خلص تحليل لمركز أطلس للدراسات "الإسرائيلية" إلى أنه بعد 46 عاماً من الاحتلال فإن المجتمع "الإسرائيلي" بات أكثر صهيونية وعنفاً واحتلالاً.
وقال المركز إن الاستيطان بات يمثل اجماعًا "إسرائيليًا"، وهو أمر شديد الغرابة وغير مسبوق في التاريخ الإنساني، أن يساند تجمع بشري بأسره بكل أطيافه وطبقاته ونخبه احتلاله لشعب آخر على مدار عقود طويلة.
وأضاف أنه تجمع استيطاني إحلالي وظيفي لا تنطبق علية قوانين المجتمعات الإنسانية؛ لأنه ليس منها، والاستيطان والعدوان والاحتلال "أحد أهم أدوات الصهيونية وغايتها" ستبقى أحد أهم مركباته البنيوية لأنها مرتبطة به بشكل عضوي، فلا حياة لأحدهما دون الآخر.
وتابع أن حلم صهيونية التيار المركزي قديماً الذي كان يمثله حزب "مباي" و"العمل" لاحقاً وأمثال بيرس اليوم أن يستسلم الفلسطينيون لقدرهم وأن يسالموا الاحتلال وأن يقبلوا برضى وامتنان أي تغيير إيجابي على حياتهم تقترحه عليهم "إسرائيل".
وقال إن التوجهات السياسية للصهيونية الجديدة تنطلق من رؤية ثيوقراطية توراتية تعيد طرح أرض "إسرائيل" الكبرى في فلسطين، وتعتبر أن أرض الضفة أكثر قداسة وارتباطاً باليهود والتوراة من تل أبيب وحيفا.
وأضاف أن ما يشهده المجتمع "الإسرائيلي" اليوم يتعدى كونه مجرد انزياح سياسي نحو اليمين، إنه غرق في أيديولوجية توراتية متعصبة، والإنغماس إلى حد التشرب لثقافة عنصرية تبتهج للدماء، وتحث على العنف ولا تقيم وزناً لأي قيم إنسانية، يسيطر عليها الجشع المادي وعنجهية القوة، وشهوة احتلال الآخر واحتقاره.
المصدر: صفا