بقلم: رامي أبو زبيدة*

في خطوة غير مسبوقة وخارجة عن المألوف، أكد عدد من المسؤولين الإسرائـيـليين من مختلف التوجهات السياسية والأمنية – منهم ليـبـرمان وقادة في المؤسـسة الأمنية – قيام إسرائـيل بنقل أسلـحة لعناصر فلسطينية في قطاع غـ.ـزة، أبرزهم ميليـ.ـشيا يقودها المدعو "يـاسـ.ـر أبو شـ.ـباب"، بهدف محاربة المقـاومة وخاصة حـمـاس، وإحداث شرخ داخلي في القطاع. هذا التحرك، الذي يتم بموافقة مباشرة من رئيس الوزراء بــنـيـامـين نتـنـيـاهـو، دون علم الكابـنيـت أو المؤسـسة العسـكرية الرسمية، يحمل في طياته دلالات عميقة وخطيرة على المستويات العسكرية والأمنية والاستخبارية.

💢 أولًا: الهدف العسكري – الأمني "الإسـرائـيلي"

1. إعادة إنتاج نموذج "جيش (أنطوان) لـحد" أو "الروابط القروية" عبر تشكيل قوة فلسطينية محلية مسـلحة تعمل كـ "ذراع ميداني" يخدم احتـلال غـزة.

2. تفتيت الجبهة الداخلية للمقاومة عبر تسليح عصابات محلية مثل ميليـشيا أبو شـباب لإشعال اقتتال داخلي واستنزاف القــوى.

3. استخدام هذه الجماعات داخل مناطق احتلال رفـح وخان يـونس لحماية قوافل الإغاثة، مراقبة السكان، تنفيذ أعمال استخـبارية، والتصدي للمقاومة.

💢 ثانيًا: دلالات استخـبارية حساسة

1. استغلال الانهيار الاجتماعي والتجنيد بالمال والزعامة المحلية كما في حالة "أبو شـباب".

2. تنفيذ العملية خارج المؤسسات الرسمية يعكس وجود جناح سري في مكتب نتنياهو يتخذ قرارات استراتيجية خطيرة دون رقابة.

3. محاولة تشكيل بديل أمني للمقاومة داخل غـزة، خاصة بمناطق سيطرة الجـيـش، لتصوير هذه الميليـشيات كبديل لحـماس في إدارة الأمن.

💢 ثالثًا: المؤشرات الميدانية الخطيرة

1. صور أفراد الميليشيا بزي عـسكري وعتاد جديد (خوذ وسترات بأسلوب الجيـش الإســرائيلي).

2. ارتباط هذه الجماعات بحالات سطو وسرقة لقوافل إغاثية، ما يشير إلى إدارة استخـبارية محكمة للفوضى.

3. مواجهة المقاومة لهذه الظواهر عبر إطلاق حملة أمنية لملاحقة قـطاع الطرق والمرتبطين بالمخابـرات، في مؤشر على وعيها بحجم التهديد.

💢 خلاصة المشهد:

المشروع "الإسـرائيلي" يسعى لإشعال اقتتال داخلي وتفكيك أي بنية مقاومة في غـزة.

يتم تصنيع ميليـشيات عمـيلة محليًا لتمرير أجندة الاحتلال.

الرد يجب أن يكون شاملًا: أمنيًا، اجتماعيًا، إعلاميًا.

*الباحث في الشأن العسكري والأمني