وكالة القدس للأنباء – ترجمة
في قلب مانهاتن، عقدت صحيفة "إسرائيل اليوم" أول قمة أمريكية لها على الإطلاق، جمعت شخصيات بارزة تُشكّل المرحلة القادمة في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، والوحدة اليهودية، والأمن العالمي. استضافت الدكتورة ميريام أديلسون هذا الحدث، الذي ضمّ وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، والسفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز، ورئيس المؤتمر اليهودي العالمي رون لاودر، والرهينتين السابقتين إيفيتار ديفيد وجاي جلبوع دلال، وشخصيات بارزة من إسرائيل والولايات المتحدة.
في مدينة تضم أكبر جالية يهودية في العالم خارج إسرائيل، تجمع قمة صحيفة "إسرائيل اليوم" في نيويورك، في مساحة واحدة، الجهات التي تُشكل الواقع الاستراتيجي والدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي الذي ستواجهه إسرائيل واليهود حول العالم في السنوات القادمة، لتصبح محورًا للحوار اليهودي العالمي.
تأتي القمة في لحظة متوترة ومتقلبة. ففي شمال إسرائيل، بلغت التوترات ذروتها منذ بدء وقف إطلاق النار، إلى جانب نقاش دولي قادته الإدارة الأمريكية في اليوم التالي في غزة. وشهدت نيويورك ارتفاعًا حادًا في الحوادث المعادية للسامية، بالإضافة إلى فوز سياسي لمرشح ينتقد إسرائيل. أما في إسرائيل، فلا تزال البلاد تُصارع حالة طوارئ مستمرة، وأزمات مدنية، وجهودًا لرسم معالم واقع ما بعد الحرب.
رئيس تحرير صحيفة "إسرائيل اليوم": اليهود وإسرائيل في لحظة تاريخية
افتتح رئيس التحرير، عمر لاخمانوفيتش، قمة "إسرائيل اليوم" بدعوة إلى جبهة موحدة بين الدولة اليهودية والشتات الأمريكي. وفي كلمته أمام جمهور غفير، وصف لاخمانوفيتش هذا التجمع بأنه "لحظة تاريخية" فرضتها التغيرات السياسية التي أعقبت "نتائج الانتخابات المثيرة" في المدينة، وتصاعد موجة معاداة السامية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وأعلن لاخمانوفيتش: "ننقل القصة الأمريكية مباشرةً إلى الجمهور الإسرائيلي... ونقف في طليعة معركة الدفاع عن رواية إسرائيل ضد الإسلام المتطرف". وأشار لاخمانوفيتش إلى أن القمة تضم كبار القادة الأمريكيين والإسرائيليين الذين أمضوا العامين الماضيين في غرف عمليات يرسمون مستقبل الشرق الأوسط، ويقدمون رؤى جوهرية حول التحديات المشتركة التي تواجه كلتا الديمقراطيتين".
أوضح لاخمانوفيتش أن قرار انعقاد المؤتمر في نيويورك، التي وصفها بـ"العاصمة اليهودية لأمريكا"، يأتي بعد مؤتمر الصحيفة الأخير في القدس. وقال، مستعيدًا الصراع الذي استمر عامين والذي اندلع في 7 أكتوبر/تشرين الأول بغزو حماس وتحول إلى حرب متعددة الجبهات مع حزب الله وإيران والحوثيين في اليمن: "بعد حرب أعادت رسم معالم منطقتنا وأعادت تعريف شراكة إسرائيل مع الولايات المتحدة، شعرنا أن هذه هي اللحظة المناسبة لعقد هذا الحوار هنا". وأكد لاخمانوفيتش أن الهدف هو إرساء تقليد سنوي مُكرس لتعزيز "حوار صهيوني صريح ومؤيد لإسرائيل" في قلب أكبر جالية يهودية في العالم خارج إسرائيل.
وركز الخطاب على الدور الحاسم لوسائل الإعلام في المناخ الجيوسياسي الحالي. استشهد لاخمانوفيتش بملاحظة شاول بيلو القائلة بأن "الكتابة الجيدة هي السبيل الوحيد لهزيمة العدو"، معتبراً مهمة صحيفة "إسرائيل اليوم" لا تقتصر على الصحافة فحسب، بل هي "مهمة وطنية". وسلط الضوء على دور الصحيفة في سد الفجوة بين البلدين، وضمان إيصال القصة الأمريكية إلى الجمهور الإسرائيلي من خلال الحقائق لا الصور النمطية، مع تزويد الأمريكيين في الوقت نفسه برؤية غير منقوصة لواقع إسرائيل.
