/مقالات/ عرض الخبر

غزّة: بين حرب الإبادة وعمليّات المقاومة!

2025/07/16 الساعة 04:21 م
المقاومة تخرج من تحت الدمار.. غزة تقاوم الإبادة
المقاومة تخرج من تحت الدمار.. غزة تقاوم الإبادة

هبة دهيني

تتوالى أيّام الإبادة الّتي يشنّها المحتلّ على القطاع يومًا بعد آخر، ويعتاد العالم على مشاهد الدّم فلا يحرّك ساكنًا، وتجلس "الحكومات" ببطونها المتخمة تتأمّل أجساد أطفال غزّة النّحيلة، فتكتفي بـ "الإدانات"، إن فعَلَت.

في غزّة شعبٌ كاملٌ "اعتاد" العالم على رؤية حمام الدّم فيه، لكنّه لم يعتَد ذلك، لذا، تولد من تحت الرّكام مقاومة، وتنبعث الكمائن من مكانٍ ظنّ المحتلّ أنّه "يمتلكه"، فنرى الكفاح يتصاعد من قلب كلّ فدائيّ قدّم كلّ حياته في طريق البلاد.

تستمرّ الإبادة في غزّة، وسط مشاهد تفوق بجُرمها عقول البشر، يستخدم المحتلّ فيها أفظع طرق القتل وأكثرها وحشيّة، ولـ"يضمن" موت الغزّيّين ولو ببطء، يستخدم أسلوب التّجويع، ثمّ يستهدف المُجَوَّعين وهم في طريقهم للبحث عن كسرة خبزٍ تسدّ جوعهم.

في غزّة تاريخٌ كاملٌ يُكتَب بالدّم، أينما ولّيتَ وجهكَ سترى صمودًا ينبعث من كلّ خيمة، وعمليّاتٍ للفدائيين تنبثق من كلّ دمار، إذ لا ينام الفلسطينيّ في غزّة على حقّه، فيبقى القتال حيًّا ولو بالجلد الحيّ نفسه.. ولو بالكمائن والعبوات النّاسفة، أو حتّى بالعصا!

الغزّيّون الّذين وُلدوا في الحروب وعاشوا فيها، ويرَون مُذ كانوا أطفالًا، كيف يسرق المحتلّ منازلهم وحاراتهم، هم أنفسهم من يتعلّم منهم العالم بأسره معنى المقاومة والثّبات، ومعنى أن تولد العمليّات في غزّة ويخشاها المحتلّ رغم "ضخامة" ترسانته العسكريّة.

ستظلّ المقاومة في غزّة فعلًا صامدًا يتصاعد كلّ يومٍ أكثر، ولن يستطيع المحتلّ -ولو أفرغ كلّ المذابح في الأرض- أن يسرق المقاومة من قلوب أصحابها، ولا أن يجعل غزّة راضخةً لمجرمي الحرب في حكومته.

غزّة الّتي علّمت العالم معنى أن يقاوم ولو كانت المجازر على بُعد مترٍ منه، غزّة الّتي علّمت العالم كيف يبقى الصّمود شعارًا لا ينفصل عن كلّ حرٍّ وشريف، غزّة التي علّمت العالم، كيف يقف كمينٌ بوجه دبّابة، وعبوةٌ بوجه صاروخ، وعصًا بوجه مسيّرة!

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/217726

اقرأ أيضا