قائمة الموقع

ما الهدف من وراء الحملات الإعلامية لتوريط الفلسطينيين في الأحداث اللبنانية الأخيرة ؟

2012-05-24T12:08:05+03:00

كثر في الآونه الأخيرة الكلام عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، ودورها في الأحداث التي جرت في باب التبانة وفي عكار وفي الطريق الجديدة، في محاولة جديدة لزج الشارع الفلسطيني في مثل هذه الأحداث التي لا يهتم بها اللاجىء الفلسطيني، ويفضل الوقوف فيها على الحياد.  فقد تزامنت عدة أحداث منها - تمكّن عدد من المطلوبين الإسلاميين من مغادرة مخيم عين الحلوة، دون أن تتضح طريقة الخروج، مع ترجيح أن تكون وجهتهم سوريا.. وفي ذات الوقت - توقيف الجيش اللبناني للمدعو محمد حسن الفار، أثناء نقله أسلحة وذخائر من داخل المخيم إلى خارجه، بواسطة عربة خردة ( 17 أيار).  وقد سارعت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبيه في مخميات لبنان الى إصدار بيانات تؤكد عدم تدخل الفلسطيني في هذه الأحداث، وتحذر من انجرار المخيمات وراء الفتن التي لا تزيد قضية فلسطين إلا تراجعاً، ومما يفرح له العدو الصهيوني.
وقد سُجلت على الساحة الفلسطينية في لبنان، جملة من التطوّرات والأحداث، التي اتضح أن هناك جهوداً عديدة تُبذَل على أكثر من صعيد، من أجل الإمساك بالملف الفلسطيني في لبنان، خصوصاً المخيمات.
فهل من مصلحة الفلسطينيين في هذا الوقت التدخل بالشأن اللبناني الداخلي؟
تصريحات البرجاوي
فقد اتهم رئيس حزب "التيار العربي" شاكر البرجاوي في حديثه لصحيفة "الجمهورية" إلى أنّ " "هناك عناصر تتبع لحركة فتح أبو عمار، قد هاجمت مكتبه في الطريق الجديدة"
وردت حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية على ادعاءات شاكر البرجاوي حول اتهامه الحركة وفصائل فلسطينية بالمشاركة في الأحداث التي جرت في الطريق الجديدة.
وعبرت "فتح" عن استيائها من مضمون تصريحات البرجاوي واتهام عناصرها بالمشاركة في المعركة ولا سيما ما حصل داخل مكتبه.  ونفت الحركة بالكامل أي مشاركة من عناصرها، "لأن قرارنا السابق واللاحق هو أننا لن نتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ولا نقبل أن نكون طرفاً في أية خلافات أو صراعات بين مختلف القوى اللبنانية حفاظاً على القضية الفلسطينية بعيدةً عن الفتنة، ونستنكر محاولات زجّنا او إقحام اسمنا في ما يجري على أرض الواقع من خلافات جانبية، وهذه تعليماتنا نعطيها دائماً لأبناء شعبنا الفلسطيني في كافة المناطق بأن نتجنب الفتنة، فما يشغل بالنا، وما يهمنا هو أوضاعنا الفلسطينية، وحماية مخيماتنا، والعمل لتحقيق السلم الأهلي اللبناني الذي يضمن لمخيماتنا الاستقرار"، حسب بيان أصدرته الحركة.
من جهتها دانت الفصائل "إقحام الفلسطينيين في لبنان في التجاذبات والصراعات الداخلية اللبنانية، ونجدد موقفنا الثابت الذي التزمنا به منذ بداية الأزمة اللبنانية الداخلية، بعدم الدخول في التجاذبات الداخلية اللبنانية، والحرص على الإستقرار الأمني واستدامة التعايش السلمي الاهلي في لبنان، وعلى العلاقة الاخوية الوثيقة مع الشعب اللبناني".
