/منوعات/ عرض الخبر

رمضان شهر التقوى والجهاد

2013/07/10 الساعة 07:39 ص

 

إن شهر رمضان المبارك هو شهر الله، وغاية الصوم فيه أن تتحقق التقوى، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
فشهر رمضان فرصة أتاحها الله تعالى كي يمارس الإنسان فيها جهاد نفسه ليصلحها ويتزود من مائدة الكرم والرحمة والبركة الإلهية ليصلح ما فسد منه ويتداركه. ففي خطبة النبي صلى الله عليه وسلم: "... هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله".
وأفضل الوسائل لجهاد النفس هو الجوع والعطش، وهذا غاية أي سلوك.
    فعلى المسلم الصائم أن يختبر نفسه، وهو يؤدي هذه الفريضة العظيمة، هل اكتسب من صومه تقوى ربه، فحافظ على طاعته بفعل ما أمره به، وترك ما نهاه عنه؟ فإن وجد نفسه كذلك، فليحمد الله، وليستمر في سيره إلى ربه جاداً في طلب رضاه عنه.
    وإن وجد غير ذلك، فليراجع نفسه ويجاهدها على تحقيق ما شرع الصوم من أجله، وهو تقوى الله، التي لا يهتدي بالقرآن – أصلا-إلا أهلها.
    فقد بيّن الله سبحانه وتعالى أن القرآن العظيم، لا ينتفع به ويهتدي بهداه إلا المتقون.
    فالقرآن- وإن نزل لدعوة الناس كلهم إلى طاعة الله وتقواه – لا يهتدي به في الواقع إلا أهل التقوى، كما قال تعالى: (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) [البقرة: -2[
    ومن أهم العبادات التي تكسب المؤمن تقوى الله الصيام، وبخاصة صيام شهر رمضان.
    وإنما يثمر الصيام التقوى، لما فيه من إلزام الإنسان نفسه بطاعة ربه في اجتناب المباحات التي أصبحت محرمة عليه، بعد شروعه في الصيام.
    كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) البخاري 2/673
    ,قال ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى مخاطباً للمؤمنين، من هذه الأمة، وآمراً لهم بالصيام، وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع، بنية خالصة لله عز وجل، لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة - إلى أن قال - في قوله تعالى ((لعلكم تتقون)): لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان، ولهذا ثبت في الصحيحين: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)" [تفسير القرآن العظيم01/213[
    وقال سيد قطب، رحمه الله في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون): "وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم... إنها التقوى، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب، وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله وإيثاراً لرضاه، والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب، من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس بالبال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله ووزنها في ميزانه، فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم، وهذا الصوم أداة من أداتها وطريق موصل إليها، ومن ثم يرفعها السياق أمام عيونهم، هدفاً وضيئاً يتجهون إليه عن طريق الصيام" [في ظلال القرآن: (2/ [ (168
    والذي ينجح في هذا الجهاد، يسهل عليه الجهاد الخاص، وهو قتال عدوه الخارجي، ومن لم ينجح في جهاد عدوه الملازم، يصعب عليه جهاد عدوه الطارئ، لأن الذي لم يروض نفسه على طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه، فيما هو أخف عليه، كالصيام مثلا، فمن الصعب عليه أن يقف في الصف لمقارعة الأعداء يستقبل بصدره ونحره قذائف المدافع ورصاص البنادق، وأطراف الرماح وحد السيف.


المصدر: نشرة الجهاد

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/37330