قائمة الموقع

خاص أهالي غزة يوثقون واقعهم تحت القصف... شهادات برسم التاريخ والضمير الإنساني العاجز

2025-05-09T12:14:00+03:00
وكالة القدس للأنباء - خاص

تتواصل الغارات الجوية الصهيونية على قطاع غزة المحاصر، مستهدفة تجمعات الفلسطينيين، ومراكز إيواء النازحين وخيامهم، مؤدية إلى استشهاد وجرح العشرات منهم،  وكان آخر تلك المجازر أثناء إعداد هذا التقرير، قصف مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع، وغارة استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة النفق بمدينة غزة، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، كما استشهد صحافيين اثنين خلال 24 ساعة، أحدهما كان يعمل على توثيق قصف مجزرة المطعم التايلندي وسوق الوحدة غرب غزة، الذي استشهد فيه ما يقارب 36 شهيداً، وسط سياسة تجويع ممنهجة يتبعها العدو بحق الأهالي، ما أدى إلى إعلان القطاع "منطقة مجاعة".

هذا الواقع الصعب، الممزوج بالدم والدموع وإرادة الصمود، شكل مادة لأهالي غزة والصحافيين، للتعبير عن مشهد تاريخي، سيكون محط دراسات عالمية عن هذا الشعب العريق المتمسك بتراب وطنه، رافضاً لكل الضغوط والإغراءات للتخلي عنه، وشهادة حية ورسالة للضمير العالمي والعربي والإسلامي العاجز.

وقد رصدت وكالة القدس للأنباء ما يخطه الغزيون والغزيات على مواقع التواصل الاحتماعي، واختارت القليل منها، تاركة المجال أمام الغزيين ليعبروا بأدواتهم اليسيطة عما يختلج في صدورهم، وهم في وسط حرب كونية "إسرائيلية" أميركية غربية وعربية قل نظيرها، وعجز مبرم من قبل المؤسسات الدولية التي تكتف ببيانات الإدانة والاستنكار، وعجز عن إدخال رغيف خبز او زجاجة ماء او حبة دواء.
 

"القصف ضعفين".. "رحمتك يا الله"

في هذا السياق، وصف ثائر أبو وردة، إحدى ليالي القصف بقوله: "ليلة من أصعب الليالي على غزة، القصـف الليلة دمـوياً ضعفين، عشرات الشهـداء والجـرحى، شهـداء رحلوا جوعى، كانوا أمس يناشدون العالم للتدخل لإنقاذ الأرواح البريئة!"، مبيناً أنه "في دير البلح عائلة كاملة تم قصـفها ومسحت من السجل المدني، الأب والأم والأولاد جميعاً!.. الجوع ينهش الناس، العطش لشربة ماء نظيفة، الخوف والرعب، هناك رائحة للموت تسافر بين الخيم في هذه الليالي العاتمات الحزينات، تحملها الرياح، ما بين روحٍ أثقلت وجسدٍ أُنهك، وإيمان غريب لا يتزحزح، رحمتك يا الله، سترك يا الله، تثبيتك يا الله".


 

مظاهر سوء التغذية.. أنقذوا غزة!..

من جانبه، قال ذوالفقار إن "سوء التغذية بدأ يظهر على الناس، على شكل موجات من الإسهال وترهل حاد في الجلد وعيون غائرة، وتساقط الشعر والآلام في المعدة، ونوبات تشنج متتالية، وآلام حادة في المفاصل، بالإضافة إلى توتر عصبي شديد دون أسباب، وحالات إرهاق شديد، وتثاقل في الحركة"، موضحاً أنه "نحن على أبواب كارثة إذا استمر الوضع على هذا النحو، والأخطر هو احتمال ظهور أمراض وبائية سريعة الانتشار كالكوليرا.. أنقذوا غزة".


الشهيد صبيح.. الصحفي والأب

استشهاد صحفيين اثنين..

ونعى الصحفي تامر دلول زميله، قائلاً: "يرحل اليوم الزميل العزيز يحيى صبيح، شهيداً جراء قصف "إسرائيلي" على مطعم وسوق في حي الرمال غربي مدينة غزة، لن ننساك يحيى، الرحمة لروحك.. الصبر والسلوان لأهلك، لن نقول وداعاً بل إلى اللقاء". ويذكر أن يحيي صبيح، كان يحتفل بقدوم مولودته البكر قبل ساعات من قصفه.

كما نعى الصحفي أنس الشريف زميله، قائلاً: "ذهب ليوثق آثار قصف الاحتلال لكن تم قصفه، استشهاد الزميل الصحفي نور عبده، بعد قصف ثانٍ استهدف مدرسة الكرامة في حي التفاح شرق مدينة غزة".

شهيد رياضي..

