/الصراع/ عرض الخبر

نتيجة حرب الإبادة في غزة وتصاعد الانتهاكات "الإسرائيلية" بالضفة الغربية بما فيها القدس

الإحصاء الفلسطيني: 2025 أسوأ عام على شعبنا

2025/12/31 الساعة 02:02 م

وكالة القدس للأنباء - متابعة

قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن عام 2025 شهد أوضاعا إنسانية وديموغرافية غير مسبوقة على الفلسطينيين، جراء حرب الإبادة في غزة تصاعد الانتهاكات "الإسرائيلية" في الضفة الغربية والقدس.

وأوضح الجهاز، في إحاطة بمناسبة نهاية العام، أن الخسائر البشرية الواسعة، والنزوح القسري، وتدمير البنى التحتية الأساسية، أفرزت تداعيات عميقة وطويلة الأمد على استقرار السكان، والواقع الاقتصادي والاجتماعي، وحقوق الإنسان في فلسطين.

خسائر بشرية

وأفاد الجهاز نقلا عن وزارة الصحة الفلسطينية، أن "أكثر من 72 ألف شهيد منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، 98 في المئة منهم في قطاع غزة، في أعلى حصيلة للشهداء في تاريخ عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".

وأضاف الجهاز: "بحلول نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2025، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 70,942 شهيدا، بينهم 18,592 طفلًا ونحو 12,400 امرأة، فيما لا يزال نحو 11,000 شخص في عداد المفقودين، وارتفع عدد الجرحى إلى 171,195".

ومنذ بدء الإبادة التي شنتها "إسرائيل" ودعمتها الولايات المتحدة، اضطر نحو 100 ألف فلسطيني إلى مغادرة قطاع غزة، فيما نزح نحو مليوني مواطن من بيوتهم من أصل نحو 2.2 مليون كانوا يقيمون في القطاع قبل العدوان، دون أن يسلموا من القصف، وفقا للجهاز.

وفي الضفة الغربية، أسفر تصاعد عدوان "إسرائيل" وإرهاب المستوطنين عن استشهاد ألف و102 فلسطيني، وإصابة 9 آلاف و34 آخرين.

عدد السكان

وذكر الجهاز أن هذه الخسائر البشرية الواسعة وحركات النزوح القسري انعكست بشكل مباشر على الواقع السكاني.

إذ بلغ عدد سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 (الضفة والقطاع، بما فيها القدس) نحو 5.56 ملايين نسمة نهاية العام، بواقع 3.43 ملايين في الضفة الغربية و2.13 مليون في غزة.

حيث شهد قطاع غزة انخفاضًا حادًا وغير مسبوق في عدد السكان بلغ نحو 254 ألف نسمة، أي ما يعادل تراجعًا بنسبة 10.6 في المئة مقارنة بالتقديرات السكانية قبل العدوان.

وذكر أن سكان قطاع غزة يبلغ حاليًا نحو 2.13 مليون نسمة، واصفا ذلك بـ "النزيف الديموغرافي الحاد"، والناجم عن القتل والتهجير وتدهور الأوضاع المعيشية.

عدد الفلسطينيين في العالم

وبحسب الإحصاء، بلغ عدد الفلسطينيين المقدر في العالم مع نهاية 2025 نحو 15.49 مليون نسمة، يقيم منهم 5.56 ملايين في (الضفة والقطاع بما فيها القدس المحتلة)، بينما يعيش 1.86 مليون في أراضي عام 1948.

وتُظهر التقديرات أن عدد الفلسطينيين في الشتات بلغ نحو 8.82 ملايين نسمة، يتركز 6.82 ملايين منهم في الدول العربية، فيما يتوزع الباقون في دول أخرى، في انعكاس لاتساع رقعة التشتت السكاني الناتج عن عوامل سياسية وتاريخية قسرية.

المنظومة الصحية في غزة

وأوضح الجهاز أن العدوان "الإسرائيلي" المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 أدى إلى انهيار شبه كامل في النظام الصحي.

ونقل عن بيانات منظمة الصحة العالمية، أن 94 في المائة من مرافق الرعاية الصحية والمستشفيات في القطاع تضرر أو دُمّر.

