/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

خاص "مدرسة أحلام" في غزة... ولادة أمل رغم الألم

2025/06/09 الساعة 02:09 م

وكالة القدس للانباء - خاص

بعد أن سلبت الحرب أحلام الطلاب بإكمال مسيرتهم التعليمية في مدينة غزة، جاءت المديرة أحلام عبد العاطي، وأعادت لهم حلمهم بالتعليم، في ظل غياب المقاعد، ووسط الدمار، بمشهد يعكس إصراراً استثنائياً، ويجسد رمزاً للصمود، متحدية الظروف القاسية التي فرضتها الحرب، فالأمل في مستقبل أفضل كان دافعاً لها وللطلاب بالاستمرار.. وتحمل "مدرسة أحلام"، المكونة من 8 خيم، رسالة للعالم بأن أهل غزة، ورغم المحن، قادرون على استنهاض المستقبل وبناء مسارات من الأمل.

احلام 1
 

خدمة الناس تعليمياً وإنسانياً

مديرة المدرسة، أحلام عبد العاطي، وجدت في وكالة القدس للأنباء، منبرا للحديث عن مشروعها التربوي الذي أقامته رغم الدمار والقتل والتجويع... قالت أحلام: "قمت بإنشاء مركز ومؤسسة خاصة تحت إسم "أحلام غزة"، تهدف إلى خدمة الناس إنسانياً وتعليمياً، في محاولة لمساعدتهم بقدر المستطاع، ومد يد العون لهم لتخفيف وطأة معاناة الحرب عنهم"، مضيفة: "كما قمت بإنشاء مخيم تحت إسم "مخيم أحلام غزة الإنساني"، وهو عبارة عن 95 خيمة تؤوي 108 عائلات نازحين، ليس لهم مكاناً ولا ملاذاً آمناً غير خيامهم البالية"، وأنشأت داخل المخيم، روضة ومدرسة للتعليم الابتدائي التأسيسي والإعدادي والثانوي، والثانوية العامة تحت إسم "روضة ومدرسة أحلام غزة النموذجية"، وهي معتمدة من قبل "وزارة التربية والتعليم العالي"، وتحتوي عدداً كبيراً من الطلاب يتجاوز  ألف طالب وطالبة، وفيها 50 موظفاً، جميعهم يعملون تحت بند التطوع، ولا يتقاضون أي راتب، هدفهم الأول والأسمى هو خدمة الطلاب، والارتقاء بجيل متعلم وواعٍ، بالرغم من مخاطر هذه الحرب علينا".

وأكدت أحلام أن "المدرسة هي مبادرة تعليمية بجهود خاصة، بدون أي دعم خارجي لنا، والمبادرة ما زالت قائمة، ندرس من روضة لغاية توجيهي، وتم تقسيمهم حسب السنوات العمرية، ولدينا ما يقارب الألف إلى ألف و500 طالب وطالبة، ولكن مع اشتداد وطأة الحرب، قل العدد ل700 طالب، ما زالوا يداومون في المدرسة لأنهم قريبون منها".

احلام 2 خيمة صف
 

الاعتماد من قبل وزارة التربية

وبينت أحلام أنه "تم اعتمادنا من قبل "وزارة التربية والتعليم"، وأسماء الطلاب والمدرسين تصل إلى الوزارة، ويتم ترفيع آلي للطلاب سنوياً، وحازت مدرستنا على المركز التعليمي الأول في المنطقة، بسبب كفاءة المدرسين الذين يتابعون مع الطلاب من الألف إلى الياء، فنتعامل مع الطلاب من روضة للصف السادس كأنهم سنة عمرية واحدة، نبدأ معهم من الصفر، نقوم بتأسيس وتجهيز وتدريب الطلاب على أن يكونوا قادرين على القراءة والكتابة بشكل أفضل، أما بالنسبة للسنوات العمرية الكبيرة نتعامل معهم بنظام تأسيس أكثر من اعتماد منهجية محددة، بجانب تعليم وتدريس المنهج التعليمي الوزاري، بهدف الارتقاء بجيل واعٍ ومثقف".

