/الصراع/ عرض الخبر

اليمنيون يُمطِرون الكيان بالصواريخ الانشطاريّة.. ضابطٌ "إسرائيليٌّ": تهديدهم حقيقيٌّ وخطيرٌ..

2025/09/04 الساعة 12:28 م

وكالة القدس للأنباء - متابعة

أطلقت القوات المسلحة اليمنيّة صباح اليوم، وأكّدت ذلك إسرائيل، أنّ صاروخًا باليستيًا مزودًا برأسٍ حربيٍّ انشطاريٍّ باتجاه الكيان، وقيل إنّه كان يستهدف مطار بن غوريون. وقد دقّ هذا الهجوم ناقوس الخطر، في أوساط كيان الاحتلال الإسرائيلي السياسية والعسكريّة، لأنّه أثبت بالنار أنّ القوات اليمنية قادرة على تخطي الكثير من التحديات، وتطوير إمكانياتها العسكرية بقفزات نوعية، الى الحد الذي جعل بعض الخبراء الإسرائيليين الى التحذير من أنّ حركة أنصار الله إذا ما استمرت في المواجهة العسكرية المباشرة، ستشكّل حتمًا خطرًا وجوديًا على الكيان، مماثلاً لما تشكّله الجمهورية الإسلامية في إيران.

وهذا ما عبّر عنه الكثير من خبراء الكيان مؤخرًا عن خشيتهم من هذا الصاروخ، بحيث صرّح ضابط في سلاح الجو قائلاً: “اليمنيون لم يعودوا العدو الذي ظنناه في بداية الحرب، اليوم ندرك أن التهديد حقيقي وخطير".

وكذلك الأمر بعض الخبراء، وهذا بعض ما قيل: “اليمنيون عدوٌّ قويٌّ، يتعلم بسرعة، ويبني قدراته ذاتيًا.. ولا يمكن الاستهانة بهم”، وأضاف محلل آخر: “إن لم نتحرك اليوم لإزالة التهديد، فسنواجه بعد سنوات مئات الصواريخ اليمنية المطورة”، فيما أكّد ثالث أنّ “الجيش الإسرائيلي بكامله يركز جهوده على الساحة اليمنية: تحقيقات، تقييمات، وهجمات بطرق متعددة”. ورأى مختّصٌ إسرائيليّ أنّ “اليمنيون مختلفون، يقاتلون منذ سنوات ضدّ السعوديين والأمريكيين، ونحن نحاول فقط التعلم واستخلاص العبر”.

فما هو هذا الصاروخ؟ الرأس الحربي للصاروخ القابل للانشطار، يعد أحد أكثر الأسلحة تطورًا وتعقيدًا في ترسانة الحروب الحديثة، وهو نوع من الرؤوس الحربية التي صُممت لتحدث انفجارات متعددة ولكي تُلحق دمارًا واسعًا للغاية داخل دائرة الاستهداف.

فما هي مميزات الصاروخ الانشطاري، وما هي الأهمية التكتيكية والعملياتية لاستخدامه؟

يعمل هذا الصاروخ بتقنية متقدمة تتيح له التشظي عبر الانفجار قبل ملامسة الأرض لتوزيع القنابل والرؤوس الحربية على أهداف متفرقة (يشبه تأثير الحزام الناري)، أو عبر الانفجار اللاحق الذي يُحوّل الأرض المستهدفة إلى حقل من الألغام الموقوتة، مما يعقّد مهمة الدفاع أو إزالة الخطر وحركة القوات في المنطقة.

يكمن التعقيد في صناعته، بفاعليته التي لا ترتبط فقط بقوة الانفجار، وإنّما بالذكاء الكامن في توقيت وطبيعة تشظي الرأس الحربي.

وهذه التقنية تتحكم بها عادة منظومات متقدمة جدًا من الناحية الميكانيكية والإلكترونية، وتجعل من الصاروخ الانشطاري سلاحًا مرعبًا في ساحة القتال، ولهذا الصاروخ قدرة تأثير نفسي كبيرة جدًاً، فهو قادر على ضرب معنويات الأفراد عند العدو خاصة في المناطق المستهدفة.

وفق المعلومات المتداولة عن الصاروخ اليمني الإنشطاري، فإنّ الرأس الحربي له ينشطر الى 22 جزء متفجر. وهذا رقم قابل للمضاعفة والتطوير حسب طبيعة الهدف وحجم التأثير المطلوب.

الأهمية التكتيكيّة والعسكريّة:

ـ أولاً: تُتيح هذه الصواريخ توسيع قدرة اليمن على استهداف أصول استراتيجية للكيان في عمق إسرائيل، لأنّه يسمح باستهداف هدف ذات مساحة واسعة نسبيًا، مثل المطارات والقواعد الجوية والعسكرية وتجمعات القوى العسكرية، ومنشآت توليد الطاقة ومصافي النفط والموانئ ومنشآت البنية التحتية، مما يضاعف الأضرار ويوسع دائرة التأثير التكتيكي والإستراتيجي في نقاط مختلفة من الهدف بهجوم واحد.

وفي هذا السياق فإنّ فعالية الانفجار ترتبط بمدى تواجد الأهداف أو تفرقها، فإذا كانت المجموعة المستهدفة متقاربة من بعضها البعض، فإن ذلك يُزيد عدد الانفجارات ويوسع مدى وحجم الأضرار، أما إذا كانت المسافة بين النقاط المستهدفة محدودة فعندها يصبح أثر الصاروخ تكتيكيًا أكثر منه إستراتيجيًا.

ـ ثانيًا: تشكّل تحديًا كبيرًا لمنظومات الاعتراض الصاروخي والدفاع الجوي الإسرائيلي، لأنّ الأنظمة الإسرائيلية مثل (حيتس) و(مقلاع داود) مُصمّمة لاعتراض الصواريخ قبل إطلاق حمولتها. كما أنّه بمجرد أنْ ينشطر الرأس الحربي، ستتوزع عشرات القنابل الصغيرة والرؤوس الحربية بمسارات غير متوقعة، ومن المستحيل اعتراضها جميعًا، خاصةً إذا ما تم تركيب هذه الرؤوس على صواريخ باليستية أو فرط صوتية ذات سرعة عالية ومسار متغير.

ـ ثالثًا: تمكّن هذه الضربات من قدرة الردع، بحيث تزيد من تكاليف التصعيد الإسرائيلي أو الغربي ضد اليمن.

رابعًا: معضلة إسرائيل متعددة الجبهات: سيناريو تنفيذ هجمات منفصلة أوْ مشتركة بالصواريخ الانشطارية من الشمال (حزب الله) والشرق (إيران) والجنوب (اليمن) سيُرهق أنظمة الاعتراض الإسرائيلية والغربية وتركيزها الاستراتيجي.

الخلاصة:

بناءً على ما ذُكِر، مهما كانت التضحيات التي يتكبدها اليمن، جرّاء مواقفه الأخلاقيّة والإنسانيّة والدينيّة في مساندة الشعب والمقاومة الفلسطينيّة لا سيما في غزة عسكريًا، فإنّ إحدى النتائج لهذا الصراع العسكريّ المباشر هو تطوّر القدرات العسكريّة للقوات المسلحة اليمنية بما يتناسب مع قدرات الخصوم عالية التقنيّة.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/219135

اقرأ أيضا