وكالة القدس للأنباء - متابعة
نشر مراسل جيش العدو الصهيوني تفاصيل التحقيق الأولي لجيش الاحتلال، حول حادث العبوات الناسفة وكمين إطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي في بيت حانون، حيث سقط 5 جنود، هذا نصه:
1. وقع الحدث في إطار عملية عسكرية مزدوجة الكتائب ينفذها الجيش الإسرائيلي في بيت حانون شمال قطاع غزة، البلدة الغزية المقابلة لمدينة سديروت، والتي تم احتلالها وإعادة احتلالها مرات لا تحصى خلال الحرب، وقد نفذ الجيش الإسرائيلي فيها عمليات عديدة بمشاركة قوات كبيرة. مساء السبت بدأت هناك هجمة جديدة، بقيادة اللواء الشمالي ولواء الاحتياط 646. هدف العملية: الهجوم وتطهير المنطقة من المسلحين، بعد أن كانت بيت حانون محاصرة بالكامل من جميع الجهات.
2. بدأت الحادثة قرابة الساعة 22:00 ليلًا، حين عبرت وحدة من كتيبة "نتساح يهودا" (الكتيبة الدينية الأولى في الجيش الإسرائيلي) محورًا سيرًا على الأقدام كجزء من الهجوم.
3. تم تفجير عبوتين ناسفتين تم زرعهما على المحور، واحدة تلو الأخرى، ضد القوة الراجلة من كتيبة نتساح يهودا. وذكر الجيش أن المنطقة كانت قد تعرضت في الأسابيع الأخيرة لهجمات جوية مكثفة ضمن عمليات "التمهيد" قبل الهجوم البري. ومع ذلك، انفجرت العبوتان بدقة تامة أثناء مرور القوة، ويُرجح بشكل أولي أنه تم تشغيلهما عن بُعد ضمن كمين مُخطط.
4. أثناء عملية إجلاء المصابين جراء تفجير العبوات، أطلق مسلحون النار من كمين باتجاه قوات الإنقاذ. وأُصيب المزيد من الجنود، وتحولت عملية الإخلاء إلى مهمة معقدة وطويلة. وتم استدعاء قوات إنقاذ إضافية إلى الموقع لإجلاء جميع المصابين.
5. يعتبر كمين إطلاق النار بعد تفجير العبوات من الأساليب المتكررة التي حدثت في الأسابيع الأخيرة، في أحداث زرع فيها عناصر حماس عبوات ناسفة لقوات الجيش الإسرائيلي. وقد تصرف المسلحون بنفس الطريقة في حوادث سابقة.
6. في المجمل، أسفرت الحادثة عن مقتل 5 جنود، معظمهم من كتيبة نتساح يهودا. وأُصيب 14 جنديًا: 2 بجروح خطيرة، 6 متوسطة، و6 طفيفة. وقد تم نقل جميع المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي.
ثلاث ملاحظات إضافية حول الحادثة في بيت حانون
التي قُتل فيها خمسة جنود من الجيش الإسرائيلي:
1. وفقًا لجميع القادة الكبار في غزة، يُعتبر تهديد العبوات الناسفة هو التهديد الأول لقواتنا في القطاع. بحسب معطيات نقدمها هذا الصباح – أكثر من 70% من قتلى المناورة في قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة قُتلوا نتيجة للعبوات. 27 من أصل 38 قتيلاً منذ استئناف القتال في قطاع غزة في شهر مارس. العبوات تُستخدم بشكل أساسي في مسارين رئيسيين: كمائن عبوات على الطرق (19 قتيلاً)، ومبانٍ مفخخة (6 من القتلى).
2. يُلاحظ الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة مزيدًا من الجرأة لدى مقاتلي حمـاس، يخرجون من الأنفاق ومن بين الأنقاض، يقاتلون، ويتركون كمائن ويطلقون النار منها، رغم علمهم أن ذلك يزيد من احتمال انكشافهم. بعض الحوادث البارزة التي سقط فيها جنود مؤخرًا في غزة تميزت بأن المهاجمين لم يغادروا المكان بعد تنفيذ العملية، بل بقوا وواصلوا الاشتباك، حتى مع قوات الإجلاء، في محاولة منهم لزيادة الإنجاز من وجهة نظرهم. وبالطبع، فإن التصوير هو جزء لا يتجزأ من ذلك، وهو دون شك يُعتبر جزءًا من الهدف المطلوب بالنسبة للمهاجمين: إنتاج تصوير عالي الجودة، أحيانًا من زوايا متعددة، للحادثة، لكي تتمكن حماس من نشر التوثيق لأغراض الدعاية.
3. الملاحظة الأخيرة: بيت حانون، البلدة الغزّية التي تبعد أقل من 3 كيلومترات عن مدينة سديروت، بلدة استولى عليها الجيش الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا، وقد نُفذت فيها عشرات العمليات. بيت حانون احتُلت عدة مرات في كل عملية عسكرية جرت خلال العامين الأخيرين شمال القطاع. إلا أن أمرين حدثا في بيت حانون خلال العامين الماضيين: في كل مرة ينسحب فيها الجيش، يعود المسلحون. وحتى خلال العمليات والقتال في المنطقة رصد الجيش أن حماس تعزز المنطقة، على ما يبدو باستخدام أنفاق تحت الأرض. وهكذا، وعلى الرغم من عمليات التطهير فوق الأرض، تواصل حماس ضخ قوات ومجموعات قتالية من تحت الأرض. وبهذه الطريقة، نجحت حماس في الحفاظ على بيت حانون كمركز قتال نشط ومتواصل لفترة طويلة.