/الصراع/ عرض الخبر

جون كيري وأوهام الجولة الخامسة!

2013/07/10 الساعة 07:25 ص

أنهى وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولته المكوكية الخامسة بالمنطقة في غضون ثلاثة أشهر، وهي نصف الفترة الزمنية التي أعطاها الرئيس باراك أوباما لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - "الإسرائيلية" المتوقفة منذ ثلاث سنوات... دون أن ترشح أية تفاصيل عن فحوى اللقاءات التي جمعته مع قادة العدو الصهيوني، ورئيس السلطة السيد محمود عباس. وبقي الغموض سيد الموقف، في ظل تضارب التصريحات والتلميحات الصادرة عن الثالوث الأميركي "الإسرائيلي"  الفلسطيني!..
فبينما كان جون كيري يبشِّر الصحفيين في مطار اللد "بأخبار سعيدة"، ويروج لتحقيق "تقدم حقيقي" في هذه الجولة، ويؤكد أن "الفجوات الواسعة صارت ضيقة، ونحتاج إلى قرارات صعبة من الطرفين"، ما يجعله "متفائلاً وواثقاً بأن المفاوضات قد تنطلق خلال أسبوع أو أسبوعين".. وعلى أوتار "التفاؤل" هذه عزف السيد محمود عباس معلناً بأن جون كيري قدَّم "طروحات مفيدة وبناءة" لاستئناف المفاوضات... في هذا الوقت، كان السيد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يهاجم أميركا وانحيازها للطرف "الإسرائيلي"، فيما المفاوض الفلسطيني السيد صائب عريقات يؤكد "عدم تحقيق اختراق"، ويتهم "إسرائيل" بمحاولة فرض الشرط الحقيقي وهو انطلاق المفاوضات مع استمرار الإستيطان، الذي لم يتوقف، لا قبل ولا أثناء ولا بعد زيارة كيري إلى المنطقة، ولو من باب التمويه والخداع. فقد استقبل قادة العدو جون كيري وودعوه بالإعلان عن بناء آلاف الوحدات الإستيطانية في القدس المحتلة!..
وقد أثارت هذه الحركة المكوكية جملة من التساؤلات عن نتائجها القريبة والبعيدة. فهل نجحت الجولة الخامسة أم فشلت؟! وما هي الفجوة الواسعة التي ضاقت وصغرت؟! وما هو القرار الصعب الذي يريده جون كيري؟! وهل ما يزال في جعبة الجانب الفلسطيني ما يمكن أن يتنازل عنه (فقط) من أجل استئناف المفاوضات؟.. في ظل إصرار الجانب الصهيوني على استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة، والموافقة المسبقة على لاءاته المعروفة، ناهيك عن أنه "لن يسمح بحلول توافقية في القضايا التي تتعلق بأمن كيانه العدواني".
إن جولات جون كيري المكوكية كشفت انها لا تختلف في مضمونها ومساراتها عن تحركات نظرائه السابقين في الإدارة الاميركية، لجهة سيرها في اتجاه واحد، ينطلق من مواقف تحابي توجهات تل أبيب ولاءاتها التي يعتبرونها مسلمات غير مسموح حتى نقاشها أو الإقتراب منها. الأمر الذي يجعل جهود كيري منصبة على الجانب الفلسطيني المطالب دائماً بضرورة "تفهم" لاءات نتنياهو، متسلحاً بكل أدوات الترغيب، وتفخيم العروض والوعود، وكذا أدوات الترهيب وفي مقدمتها تحميل المسؤولية والتلويح بقطع المساعدات، و"تجويع" السلطة، واستخدام "الفيتو" في مواجهة أي مسعى سياسي فلسطيني، من أجل دفع المفاوض الفلسطيني لتقديم المزيد من التنازلات...
وبعد، أما آن أوان الخروج من الدوامة؟..


المصدر: نشرة الجهاد

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/37328