ميريام أديلسون تُشيد بـ"التحالف المهيب" بين الولايات المتحدة وإسرائيل
وجّهت ناشرة صحيفة "إسرائيل اليوم" وامرأة الأعمال والناشطة الخيرية، الدكتورة ميريام أديلسون، دعوةً قويةً للوحدة والمرونة وتعزيز الروابط بين الولايات المتحدة والدولة اليهودية.
في حديثها أمام قاعةٍ ملأى بالشخصيات البارزة، بما في ذلك الإشارة إلى السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايكل والتز والقيادات المحلية، رسمت أديلسون صورةً لعلاقة تتجاوز السياسة المجردة، واصفةً الرابط بين البلدين بأنه "تحالفٌ مهيب" ضروريٌّ لبقاء القيم الغربية.
بدأ الخطاب بلحظةٍ من البهجة سرعان ما تحولت إلى عاطفةٍ مؤثرة، حيث اختبرت الدكتورة أديلسون أجواء المناخ الثقافي الحالي بسؤالها عمّا إذا كان "شالوم" لا يزال "حلالاً" في نيويورك، في إشارةٍ على الأرجح إلى انتخاب زهران ممداني مؤخرًا رئيسًا لبلدية أكبر مدينة يهودية في العالم.
وأكدت أن كلمة "شالوم" التي تعني السلام تُمثل التطلع الأبدي للشعب اليهودي ودولة إسرائيل، وهي قيمة تتشاركها الولايات المتحدة بعمق، لكن خصومهما المشتركين غالبًا ما يتجاهلونها. وأشارت إلى أن "السلام هو ما سعى إليه الشعب اليهودي ودولة إسرائيل دائمًا من أجل خير العالم أجمع، وهو ما يرفض أعداؤنا الاعتراف به". وأضافت: "إنها مأساةٌ قديمةٌ قدم تاريخنا. إنهم يُصرّون على تصويرنا على أننا عكس ذلك تمامًا، وإسقاط أسوأ سماتهم علينا هو مُهزلةٌ مؤلمة".
ورغم هذه التحديات، ظلت الرسالةُ مُفعمةً بالتفاؤل المُغامر. وحثّت الدكتورة أديلسون الحضور على استلهام الثقة من حقيقة أن الشعب اليهودي، على عكس القرون السابقة، يمتلك الآن وطنًا وقدرةً على الدفاع عن النفس. ووصفت المناخَ الحالي بأنه "اختبارٌ مهم" للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، داعيةً المؤيدين إلى "مواجهة الافتراء بالحقائق" والسير "بفخرٍ وثقةٍ في هذا العصر من الفوضى الأخلاقية". وحثّت اليهود على "التكاتف، حتى في ظلّ العداء المُحيط بنا".
واختتمت الدكتورة أديلسون كلمتها، مُستشهدةً بإرث الأجيال السابقة كمسارٍ نحو تأمين مستقبل اليهود، مُستذكرةً عجز الماضي الذي لا يُقارن بالتحديات التي تواجه الشعب اليهودي اليوم. وقالت: "نحن مدينون لتلك الأجيال السابقة من اليهود المُستضعفين الذين كانوا سيُشاركوننا اليوم بكل سرور. وعلينا أن نضمن لأبنائنا، وللأجيال القادمة، أن يُهتفوا بصوتٍ عالٍ "أنا إسرائيل حي!" في تحدٍّ واحتفال. لأننا سنبقى ونزدهر".
واختتمت كلمتها بنبرة تفاؤلية: "أتمنى أن تكون قمة صحيفة "إسرائيل اليوم" هذه الأولى من بين العديد من القمم هنا في نيويورك - بغض النظر عن هوية العمدة".
---------------------------
لعنوان الأصلي: This was Israel Hayom's first summit in New York
الكاتب: هيئة التحرير
المصدر: Israel Hayom
التاريخ: 3 كانون الأول / ديسمبر 2025