عزام الأحمد
وخلال زيارته الرئيس نجيب ميقاتي، قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: "إننا لن نقبل بأن نكون طرفاً في الصراع، ونحن ننأى بأنفسنا أن نكون كذلك، وسنتصدى لأي محاولة لجر المخيمات الفلسطينية في لبنان، وسنعمل لإبعاد العنصر الفلسطيني عن أن يكون طرفاً في نزاعات لبنانية - لبنانية، وسننسق حركتنا بالكامل مع كل المؤسسات الرسمية اللبنانية، وإذا تمكنا من أن يكون لنا دور إيجابي مع أشقائنا اللبنانيين الذين لعبوا في السابق دوراً إيجابياً في تعميق الوحدة الفلسطينية فسنفتخر بذلك، ونأمل في أن يتم تجاوز الأزمة اللبنانية الحالية في أسرع وقت ممكن ".   
تدفق فلسطيني لـ”القيادة العامة” و”فتح الإنتفاضة” الى بيروت ومحيطها
ورغم هذا النفي المتكرر، دأبت وكالات ومواقع إلكترونية على نشر مجموعة من الأخبار والتسريبات عن مشاركة فلسطينية في التدخل في لبنان الأخيرة.  فقد ادعت "الوكالة الاتحادية للأنباء" أن قيادات ميدانية رصدت تدفقاً ملحوظاً لعناصر مسلحة من كتائب الأسد إلى لبنان عبر معسكر كفر زبد- وادي المعيصرة في البقاع الأوسط التابع للجبهة  الشعبية - القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل".  وزعمت الوكالة في تقرير لها إن "معلومات متقاطعة تفيد أن ما يقارب الألف عنصر من تنظيم جبريل، وتنظيم فتح الانتفاضة بزعامة أبو موسى، وتنظيم الصاعقة التابع للبعث غادروا معسكر كفر زبد- وادي المعيصرة خلال فترة أسبوع، وتسربوا باتجاه الداخل اللبناني عبر طريق مشغرة- جزين-صيدا.  الى ذلك، أشارت المعلومات إلى أنه جرى توزيع العناصر على قاعدة نفق القيادة - العامة في بلدة الناعمة الساحلية جنوبي بيروت، وفي مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في ضاحية بيروت الجنوبية، وفي مخيم مار الياس بمنطقة الأونيسكو في بيروت." 
هذا مع العلم أن أبناء المخيمات الفلسطينية لم يلاحظوا أي وافد جديد الى مخيماتهم، ولم تلمس القوى الفلسطينية على اختلاف انتماءاتها أي تغيّر ميداني في المواقع المذكورة.
استنفار سياسي لمنع زجّ الفلسطينيين بأتون الخلافات اللبنانية
على صعيد آخر، نقل موقع "لبنان الآن" عن مصادر فلسطينية قالت إن قائد "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب قد عقد اجتماعاً لكبار الضباط العسكريين في الأمن الوطني في مقره الرئيسي في منطقة "البركسات" في مخيم عين الحلوة، دعا فيه الى "تكثيف الجهود والسهر على أمن واستقرار المخيم والجوار اللبناني وعدم الانجرار الى أي مشاكل"، مؤكداً على "التنسيق مع القوى الامنية اللبنانية لقطع دابر أي محاولة للتوتير"، وشدد على "الحياد في الخلافات اللبنانية"، كما تمنّى أن "يتعافى لبنان سريعاً لأن في وحدة لبنان وقوته وعافيته دعماً للقضية الفلسطينية واللاجئين وتمسكهم بحقهم في العودة الى ديارهم في فلسطين".
