفر لنا، ونبدأ قبيل السحور، بالمسحراتي، الذي يبدأ بإطلاق الاهازيج الدينية، لإيقاظ الاسرى، ونعكف على قراءة القران بشكل أكبر، ونؤدي التراويح، ونستمع الى الندوات التي نلقيها بشكل تتابعي على بعضنا البعض داخل الغرف".
"شهر رمضان المبارك يكون له طعم خاص في معتقلات العدو، وشعورنا ونحن نؤدي الطقوس الدينية الرمضانية يزيد ونحن داخل المعتقل، لأننا نستشعر في تلك اللحظات معنى الجهاد الحقيقي في سبيل الله والوطن" قول المحرر العتبة.
واشار أن الشوق الى الاهل والحنين لـ"الجلسات الرمضانية العائلية"، أكثر ما يؤلم الاسير الفلسطيني، وتتجلى تلك المعاناة عندما يبادر الأخوة في استذكار الاجواء الرمضانية بصحبة الاهل.
وبين أن العدو الصهيوني يفرض سياسة وصفها بالحقيرة، تجسد الحقد والكراهية ضد الأسرى.
وطالب المحرر العتبة الهيئات الحقوقية والإنسانية والعاملة في مجال الاسرى بضرورة تسليط الضوء على معاناة الأسرى خاصة في شهر رمضان وما يلاقونه من عدائية ناتجة عن الممارسات الصهيونية الاستفزازية.
المصدر: فلسطين اليوم