لقد أعاقت سياسات الانفصال في السنين الماضية وبشكل كبير أيّ فهم جماعي لحقائق وتاريخ مشترك يجمع ضفتي نهر الأردن. ومن منطلق اهتمامنا بالعلاقة بين فلسطين والأردن، لا بدّ لنا من تفحص المسار التاريخي بينهما سعيا إلى تحديد موقعنا في اللحظة الراهنة، وتفحص كيفية تفعيل تحالفات يمكنها أن ترتقي إلى مستوى التحديات السياسية والاجتماعية الراهنة.
"للنهر ضفتان" مبادرة لجسر المسافة المتسعة بين هؤلاء الذين يعيشون على ضفتي النهر عبر خلق مناسبات للحوار. وتمتد فترة البرنامج من أيلول حتى تشرين الثاني 2012 حيث تجري النشاطات في عمان ورام الله وبير زيت ووادي الأردن وتتوج بنشر المداخلات ألكترونيا على شبكة الأنترنت باللغتين العربية والأنكليزية.
وتشمل الأنشطة أعمال فنية وعروض للأفلام و مشاريع أبحاث ومداخلات للفنانين عابرين التي تلقي الضوء على عدد من المسائل المعاصرة والتاريخية المتعلقة بالسياسة والهوية في فلسطين والأردن.
ويكشف المشاركون الستار عن قصص مجهولة أو قد طواها النسيان لقادة وأبطال لم يحتفى بهم، فضلا عن إعادة عرض مواد سمعية وبصرية كانت مفقودة. وتأتي مداخلات المدعوين على مستويات متنوعة من التقديم والشرح والتفسير، علّها تقودنا إلى محاذاة الأسئلة المتعلقة بأيديولوجيا السرد الطاغية.
"للنهر ضفتان" يسائل المحيط الجغرافي، وهو السؤال الذي يقودنا حتما إلى النهر نفسه، بوصفه رمزا وأسطورة في وقت واحد، لكن الأهم من الرمز والاسطورة، هو وقوعه اليوم في موقع ثروة طبيعية تضمحل يستحيل الوصول إليها