/منوعات/ عرض الخبر

بالقهوة والحليب.. حكايات فلسطينية على ألواح الخشب بخانيونس

2013/07/05 الساعة 10:18 م

من القهوة والحليب، وعلى ألواح من الخشب، وبتقنية "الحرق والكي"، أعاد مجموعة من الفنانين والفنانات للوجدان تفاصيل حكايات الأجداد التي تروي تاريخاً فلسطينياً مليئاً بالمعاناة, ممزوجاً بالأمل.
وتمكنت مجموعة فنانين من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة أن تحول قطعاً من الخشب إلى لوحات فنية, تروي حكايات فلسطينية شبيهة بتلك التي ترويها الجدة لأحفادها عن قريتها والحياة فيها، وبساطة العيش، وألوان الألم والأمل.
وحتى يومنا هذا، تستذكر نسوة فلسطين الطاعنات في السن، حكايات الزعتر والطابون والمنجل والحاكورة، حيث كن يقضين حياة البساطة في أراضينا الفلسطينية المحتلة "عام 48"، ولا يسأمن من روايتها على أحفادهن مرات ومرات.
ورسم هؤلاء الفنانون الشباب، وعددهم "19", وهم من الجنسين, وتتراوح أعمارهم بين "19" و"25" عاماً، العديد من تلك الحكايات بتقنية "الحرق على الخشب"، ملامح فلسطين بتراثها وقراها وتاريخها وملامح أطفالها وذكريات شيوخها وشيبها لكن برموزها الوطنية.
جاء ذلك خلال معرض فني راق، افتتح اليوم الثلاثاء (7-2) في مركز الثقافة والفكر الحر غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
واشتمل المعرض على لوحات تعبيرية واقعية، جوانب متناثرة من الحكاية الفلسطينية لتكتمل الصورة لديهم؛ لتفوح من جوانبها روائح الزعتر والزيتون وخبز الطابون. حضر المعرض لفيف من الشخصيات الاعتبارية والأطفال والجدات والصحفيين.
وشكلت اللوحات رسومات تراثية فلسطينية تحاكي الحياة القديمة، وتبرز المعالم الأثرية والأدوات المستخدمة قديمًا، من أبرزها مفتاح العودة، والأواني الفخارية، وقبة الصخرة والحرم الإبراهيمي، وبعض المواشي، والكوفية الفلسطينية والثياب المطرزة.
وافتتح الفنانون التشكيليون معرض "من حدوتة ستي" الذي احتضن نحو "43" لوحة فنية، مختلفة الأحجام والأشكال، لكن بتقنية واحدة هي تقنية "الحرق"، والتي تحتاج إلى دقة ومهارة كبيرة.
وهذا النوع من الفن، يتطلب الكثير من الحرص والدقة، لكنه في الوقت نفسه يتميز بلمسته التراثية، ويختار شباب وشابات خانيونس هذا النوع من الفن كونه الأكثر تعبيراً بالنسبة لهم عن عبق الماضي والتراث بما يحمله من جماليات.
ويعرف عن الشعب الفلسطيني اهتمامه البالغ بماضيه العريق، الذي ارتسمت من خلاله حكايات من الألم والمعاناة المستمرة، الممزوجة بكثير من الأمل نحو إنهاء الاحتلال واستعادة الأرض المسلوبة منذ أكثر من 60 عاماً.
ويشير الفنان "أحمد عبد الرحمن يوسف" أن فن الحرق تقنية بسيطة لكنها تستوجب الدقة والحرص كونه يستخدم فيه آلة كهربائية تسمى "المحرق" وهو عبارة عن كاوي لحام كهربائي له عدة رؤوس بقياسات مختلفة، يتم تحريكه على سطح اللوحة بدقة متناهية على الفكرة المفرغة مسبقاً بقلم رصاص على الخشب.
وبسبب حرارة المحرق نحصل على اللون البني بدرجات متفاوتة تعود إلى وجهة نظر الفنان في تجسيد أفكاره، وفق رؤية معينة لا تخلو من الحاجة إلى حرفية الأداء والموهبة الفنية في الرسم.
من جانبها، أوضحت الفنانة التشكيلية "ولاء أبو عيش" إحدى المشاركات في المعرض أن لوحاتها عبارة عن قصص واقعية استمدت عناوينها ومحتواها من واقع حكايات جدتها ومن مخزونها الثقافي العميق الجذور، وأن الغاية منها ترسيخ الذاكرة وإحياء التراث بجماليات هذا الفن.
وأشار مدير البرامج بجمعية الثقافة والفكر الحر "حسام شحادة" أن المعرض الذي طغى عليه الأسلوب الواقعي التعبيري التجريدي جسد موضوع التراث والفلكلور الفلسطيني، والبيئة الاجتماعية والطبيعية بمختلف ألوانها وجمالها وتشعباتها.
وبين شحادة أن الشباب أبدعوا بالمبادرة باستخدام أسلوب جديد وفريد من نوعه، وهو الرسم على الخشب بواسطة الحرق بالكوي، من خلال الاستفادة من خبرات بعضهم البعض، حتى ينجزوا اللوحات.
ولفت إلى أن المركز يعتزم توزيع تلك اللوحات على مؤسسات مجتمعية وحكومية بهدف نشر الثقافة، وإيصال مضمون أفكار الشباب للناس، وإبراز دور الشباب بالحراك المجتمعي.
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/36979

اقرأ أيضا