/مقالات/ عرض الخبر

صحيفة دنماركية: خطاب عباس عدوانيّ متعال بشتائمه ضدّ حماس ويحمل مخاطر

2025/04/24 الساعة 01:03 م

وكالة القدس للأنباء - متابعة

تناولت صحيفة "بوليتيكن" الدنماركية، اليوم الخميس، الشأن الفلسطيني من زاوية تصريحات رئيس سلطة رام الله محمود عباس التي هاجم فيها حركة حماس، أمام جلسة المجلس المركزي الفلسطيني أمس الأربعاء، بعد أن وصف الرئيس الفلسطيني حماس بـ"أولاد الكلب".

وتحت عنوان "القائد الفلسطيني عدواني ومتعالٍ في شتائمه (خطابه) ضد حماس"، ذهبت الصحيفة إلى اعتبار ما جرى "يُظهر عباس عدوانياً متعالياً تقريباً". وأشارت الصحيفة إلى ما سمّته "شتيمة سيئة جداً باللغة العربية ويمكن بصعوبة ترجمتها إلى الدنماركية، لكنها تعبّر عن أن المذموم يُشبّه بشيء قذر".

وأمس الأربعاء، شدد عباس خلال افتتاح اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني على ضرورة تسليم حركة حماس سلاحها للسلطة الفلسطينية، متسائلاً: "ما حاجتكم به؟"، وقال مخاطباً الحركة: "يا أولاد الكلب سلّموا الرهائن وسدّوا ذرائع الاحتلال"، مؤكداً أن "الحركة ملزمة أمامنا وأمام شعبنا بأن تنهي استيلاءها على الحكم والسلطة في قطاع غزة".

وذكرت "بوليتيكن" أن "رئيس السلطة الفلسطينية عباس كان يحمل ورقة خطابه بينما يوجه صفعة تلو الأخرى لحماس. فهو يريدها أن تلقي السلاح وتحول نفسها إلى حزب سياسي، وتسليمه المسؤولية عن غزة"، هذا بالإضافة إلى تحميله حركة حماس مسؤولية الحرب العدوانية على القطاع.

وتحت عنوان فرعي حمل ترجمة للشتيمة وطلبه إطلاق المحتجزين "الإسرائيليين" في غزة، قالت الأستاذة والباحثة في شؤون الشرق الأوسط بجامعة روسكيلد الدنماركية، سونا هاوبول، إن "تلك الشتيمة قد تُترجم بصورة سيئة (إلى لغتها الدنماركية)، لكنها في الواقع واحدة من أسوأ الإهانات التي ينطق بها عباس". وأشارت هاوبول إلى أن "ظهور محمود عباس بلهجته المباشرة واللافتة للنظر ربما يهدف إلى محاولة إظهار حكومة الحكم الذاتي (السلطة الفلسطينية) في صورة الطرف القادر على التعاون مع الغرب".

وبعد إشارتها إلى معاني الكلمات المستخدمة في خطاب أمس الأربعاء أمام "المركزي الفلسطيني"، نبّهت الباحثة هاوبول للصحيفة أن التصريحات تشكل معضلة، "فعملية انتقاد حركة حماس بهذه الصورة تحمل مخاطر توافقها تماماً مع الحكومة "الإسرائيلية"، وبذلك يخاطر (عباس) بالظهور بمظهر الشخص الذي دعم الهجوم على السكان المدنيين في قطاع غزة".

ونقلت الصحيفة عن هاوبول اعتقادها بأن تصاعد لهجة الخطاب "ربما يكون راجعاً إلى حقيقة أن نهاية الحرب تلوح في الأفق تدريجياً". وتؤكد في السياق أن التشدد الخطابي بوجه حماس "مسألة تتعلق بالوضع على المدى الطويل، حيث يحاول رئيس السلطة الفلسطينية وضع سلطته في موضع القوة القادرة على التدخل وحكم قطاع غزة بعد الحرب".

كذلك، تتناول "بوليتيكن" واقع السلطة الفلسطينية ومحاولتها "أن تصبح الأقوى على الساحة الفلسطينية، وتحديداً بالاستفادة من صراع حركتي فتح وحماس بعد سيطرة الأخيرة منذ عام 2007 على قطاع غزة". وتشير في الاتجاه نفسه إلى أن الانقسام بين الحركتين بات أيضاً مسحوباً على تمثيل الفلسطينيين عموماً، "فمحمود عباس من ناحيته يحلم بأن تتمكن السلطة الفلسطينية من السيطرة على قطاع غزة والضفة الغربية، حتى يتمكن من التفاوض على إقامة دولة فلسطينية وتأمين إرثه".

وعن هذه المسألة، ترى الباحثة هاوبول أن "السلطة الفلسطينية تواجه معضلة وانتقادات جدية في الساحة الفلسطينية، وانعقد مؤخراً مؤتمر وطني فلسطيني في قطر شارك فيه مجموعات وأفراد مختلفون، انتقدوا بصورة صريحة أوجه قصور سلطة الحكم الذاتي ومسألة منظمة التحرير الفلسطينية".

ومضت هاوبول تقول للصحيفة حول واقع السلطة الفلسطينية، إن "الافتقار إلى الديمقراطية يشكل مشكلة ضخمة للسلطة، إذ من بين أمور أخرى لم تُجرَ انتخابات في مختلف مناطق الحكم الذاتي منذ سنوات طويلة"، مستعيدة بإسهاب انتخابات 2006 وانقسام عام 2007.

وختمت صحيفة "بوليتيكن" بالقول: "يشعر العديد من الفلسطينيين بضرورة التمسك بالوحدة الوطنية عندما يتعرضون للهجوم". وأشارت إلى أن "حقيقة أن لدينا زعماء فلسطينيين يطلق بعضهم على بعض ألقاباً وشتائم، ربما يُنظر إليها من قبل الكثيرين على أنها محاولة لتسجيل نقاط رخيصة لدى الغرب وإسرائيل".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/215010

اقرأ أيضا