وكالة القدس للأنباء - متابعة
روت المتحدثة باسم حركة "خمس نجوم" في مجلس النواب الإيطالي النائبة ستيفانيا أسكاري، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل زيارتها أخيراً إلى الضفة الغربية المحتلة، وما عاينته من جرائم ترتكب بحق الفلسطينيين. وقالت إنها عادت "من زيارة ميدانية إلى الضفة الغربية، حيث اطلعت مع عدد من زملائها على واقع الحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدة أن ما يجري هناك (في الضفة الغربية) يمثل "نظام فصل عنصري كامل"، وأن استمرار العلاقات الاقتصادية مع المستوطنات الإسرائيلية "يعني شرعنة الجرائم والإفلات من العقاب".
وأضافت أسكاري أنها زارت خلال جولتها مدن رام الله وجنين والخليل وأريحا والقدس الشرقية المحتلة، علاوة على قرى مسافر يطا ومخيم عايدة للاجئين قرب بيت لحم، وذلك برفقة زميليها داريو كاروتينوتو وكلاوديو كوميناردي. وقد مُنع نائبان آخران، هما فالنتينا بارزوتي ودافيدي تريبييدي، من دخول الأراضي الفلسطينية بعد احتجازهما عند المعابر.
معاناة يومية في الضفة الغربية
وتحدثت أسكاري عن المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال قائلة: "لقد خبرنا ما يعنيه عبور الحواجز الإسرائيلية؛ قطعنا مسافات قصيرة تستغرق عادة 15 دقيقة في ساعات طويلة من الانتظار، ورأينا بأعيننا الفصل والتمييز والعنصرية التي يعيشها الناس هناك".
وتابعت أن الوفد البرلماني الإيطالي "التقى بأسر فلسطينية طُردت من منازلها وحُرمت من أبسط مقومات الحياة مثل المياه الصالحة للشرب والخدمات الأساسية". من جهة أخرى، رأت أن "إقامة علاقات اقتصادية مع المستوطنات – التي يُعد وجودها غير قانوني بموجب القانون الدولي – تعني شرعنة الجرائم المرتكبة في الضفة الغربية واستمرار دوامة الإفلات من العقاب". وشددت النائبة الإيطالية على ضرورة أن "توقف الحكومة الإيطالية كل أشكال التعاون التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية". وفي رأيها، فإنه "لا يمكن أن يكون ثمة سلام نهائي ودائم من دون عدالة، ومن دون فلسطين حرّة".
وقف التجارة مع المستوطنات
وكانت أسكاري قد نظمت يوم الثلاثاء الماضي، في مجلس النواب، بصفتها منسقة اللجنة البرلمانية للسلام بين فلسطين و"إسرائيل"، مؤتمراً بمناسبة إطلاق حملة "أوقفوا التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية" التي تضم أكثر من 20 منظمة، وذلك قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي المقرر في 20 و23 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي. وقد شهد المؤتمر مشاركة ممثلي منظمات العفو الدولية في إيطاليا وأوكسفام إيطاليا وكوسبي (COSPE) للتعاون الدولي، والمخرج الفلسطيني باسل عدرة، الحائز على جائزة أوسكار عن فيلمه "لا أرض أخرى"، الذي نقل شهادته حول معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
خراب غير مسبوق لاقتصاد الضفة الغربية
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصلت روما بيع الأسلحة الإيطالية إلى "إسرائيل" (الأسلحة الإيطالية تمثل 1% من أسلحة إسرائيل، وبقيمة 5,2 ملايين يورو عام 2024) متجاهلة جميع النداءات بوقف تلك الصادرات.
وفي هذا السياق، ذكرت مجلة "ألتريكونوميا" الإيطالية الشهرية المستقلة، في تحقيق تضمنه عددها الأخير لشهر يناير/كانون الثاني 2025 وحمل عنوان "أسلحة وذخائر إيطالية في أيدي المستوطنين في الأراضي المحتلة"، أن التدفق، الذي لم ينقطع للأسلحة الإيطالية نحو إسرائيل ما زال يغذي سوقاً شهدت في العام الماضي توسعاً غير مسبوق في طريقه لإثراء قطاع لا يحظى دائماً بالرقابة الكاملة على التوزيع النهائي للمنتجات المصدرة.. وأضافت المجلة أن ما يثير القلق بخصوص هذه الصادرات هو أن تلك الأسلحة الإيطالية إلى إسرائيل الموجّهة بشكل رسمي للاستخدام المدني، ينتهي بها المطاف في أيدي المستوطنين الذين يعيشون في مستوطنات غير قانونية ويعززون سوقاً خارج نطاق السيطرة.
ويبقى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من تصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية وقطاع غزة، الشريك التجاري الأول لإسرائيل، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين في عام 2024 نحو 42.6 مليار يورو. أما إيطاليا، فقد بلغت قيمة التبادل التجاري بينها وبين إسرائيل أكثر من 4 مليارات يورو، منها مليار يورو واردات من السلع والخدمات الإسرائيلية.
وتشير المنظمات إلى أن الأسواق الأوروبية لا تزال تستقبل منتجات من المستوطنات الإسرائيلية، تُسوَّق تحت شعار "صُنِع في إسرائيل"، نتيجة سياسات جمركية غير منسجمة أو غير مطبّقة (تؤدي إلى مخالفات مثل فرض غرامات أو احتجاز البضائع أو مصادرتها).
بالمقابل، تشهد إيطاليا منذ حرب الإبادة في قطاع غزة تظاهرات وتحركات شعبية دعماً للفلسطينيين، وقد شهدت، الثلاثاء الماضي، إطلاق الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لمنع متظاهرين من الوصول إلى الملعب حيث جرت مباراة لكرة القدم بين المنتخبين الإيطالي والإسرائيلي في مدينة أوديني.
