قائمة الموقع

الفلسطينيون النازحون إلى لبنان: احتياجات كثيرة وإمكانات ضئيلة

2013-03-07T04:57:20+02:00

منذ بدء دورة العنف في سورية، نزحت عائلات فلسطينية مقيمة في سورية إلى لبنان، وهي عانت من ظروف حياة النزوح الصعبة جداً، مما دفع بعضها للعودة إلى سورية وقبوله بالعيش وسط القذائف من أن يبقى بانتظار بعض المساعدات التي يقدمها بعض المؤسسات الأهلية.
فادي الفلسطيني أصله من قرية لوبية شمال فلسطين، يسكن في مخيم اليرموك في دمشق، ترك المخيم في 18 آب 2012 متوجهاً إلى مخيم عين الحلوة. كان يعمل في صالة انترنت في مخيم اليرموك. يقول فادي: "لقد خفت على أولادي الثلاثة، وخصوصاً بعد حصول اشتباكات داخل المخيم وحوله. نزحت إلى مخيم عين الحلوة وسكنت مع خالي في منزله المؤلف من غرفة وصالون، وهو أصلاً غير صالح للسكن. الآن استأجرت غرفة مع مطبخ وحمام بمبلغ مئة دولار شهرياً، وأقضي وقتي أفتش عن عمل".
يصف فادي المساعدات التي حصل عليها منذ نزوحه: "إنها مساعدات بسيطة، لا تغني عن جوع. استلمت منذ حضوري عبوة تموين واحدة. وكالة الأونروا قدمت لي فرشتان وأدوات مطبخ، وتسلمت فرشتين أيضاً من حركة حماس. حاولت العودة إلى دمشق، لكن أصدقائي وأقربائي هناك، نصحوني بعدم العودة وخصوصاً بعد سقوط العشرات من القتلى في مخيم اليرموك. الآن لا أحد يتصل بنا ولا يسأل عنا".
العائلات النازحة
فادي رب عائلة من آلاف العائلات الفلسطينية التي نزحت إلى لبنان إثر الحوادث الدامية التي تشهدها سورية، ولكن لا توجد إحصائية دقيقة لعدد العائلات النازحة، وتتفاوت الأرقام بين جهة وأخرى، لكن تتفق جميع الجهات على تزايد عدد العائلات يومياً. ويشير تقرير أعدته اللجان الشعبية الفلسطينية يوم 20/2/2013 إلى وجود 8540 عائلة فلسطينية نازحة من سورية، موزعة الشكل الآتي: 1511 عائلة في منطقة بيروت، 3081 عائلة في منطقة صيدا، 1663 عائلة في منطقة الشمال و906 عائلة في منطقة صور و1807 عائلة في منطقة البقاع.
الجمعيات المهتمة
يقول المدير التنفيذي لجمعية عمل تنموي بلا حدود "نبع" ياسر داود: "معظم الأسر النازحة أتت من مخيم اليرموك، الحجر الأسود، النيرب، كفرسوسة، السبيني، القابون والتضامن" ويبدو أن مخيم عين الحلوة قد استقبل العدد الأكبر من العائلات وقد بلغ 1969 عائلة حسب تقرير اللجان الشعبية. ويعطي داود صورة عن الأوضاع الاجتماعية للنازحين "وفق إحصائنا فإن 54% من النازحين تحت 18 عاماً، و46% منهم من القوى العاملة". ويلحظ داود أن 77% منهم ضيوف عند أصدقاء أو أقارب. و23% يسكن بيوتاً مستأجرة أو منازل يملكونها أصلاً أو تعود ملكيتها لأسرهم!
ويضيف داود: هناك مفارقة، حسب دراسة الأونروا، فإن 66% من منازل المضيفين هي منازل غير صالحة للسكن أصلاً. والشروط الصحية البيئية غير متوفرة، وأن 8% من منازل المضيفين لا تكفي الأسر الأصلية". ويشير داود إلى أن نسبة 8% منهم يعاني من أمراض مزمنة، وأن أشخاصاً كثيرون غير قادرين على العمل حتى لو توفر لهم فرص عمل، وهناك عدد قليل من العائلات يعتمد على دخل شهري ثابت يصلهم من سورية".
