وكالة القدس للأنباء - متابعة
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال إن وفداً قيادياً رفيعاً من الحركة وصل إلى القاهرة مساء السبت، وعقد يوم الأحد اجتماعاً مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد.
وأضاف نزال، في حديث للجزيرة مباشر، أن الزيارة تأتي في إطار تحرك سياسي ودبلوماسي تقوده قيادة حماس مع الأطراف الرئيسية في الملف الفلسطيني، بعد محطة أولى في العاصمة التركية أنقرة، وتواصل مستمر مع الدوحة، باعتبار هذه العواصم الثلاث هي الوسيط الرئيسي في ملف التفاوض.
ووفق نزال، فإن لدى حماس وفصائل المقاومة ملاحظات جوهرية على أداء الاحتلال خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، أبرزها رفضه الانتقال إلى المرحلة الثانية وعدم التزامه بما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى، بما في ذلك استمرار إغلاق معبر رفح وعدم فتحه في أي اتجاه.
كما تحدث عن خروقات متواصلة لوقف إطلاق النار، من خلال تنفيذ عمليات اغتيال بحق قادة المقاومة واستهداف تجمعات مدنية بذريعة الاشتباه، وهو ما يتعارض مع نصوص الاتفاق. وأشار أيضاً إلى تعطل عمليات الإغاثة وعدم سيرها بالسلاسة المطلوبة، لافتاً إلى أن مؤسسة غزة الإنسانية أعلنت نيتها الخروج من القطاع بعد أداء وُصف بالمخيب، وبدا وكأنه جزء من منظومة الاحتلال.
وأكد نزال أن هذا التحرك السياسي والدبلوماسي نحو الدول الوسيطة يهدف إلى تسجيل الملاحظات وتحميل هذه الدول مسؤولية الضغط على الاحتلال، والتحرك أيضاً باتجاه الإدارة الأمريكية بوصفها راعية الاتفاق الذي عُرف بـ”خطة ترامب لوقف إطلاق النار".
وأوضح أن العنوان الأساسي للمرحلة الحالية هو الدفع بالمسار السياسي لضمان تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل صحيح بما يسمح بالانتقال إلى المرحلة الثانية.
وفي ما يتعلق بكيفية تعامل الحركة مع الجمود القائم، شدد نزال على أن المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الخروقات والانتهاكات في غزة، لكنها في هذه المرحلة تمنح المسار السياسي فرصة كاملة، مراعاةً لمسؤوليتها أمام الحاضنة الشعبية التي تحملت عامين من المجازر والإبادة.
وأوضح أن إعطاء هذا المسار فرصته يهدف إلى الوصول إلى حلول قبل اتخاذ أي خيارات أخرى، بما ينسجم مع المسؤولية الدينية والوطنية والسياسية تجاه شعبهم والدول الوسيطة.
وتابع نزال بأن هذا الجمود يخدم مصالح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يسعى إلى تبكير الانتخابات لتحقيق مكاسب انتخابية والتهرب من استحقاقات قضائية ومن مسؤولية الفشل في منع عملية 7 أكتوبر.
واعتبر أن الأجندة الخاصة لنتنياهو وتيار اليمين الصهيوني الديني المتشدد، بزعامة بتسلئيل سموتريتش وبن غفير، تقود نحو استمرار الحرب والتلاعب بالاتفاق وخداع الأطراف المعنية. ومع ذلك أكد أن المقاومة لن تبقى صامتة، وأنها تقوم حالياً بإتاحة الوقت للمسار السياسي بهدف تضييق الخناق على نتنياهو ومنعه من التنصل من التزاماته.
