/مقالات/ عرض الخبر

مع اقتراب الذكرى الـ77 للنكبة..

مخطط تهويد الضفة الغربية: النكبة الثانية والمواجهة مستمرة

2025/05/10 الساعة 09:16 ص

وكالة القدس للأنباء - خاص

تحل علينا الذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية بعد أيام قليلة، تلك الفاجعة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948، وما زالت آثارها ماثلة حتى يومنا هذا. فبينما نستذكر تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، داخل فلسطين وخارجها، نشهد اليوم فصلاً جديداً من فصول تصفية القضية الفلسطينية، يتجسد في مخطط ممنهج لتوسيع الاستيطان وتهويد الضفة الغربية، وتهجير الفلسطينيين، الى الأردن، وكأن التاريخ يعيد نفسه في صورة نكبة جديدة تهدد ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة بالاغتصاب.

إن ما يجري اليوم على أرض الواقع، في الضفة الغربية المحتلة، ليس مجرد توسعات استيطانية عشوائية، بل هو مخطط متكامل يقوده المستوطنون، وعلى رأسهم شخصيات مثل، وزير مالية الكيان العنصري الفاشي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن الارهابي ايتمار بن غفير، يستهدف السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية. ونشر البؤر الاستيطانية كالسرطان في طول الضفة وعرضها، مدعومة بتسهيلات من حكومة العدو "الإسرائيلية"، ومؤسساتها الأمنية والقضائية، التي تسعى لتغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي على الأرض. هذه البؤر ليست مجرد تجمعات سكنية، بل هي قواعد متقدمة لفرض السيادة "الإسرائيلية" وقطع أوصال الأراضي الفلسطينية، مما يجعل إقامة ما يسمى بـ"الدولة الفلسطينية" الموهومة، على حدود الـ 67 أمراً مستحيلاً.

فالمخطط الصهيوني يتجاوز مجرد الاستيلاء على الأراضي؛ إنه يستهدف طرد الفلسطينيين من مناطقهم بشتى الوسائل، من خلال ممارسة كل أشكال ووسائل الإرهاب والعدوان، من هدم المنازل، وتقييد الحركة، والاجرام الممنهج الذي يمارسه المستوطنون بحماية قوات الاحتلال... هذه الإجراءات تهدف إلى خلق بيئة طاردة للفلسطينيين، تدفعهم للهجرة القسرية، وهو ذات السيناريو الذي تكرر في نكبة عام 1948، ويتواصل هذه الأيام في قطاع غزة، تحت غطاء الدعم الأميركي المطلق والصمت الغربي والعربي!

في خضم هذه التحديات الجسيمة، تزداد الحاجة إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية. وتجاوز خالة الانقسام وتوحيد الصفوف باعتبار ذلك شرطا أساسيا لمواجهة هذه المخططات التهويدية بفعالية. يجب على كافة الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية أن تتحد تحت مظلة هدف واحد وهو حماية الأرض والحقوق الفلسطينية. إن صوتًا فلسطينيًا موحدًا سيكون أكثر قوة وتأثيرًا وفعالية، على أرض الواقع، وفي المحافل والمؤسسات الدولية.

إن ما يشهده قطاع غزة اليوم يمثل امتداداً لمأساة النكبة الأولى. فغالبية سكان القطاع هم في الأصل لاجئون تم تهجيرهم قسراً من أراضيهم ومدنهم وقراهم عام 1948. واليوم، يواجهون عدواناً وحشياً وحصاراً خانقاً يهدف إلى ترويعهم وتهجيرهم مرة أخرى، في تكرار بشع لسيناريو النكبة. إن مخطط تهويد الضفة الغربية يتقاطع مع ما يجري في غزة في كونه جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

في مواجهة هذا المخطط الخطير، تبرز أهمية المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها. إن صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتمسكه بحقوقه، هو خط الدفاع الأول ضد هذه المخططات التهويدية. وإن الوحدة الوطنية تعزز هذه المقاومة وتجعلها أكثر استدامة وتأثيرًا في سبيل إفشال هذه المخططات الصهيو أميركية، واستعادة الحقوق.

إن إحياء ذكرى النكبة ليس مجرد استحضار للماضي، بل هو حافز للعمل في الحاضر من أجل مستقبل أفضل. إن مخطط تهويد الضفة الغربية وما يجري في غزة يمثل تهديداً وجودياً للقضية الفلسطينية، ويتطلب وحدة الصف الفلسطيني وتكثيف الجهود على كافة الصعد لمواجهته وإفشاله. فالمواجهة مستمرة، والجيل الحالي من الفلسطينيين مصمم على عدم تكرار مأساة النكبة، وعلى استعادة حقوقه كاملة غير منقوصة، ووحدتهم هي السلاح الأمضى في هذه المعركة المصيرية.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/215480

اقرأ أيضا