/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

أسراب الجراد..هل حقا ذهبت مع الرياح ؟

2013/03/24 الساعة 11:44 ص

تحقيق - د.هند بدارى
حالة من القلق سيطرت على المواطنين بعد ظهور أسراب الجراد ببعض محافظات الصعيد والدلتا وتسللها فجأة الى جنوب وشرق العاصمة وتساقطها على شرفات المنازل ببعض الأحياء مثل المقطم ومدينة نصر والتجمع الخامس ثم انتقالها مع الرياح الى العريش ، ما اثار تساؤلات عن سبب انتشار الجراد وتوغله للمناطق السكنية والطرق الحديثة لمكافحته وأساليب الوقاية والعلاج من أضراره البيئية والصحية المحتملة ؟.


أسراب الجراد تتراجع
د.حمدى حامد مدير مديرية الزراعة بمحافظة القاهرة ، قال لموقع أخبار مصر إن محطات الرصد المنتشرة باحياء القاهرة وعمليات التمشيط كشفت اختفاء أسراب الجراد منذ مساء الاثنين واتجاهه مع حركة الرياح الى العريش ولازالت عمليات المكافحة متواصلة لأنه ربما يعود مرة ثانية حسب ما ترصده المحطات.
وأضاف د.حامد أنه تم تشكيل فرق لمكافحة الجراد وغرف عمليات لمتابعة ورصد الاسراب القادمة للقاهرة مؤكدا انه تم مكافحة التجمعات التي هاجمت بعض أحياء المنطقة الجنوبية بالقاهرة، مثل "المقطم والقطامية والتبين وحلوان و15 مايو والمنطقة الشرقية مثل "مدينة نصر والتجمع الخامس" من الفلول التي نجمت عن حرق اطارات سيارات في صعيد مصر.
وقال مدير مديرية الزراعة إن هذا الجراد قادم من الصعيد خلال موسم التزاوج والهجرة ويعتبر من ذوات الدم البارد لايطير بالليل لكنه من بعد اذان المغرب يفترش الارض وهنا تنطلق عمليات المقاومة التى أتابعها بنفسى على مدى 3 أيام من قلب الميدان حيث قمت مع فرق المقاومة بجولات بطريق مصر – اسماعيلية والعبور والشروق ومطار القاهرة وغيرها .
وأوضح أن فرق المقاومة مسلحة بملايين الأطنان من المبيدات الفعالة وهى من أحدث تقنيات المكافحة وأفضل من الطريقة التقليدية التى تعتمد علي طرد الجراد بالدخان وحذر الأهالى والمزارعين من اشعال النيران باطارات السيارات لانها تطفش الجراد وتشتت مساره وبالتالى تبدد جهود تتبعه لمقاومته منوها ان القوات المسلحة دفعت بطائرتين للمساعدة في مكافحة الجراد.
أما الدكتور صلاح معوض، رئيس قطاع المتابعة بوزارة الزراعة،فأكد أن تلك الأسراب التى وصلت الى القاهرة من بقايا عمليات المكافحة بالقاهرة الجديدة، وسوف تتجه شرقا إلى البحر الأحمر والسعودية وستتم مكافحتها أثناء الليل من خلال تقنية رش المبيدات .
وشدد على مراعاة بذل أقصى جهد لابعادها عن محافظات الوجه البحري بالقليوبية والغربية والشرقية حفاظا على رصيد المحاصيل الزراعية خاصة محصول القمح وأشجار الفاكهة مع حمايتها من اثار المبيدات .
وأضاف د.معوض أن فرق مكافحة الجراد تتابع وترصد باقي التجمعات التى تحركت بفعل الرياح اتجاه الشمال الشرقى نحو منطقة القنال مشيرا إلي استمرار عمليات المسح والمقاومة في كل المناطق الموبوءة بمصر.


تنبؤات الطقس ومسارالمقاومة
بينما نبه د.على قطب المتحدث الرسمى لهيئة الارصاد الجوية لضرورة التواصل الدائم بين الهيئة وفرق المقاومة بوزارة الزراعة ومتابعة النشرات الجوية واتجاهات الرياح أولا بأول لأنها تلعب دورا مؤثرا فى تنقل الجراد إلى أماكن بعيدة، فهو مثل "طواحين الهواء " ،فالاجنحة ترفعه لفوق وتحركه حسب الرياح يمينا وشمالا .
وشدد قطب على أهمية متابعة تنؤات الطقس مثلما كان يحدث بصورة منتظمة منذ 3 سنوات سابقة وذلك كى تتمكن أجهزة المكافحة من متابعة اتجاه الرياح ، فاذا كانت الرياح السطحية الشمالية الغربية ترجع الجراد للجنوب والشرق ، فربما ينعكس الاتجاه ويعود مجددا ومن هنا تظهر أهمية اتجاهات الرياح المتوقعة لتحديد اماكن استهداف الجراد وعلى ارتفاعات تتراوح من 50 الى 150 مترا حسب الموقع .


المقاومة تهدد البيئة
وفيما يتعلق بتأثيره على البيئة ، فحذر د.محمود عمرو مؤسس ومستشار المركز القومي للسموم وأستاذ الصحة المهنية بقصر العينى من أن المقاومة فى حد ذاتها وان كانت تتبع الطرق الحديثة إلا انها تهدد بكارثة بيئية لأن الرش عادة لن يتم بشكل مستهدف دقيق وانما قد ينطوى على عشوائية وبالتالى تتسرب كميات من المبيدات الى المحاصيل التى نأكلها والمياه التى نشربها أو تروى الزرع وربما تتسلل الى العشوائيات وتسقط على المارة وبالتالى قد يتسبب الجراد بصورة غير مباشرة فى حالات تلوث وتسمم غذائى أو اصابة بالحساسية .
واوضح د.عمرو ان الاحتكاك بالجراد عن قرب لايثير الخوف من الامراض المعدية لانه ليس ناقلا لها باعتباره لايقف على الاماكن الموبوءة وانما يتغذى على المحاصيل الزراعية وورق الشجر وليس المخلفات ولذا هناك من يأكله فى بعض البلاد العربية.
وأكد د.عمرو أن الوقاية خير من العلاج داعيا الى ضبط وتوجيه أدوات المافحة وتدريب كوادر المقاومة للحد من تسرب المبيدات وان تتم مقاومة حجافل الجراد العام القادم بالصحراء الغربية ، قائلا "لأول مرة منذ سنوات أرى الجراد بعينى بالتجمع الخامس لاننا اعتدنا ان نكافحها بموسم الهجرة والتزاوج عند حدود ليبيا والسودان لكننا فوجئنا هذا العام بان الاسراب الممتدة القادمة من الجزائر والصحراء الوسطى الافريقية تغزو الصعيد وتصل للعاصمة" .
وأضاف "اذا تخيلنا ان هناك 100 مليون جرادة شكلت سحابة سوداء وسقطت فجاة دون ان تموت على طريق زراعى مساحته مليون فدان ، فانها سوف تلتهم المحاصيل خلال 48 ساعة وتهدد بعجز خاصة بالسلع الاستراتيجية مثل القمح والفواكه "،ما يؤثر على الأمن الغذائى .

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/28245