الوضع سيء جداً

وبالنسبة للوضع الراهن، وصفت أحلام أن "الوضع سيء جداً، ونحن قلقون من أن تتضرر المدرسة بسبب ازدياد القصف الصهيوني، أو أن يتضرر أحد الطلاب أثناء تواجده في المدرسة، لذلك نحن نقوم بكافة الاحتياطات كي يكونوا الطلاب بأمان"، مشيرة إلى أن "الطعام شبه معدوم، والأسبوع الماضي فقد 4 طلاب وعيهم أثناء الدوام المدرسي، وقمنا بنقلهم إلى المستشفى،  بسبب سوء التغذية، وبدأ بعض الطلاب بفقدان تركيزهم، كما بدأ المعلمون بفقد وعيهم أيضاً وسيطرتهم"، مبينة أنها "منذ أسبوع وأنا أتردد بشكل يومي إلى المستشفى لفحص الضغط، بسبب قلة الطعام، وكل هذه الأمور تؤثر على المسيرة التعليمية وجودة العمل".

وعن موقع المخيم، أشارت إلى أنه يقع في خانيونس، وهو قطعة أرض في "حي النمساوي" خلف "مستشفى ناصر" أمام مستودعات المستشفى"، مبينة أن "هذه المنطقة تأخذ شكل المستطيل، تقع بين مستودعات "مستشفى ناصر" شمالاً و"مدرسة الإسراء" جنوباً، وكانت هذه الأرض سابقاً منتزهاً للنمساوي، وبعد خروج اليهود من المنطقة، أصبحت مكباً للنفايات الطبية الصلبة، قمت بمساعدة "سلطة جودة البيئة"، وبالتعاون مع مؤسسات صديقة للبيئة، بتنظيفها، وإنشاء المخيم، وتجهيز بياناته، وبقيت مساحة بالأرض ما يقارب الدونوم ونصف، قمت بتسويرها وتجهيزها للمدرسة، وأنشأت بها 8 خيم للتدريس".

الدراسة على الأرض
 

متابعة الطلاب نفسياً وجسدياً وتعليمياً

وأضافت أحلام لوكالة القدس للأنباء، "جمعنا الفئات الطلابية، وجمعنا المعلمين الأكفاء للمتابعة بتعليم الطلاب، كافة المواد التعليمية، ومن ضمن الطاقم التدريسي، معلمات تخصص رياضة وإرشاد نفسي، وأخصائية نطق للمتابعة مع الطلاب نفسياً وجسدياً وتعليمياً، وخصصنا لهم يوم الخميس كيوم ترفيهي خاص للتجمع واللعب والتخفيف عنهم، كما وتعاونا مع "مركز العقل والجسم"، ليتابعوا معنا الطلاب وأهاليهم، والطاقم التدريسي أيضاً وتهيئتهم نفسياً وجسدياً لاستقبال الدراسة، ولتحمل مصاعب وعقبات الحرب والحياة".

وفي نهاية حديثها، ناشدت أحلام كل من يستطيع المساعدة، "بدعم الفئات الهشة والمهمشة من أبناء شعبنا المكلوم، والفئات الطلابية والاهتمام بهم، والمساعدة بتطوير هذه المنشأة الدراسية، كي نستطيع تقديم المزيد من الجهود لمساعدة الطلاب والأطفال، وإنقاذهم من التشرد والضياع، بل إنقاذ ما تبقى من طفولتهم التائهة بين الركام، بالإضافة إلى مساعدة النازحين في تأمين خيام بديلة للخيام الممزقة والتالفة، وشوادر لأصحاب الخيام التي أكلها غبار الزمن من شمس ومطر، وتوفير أدوات مطبخ للنازحين الذين خرجوا من أماكنهم دون أن يأخذوا معهم شيئاً، وفرشات وحرامات وغيره..".

معلمة في صف احلام
خيمة صف احلام
حلام

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/216568

اقرأ أيضا