وأضاف أن "19 مستشفى فقط من أصل 36 ما زالت تعمل جزئيًا وبطاقات تشغيلية محدودة للغاية، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، واستنزاف الكوادر الصحية، والانقطاع المتكرر للوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية".

ويبلغ عدد الأسرّة المتاحة حاليًا في مستشفيات غزة نحو ألفي سرير فقط، لخدمة أكثر من مليوني نسمة، وهو معدل متدنٍ للغاية لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الصحية، خاصة في ظل الارتفاع الكبير في أعداد الجرحى والمرضى، وفق الجهاز.

وأشار الإحصاء إلى أن 40 سريرًا مهددة بالفقدان الفوري في مستشفيات تقع ضمن مناطق الإجلاء، إضافة إلى احتمال فقدان 850 سريرًا إضافيًا في حال استمرار تدهور الأوضاع الأمنية المحيطة بالمرافق الصحية.

النساء والأطفال

وكشفت بيانات وزارة الصحة عن أوضاع إنسانية بالغة الخطورة، حيث توجد نحو 60 ألف سيدة حامل في قطاع غزة معرضات لمخاطر صحية جسيمة نتيجة انعدام أو محدودية خدمات الرعاية الصحية.

كما تواجه نحو 155 ألف سيدة حامل ومرضعة صعوبات حادة في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية قبل الولادة وبعدها.

وفي ما يتعلق بالمياه، يعتمد أكثر من 70 في المئة من سكان قطاع غزة على مياه شرب ملوثة أو غير آمنة، كما قال الجهاز.

وأضاف أنه "بحلول يوليو/ تموز 2025 لم تتمكن 95 في المائة من الأسر من الحصول على مياه شرب آمنة".

وتابع: "تشير البيانات إلى أن 96 في المائة من الأسر تعاني من انعدام الأمن المائي، وأن 90 في المائة منها أبلغت عن تدهور حاد في جودة المياه، ما ساهم في انتشار واسع للأمراض المعوية، خاصة بين الأطفال".

انهيار الحق في التعليم

وتعرض قطاع التعليم لدمار واسع، لا سيما في غزة، حيث دُمّرت أكثر من 179 مدرسة حكومية تدميرًا كاملًا حتى مطلع ديسمبر 2025، فيما تعرضت 218 مدرسة أخرى للقصف أو التخريب، بينها 118 حكومية و100 تابعة لوكالة الأونروا، وفقا للإحصاء الفلسطيني.

وفي الضفة الغربية، شهدت المدارس مداهمات متكررة وأوامر هدم، من بينها هدم مدرسة خلة عميرة الأساسية في مديرية يطا بتاريخ 1 ديسمبر 2025.

وعلى مستوى التعليم العالي، دُمّر 63 مبنى جامعيًا في قطاع غزة تدميرًا كاملًا، بينما تعرضت 8 جامعات في الضفة الغربية لمداهمات وتخريب متكرر.

وأشار الجهاز إلى أن الخسائر البشرية في قطاع التعليم كانت كبيرة، "إذ استشهد 18 ألفا و979 طالبًا، من بينهم 18 ألفا و863 في قطاع غزة، إضافة إلى استشهاد ألف و399 طالبا جامعيا، و797 معلمًا وإداريا، و241 موظفا في قطاع التعليم العالي".

انهيار اقتصادي

وعلى الصعيد الاقتصادي، أظهرت مؤشرات عام 2025 انهيارا غير مسبوق للاقتصاد الفلسطيني، إذ انكمش الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة بنسبة 84 في المائة مقارنة بعام 2023، في ظل شلل اقتصادي شبه كامل.

وفي الضفة الغربية، انخفض الناتج المحلي الإجمالي 13في المائة، رغم تسجيل نمو طفيف بلغ 4.4 في المائة مقارنة بعام 2024.

واستمر انكماش اقتصاد قطاع غزة خلال عام 2025 بنسبة إضافية بلغت 8.7 في المئة، فيما وصلت البطالة إلى مستويات قياسية، حيث بلغت 46 في المائة من القوى العاملة الفلسطينية (28 في المائة في الضفة الغربية و78 في المائة في قطاع غزة)، وهي من أعلى النسب عالميًا.

وبلغ عدد العاطلين عن العمل نحو 650 ألف شخص، ما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الفلسطينيون.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/222592

اقرأ أيضا