وعن الظروف التي يعيشها النازحون الفلسطينيون، يقول: يقارن النازح بين القوة الشرائية في لبنان وتلك في سورية، لأن الأسعار هناك تساوي 65% من أسعار لبنان، مما يوقع النازح في رعب لتفكيره إلى أي مدى يبقى قادراً على توفير الاحتياجات الأساسية".
الاحتياجات
يوضح داود مسألة الاحتياجات: احتياجاتهم كثيرة جداً، كما أن مضيفيهم يعانون أصلاً من غياب الظروف المعيشية المعقولة. وهم نزحوا على عجل، بدون ثياب، هدفهم البقاء على قيد الحياة، احتياجات أطفالهم غير متوفرة، وأكثر من 10% من الأسر تعاني من فقر مدقع. ويعدد احتياجاتهم بالآتي: إنهم بحاجة إلى ملابس، حوار غذائية، أدوات منزلية ومطبخية، مساعدات مالية، معالجة لأوضاعهم القانونية.
التقديمات
ويعترف داود بأن كمية المساعدات التي تلقاها النازحون محدودة جداً، "ولا تكفي بالحد الأدنى لاحتياجاتهم. نحن نقدم ما بإمكاننا تقديمه وحسب ما نحصل عليه من جهات مانحة وتبرعات.
المشاكل المتوقعة
وتشارك الناشطة آلاء أبو دهيس، داود رأيه وخصوصاً حول مشاكل السكن، إذ تقول: من متابعة العائلات، وجدنا أن عدداً من المنازل المستأجرة من قبلهم تعاني من الرطوبة ولا تدخلها أشعة الشمس، كما لاحظنا أن عدداً من العائلات تشارك في استئجار منزل واحد ومنهم من لجأ للإقامة في بعض المدارس. وتتوقع أبو دهيس أن تؤدي حالة النزوح وبالوتيرة الحالية "إلى مشاكل اجتماعية بين العائلات نفسها بسبب الاكتظاظ السكاني في مسكن واحد، والظروف الاقتصادي الصعبة". وتخبرنا عن إقدام أحد النازحين على الانتحار لعدم قدرته تأمين قوت عائلته. وتشير إلى مشكلة أخرى تتعلق بمستقبل الأطفال الدراسي، بسبب التفاوت في مستوى مناهج التعليم بين سورية ولبنان مما يدفع بالأطفال إلى اللامبالاة ومحاولة التهرّب من الذهاب إلى المدرسة.
أما على الصعيد الصحي، فيلاحظ المرء تزايد عدد المرضى المترديين خصوصاً النساء والأطفال إلى عبارات الأونروا وعباءات الجمعيات الأهلية الأخرى.
تشير الدكتورة منى سيف إلى انتشار أمراض الحساسية والربو والتهابات الرئتين بين الأطفال وخصوصاً في الفترة التي شهدت برداً قارصاً في لبنان وتضيف: كما استقبلنا أعداداً من النساء المصابات بالتهابات نسائية وفقر دم وسوء تغذية، وقد لفت نظري أن عدداً من الحوامل لم يتم متابعته خلال فترة الحمل. كما أن العديد منهم لم يقدم على إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة مما اضطرنا لإجراء المطلوب الطبي لهما وعلى حساب الهيئات الأهلية.
مشاكل الفلسطينيين النازحين كثيرة تبدأ من ضرورة تأمين مسكن صحي وآمن ولا تنتهي عند تأمين العلاج والأكل والشرب والتعليم.
الاحتياجات كثيرة وإمكانات الجهات المهتمة ضئيلة. تقديمات الأونروا محدودة والمؤسسات الأهلية لا قدرة لها على تأمين المطلوب. فكيف ستستمر حياتهم؟


المصدر: وكالات

اخبار ذات صلة