وأوضحت المصادر أن "قوى مخيم عين الحلوة أعلنت حالة الاستنفار السياسي لمواكبة تداعيات الاحداث الأمنية اللبنانية بعد شعور متزايد بأن ثمة استهدافاً واستدراجاً للزجّ بالفلسطينيين في أتون الخلافات"، مؤكدة أن "هناك تنسيقًا مع الجيش اللبناني لمنع نقل الفتنة إلى المخيمات أو الجوار تحت أي عنوان"، مشيرةً الى أن هذا "الاستنفار السياسي جاء في أعقاب مغادرة 7 من مسؤولي "فتح الاسلام" المخيّم متوجهين الى سوريا، وفق ما أكد المشرف العام على الساحة اللبنانية عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد الذي قال إن "فرار المجموعة تم من لبنان وليس من مخيم عين الحلوة فقط"، وكذلك بعد إحباط الجيش اللبناني منذ أيام محاولة لتهريب السلاح عند حاجزه العسكري في تعمير عين الحلوة بهدف بيعه في المناطق اللبنانية حيث تمكن من توقيف فلسطيني ولبناني من عرسال متورطين بالعملية".
أوساط دبلوماسية غربية تبدي اهتماما بزيارة أحمد جبريل الى لبنان
وفي نفس سياق التأجيج الإعلامي، نقلت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن أوساط ديبلوماسية غربية انها أبدت اهتماماً بزيارة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، أحمد جبريل، الى لبنان توقيتاً وأهدافاً، خصوصا أنه تخللها لقاء مهم مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله"، وقالت الصحيفة إن "جبريل بزيارته الى منطقة إقليم التفاح في الجنوب تجاوز للمرة الاولى منذ العام 1982 مدينة صيدا."  وأشارت الصحيفة إلى أن تواجد القيادة العامة عسكرياً يتركز بشكل اساسي في قاعدتين: في تلال الناعمة القريبة من مطار بيروت وقوسايا الحدودية المتداخلة مع سورية.
لكن على النقيض من ذلك، ذكرت صحيفة اللواء في عددها الصادر يوم الأربعاء 23-05-2012 نقلاً عن " قيادي لبناني مُطّلع، إلى أنه «تم التطرق خلال الزيارة إلى إمكانية فتح حوار جدّي مع الدولة اللبنانية، من أجل تسليم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وذلك تنفيذاً لمقررات طاولة الحوار اللبناني، التي أكدت على سحب السلاح غير الشرعي، وفي المقدّمة منها الثقيل خارج المخيمات، والذي لم تعد له جدوى باستخدامه لأسباب عديدة، في طليعتها: أن الساحة اللبنانية لم تعد تحتمل مشروعاً أمنياً أو عسكرياً فلسطينياً، وأن أماكن تواجد قواعد «القيادة العامة» بعيدة عن خط المواجهة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن «القيادة العامة» تؤكد أنها مراكز اجتماعية وليست قواعد عسكرية».
ولا يستبعد القيادي اللبناني "أن يتم تسليم السلاح الثقيل التي تمتلكه «القيادة العامة» في الناعمة والبقاع الغربي إلى الدولة اللبنانية كمبادرة حسن نية، لأن هذه الأماكن تكاد تكون محصورة ولا امتداد جغرافي لها مع المخيمات".
المخيمات... والتضخيم الإعلامي
وبحسب مراقبون فإن بعض وسائل الإعلام المحلية والإقليمية تسعى جاهدة الى زج الفلسطينيين في لبنان في أتون الخلافات الداخلية اللبنانية، والى توريط المخيمات في صراع أجندات محلية وإقليمية لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية ولا بالصراع مع العدو الصهيوني.  هذه المحاولات تفتح الباب واسعاً أمام أسئلة كثيرة: من يريد جر الفلسطينيين الى مستنقع الخلافات اللبنانية والإقليمية؟  ومن الذي يستفيد من ذلك؟  وهل المطلوب من وراء توريط الفلسطينيين في هذه الأحداث تمرير مشاريع مشبوهة على حساب الفلسطينيين أنفسهم؟!  أسئلة تبقى برسم المعنيين.  ولكن من الضروري جداً ان يتنبه الشعب الفلسطيني لما يدور حوله، كي لا يدفع الثمن الأكبر مجدداً.
 

اخبار ذات صلة