وكالة القدس للأنباء - متابعة
زعمت صحيفة "يسرائيل هيوم، (19/10/2025) بأن المملكة العربية السعودية "كانت على بُعد خطوة من تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، تمهيداً لانضمامها إلى "اتفاقيات إبراهيم"، قبل شن حركة حماس عملية "طوفان الأقصى"، التي أعقبتها إسرائيل بحرب إبادة متواصلة منذ ما يقرب العامين؛ غير أن المملكة وعشية رأس السنة العبرية الذي يصادف هذه الأيام، تقف إلى جانب فرنسا على رأس مبادرة دولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مبتعدةً عن مسار التطبيع. وعدّت الصحيفة ما سبق "إنجازاً سياسياً لحماس وإيران".
ولئن أعلنت الرياض مراراً شرطها تطبيع العلاقات مع تل أبيب باعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية، زعمت الصحيفة أنّ السعوديّة بدّلت موقفها من التطبيع لأسباب عديدة أبرزها "مكالمة بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، وديوان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قبل أسابيع"، بحسب ما نقلته عن "دبلوماسيين أميركيين وعرب"، مُرجحة أن المكالمة المذكورة أتت بعد توقف المحادثات في الدوحة.
وطبقاً للصحيفة، فإن ديرمر وديوان بن سلمان ناقشوا جملة من القضايا بينها الوضع مقابل إيران بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل عليها، والمحادثات بين الأخيرة وسورية، والأوضاع في لبنان، مع التركيز على غزة. وفي غضون ذلك، طالب ديوان بن سلمان معرفة توجّه الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب، وخطط اليوم التالي.
وفي هذا الصدد، لفت الدبلوماسيون إلى أن ديرمر أوضح أن "إسرائيل" مصممة على القضاء على حماس والتأكد من أن الأخيرة لن تتمكن من حكم القطاع مجدداً؛ ورفض الاقتراحات المتعلقة بمناقشة تشكيل الجهة التي ستحكم غزة في "اليوم التالي"، مشدداً على أن الحكومة "الإسرائيلية" غير مستعدة لأن تكون السلطة الفلسطينية جزءاً من هذه الجهة. وعملياً، عقب هذه المكالمة، أدركت السعودية أن "إسرائيل" غير مستعدة في هذه المرحلة لأي تقدم سياسي مع السلطة الفلسطينية، لا من خلال إعلان استعداد للتفاوض، أو تأييد أي خطوة قد تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، حتى وإن كانت منزوعة السلاح.
وفي السياق، طرح ديوان بن سلمان الشروط التي حددتها مبادرة الجامعة العربية، وفقاً لما تنقل الصحيفة عن المصادر ذاتها. ومع ذلك، فإن الرسالة التي نقلها ديرمر هي أن إسرائيل غير مستعدة للمضي قدماً في هذا الاتجاه في المرحلة الحالية، ومن غير الواضح ما إذا كان لديها استعداد لذلك حتى بعد انتهاء الحرب.
ما تقدّم يعني، وفقاً للصحيفة، تعليقاً للمبادرة السعودية التي تحظى بدعم عربي واسع، وتجميداً لإمكانية التطبيع بين الرياض وتل أبيب. وبحسب مصدر دبلوماسي عربي، فإن هذه التطورات "تعزز التوجه السعودي الذي يستبعد إسرائيل من معادلة الخطط المستقبلية للشرق الأوسط، والتي يعمل عليها بن سلمان بالتعاون مع الأميركيين، وذلك بسبب خضوع نتنياهو للعناصر المتطرفة في حكومته".