كما نعى ياسر يوسف، الشهيد مريد العيد، قائلاً: "انضم لقافلة شهداء الحركة الرياضية، الكابتن عضو مجلس إدارة نادي خدمات رفح، مريد شيخ العيد (أبو شرف)،  في قصف صهيوني على المطعم التايلندي في غزة.

وكان قد نشر يوسف منشوراً تحت عنوان "شهداء الحركة الرياضية"، قائلاً: "لكي يظل الوطن حاضراً في الذاكرة بأسماء شهداء الحركة الرياضية، وسيرهم العطرة، ومن أجل ألا تغيب ذكراهم وألا ينسوا، ولأنهم أقماراً وليسوا أرقاماً، فإننا نضع بين أيديكم سيرة متواضعة عن الشهيد أبو شرف، هو من مواليد مدينة رفح عام 1977/05/20م، تعود جذور عائلته إلى مدينة بئر السبع المحتلة عام 1948م، حاصل على ماجستير تربية رياضية من جامعة الدول العربية بمصر، لاعب ومدرب بنادي خدمات رفح، وأشرف على تدريب الفريق الأول والثاني لكرة السلة، ولعب أمام نادي الزمالك المصري في معسكر تدريبي لخدمات رفح، وهو عضو مجلس إدارة نادي خدمات رفح على مدار دورتين، عاصر بطولات وإنجازات نادي خدمات رفح على مستوى لعبة كرة القدم والسلة، وتوج بطلاً لفلسطين ممثلاً عن خدمات رفح في الدراجات الهوائية، وحصل على المركز الأول، ارتقى (يوم) الأربعاء في مجزرة مطعم التايلندي".

وعن مجـزرة_التايلندي، قال الصحفي، مازن بريم، إن "العدو لم يترك أسلوبًا من أساليب القتل والتَّدمير إلا وقد ارتكبه في قطاع غزّة.. طفلٌ يبيع القهوةَ المُرَّة ليعيش على ما بقيَ من يومه، أبٌ دخل عالم الأبوة قبل ساعات وعاد يشتمُ رائحة أميرته للمرة الأولى، أبٌ وأم يسيران في الطريق الطويل ممسكان يد طفلهما وحقيبة مدرسته على كتفه الصَّغير، حيوانٌ أصبح وسيلة المواصلات الأساسية التي تحمل المارة المتعبين..كلُّ ما في غزَّة أصبح مستهدفًا وبنكًا لأهداف الجيــش الإسرائيلي".

نحن لسنا أرقاماً..


الطفل الشهيد.. بائع القهوة

وبينت مها عوني أن "اليوم الأكثر دموية منذ عودة الحرب، ارتقى حتى اللحظة أكثر من 100 مواطناً والصور قاسية تحطم الفؤاد، لكل منهم حكاية، كل منهم أب أو أخ أو زوج أو ابن، نحن لسنا أرقاماً في نشرات الأخبار"، مضيفة: "قريباً جداً سوف نعتمد على الماء والملح للبقاء على قيد الحياة، هذا إن وجدنا الملح أصلاً...

نحن لا نستعطفكم ولكن نسقط الحجة عنكم أمام الله، حسبنا الله ونعم الوكيل"، وعن مجزرة المطعم قالت: إن "طفل بائع قهوة، كان يبيعها ليحصل على لقمة عيش لأسرته، امتزجت دماؤه مع قهوته ودماء الناس، ولم ترحمه طائرات الاحتلال، هذا الطفل، الذي كان يواجه الحياة بكل صبر، أصبح ضحية لآلة الحرب"، مؤكدة أن "الأمة في صمت، والدماء الطاهرة تُسفك في شوارع غزة، فهل سنظل مكتوفي الأيدي؟ أم نصرخ جميعًا: "كفى!"؟

بيتزا بطعم الدماء..

وقال مالك، "يخبرني صديقي "عامل في مطعم التايلندي" أن هذه البيتزا كانت طلباً من فتاة وصديقتها، يقول أنه سمع حوارهما حين طلبتاها: "ولك غالية غالية شو يعني! خلينا نحقق حلمنا وناكل بيتزا قبل ما نموت، محدش عارف"، يقول أنه تأكد أن إحداهن ارتقت أما الأخرى لا يعرف عن مصيرها شيء، البيتزا ناقصة قطعة واحدة أتمنى من الله أن تكون قد حققت الفتاة حلمها وأكلتها قبل المجزرة التي أدت إلى استشهاد 37 شخصًا اليوم".

فهل من يرى؟.. ومن يسمع؟.. ومن يقرأ؟..

وهل من بقية إحساس لدى العالم الصامت عن حرب الإبادة المفتوحة منذ أكثر من 580 يوما؟..

اخبار ذات صلة