هبة دهيني*
إن أردتَ أن تبصر معنى الشهامة والبطولة والعنفوان والتضحية، فاتّجه نحو اليمن، حيثُ تجمع قوى الهيمنة الاستكباريّة في العالم كلّ عنجهيّتها، وتقصف بصواريخها صنعاء، فتبقى الأخيرة متمسّكةً بخيار النّضال والإسناد للشعب الفلسطيني الصامد.
صنعاءُ هذه، استطاعت -مُذ بدأت حرب الإبادة على القطاع- أن تلقي الحُجّة على العالم كلّه، وأن تقول بصوتٍ عالٍ: رغم الحصار والدّمار، ورغم كلّ الاستهدافات والاعتداءات التي يفتعلها العدوّ الصهيوني بأدواته الإمبرياليّة والاستكباريّة، وأمام كلّ التهديدات الواهية التي يُطلقها "نتنياهو" مع شريكه في الإجرام "ترمب"، فإنّا هنا في يمن العروبة، لا خيار لنا سوى المقاومة.
يُلقي العدوّ تهديداته نحو اليمن، ومن ثمّ يركض مستوطنوه هربًا من صواريخ "أنصار الله"، ويعلن المتحدّث باسم الحركة، يحيى سريع، استهداف القوات المسلحة اليمنية لأهدافٍ عسكريّةٍ في الكيان الغاصب، كان آخرها حتّى اللحظة، إعلانه استهداف مطار "بن غوريون" في منطقة يافا المحتلّة، والذي بدوره أصاب هدفه بنجاح بفضل الله، وأكّدت صنعاء بذلكَ فشلَ العدوان الأميركي والبريطاني في منعها من إسناد الشعب الفلسطينيّ.
من هناـ فإنّ القوى الأميركية والبريطانية والصهيونية في المنطقة، كانت قد استهدفت العاصمة اليمنية مخلّفةً الجرحى والشهداء، وفي الوقت الذي ظنّ فيه العدوّ أنّ ذلك سيردع اليمنيين، أعلنت "حركة أنصار الله" أنها ستواصل عملياتها ضد العدو "الإسرائيليّ" حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، معتبرةً ذلك واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا وإنسانيًّا، لا يمكن التراجع عنه أبدًا.
سيبقى اليمن على عهده، وستبقى ضرباته على الكيان حُجّةً على كلّ الحكومات العربية الخانعة، المطبّعة الذّليلة، التي رأت دماء أطفال غزّة فوضعت يدها في يد القاتل بدلًا من إسناد الضحيّة.
أمام كلّ هؤلاء، وقف اليمن، متحدّيًا كلّ التهديدات الخارجيّة، والحصار المطبق عليه من كلّ جانب، لأنّه يعلم جيّدًا، بشعبه المليونيّ ووقفاته المساندة، بصواريخه البالستيّة وضرباته الباسلة، أنّ القضية الفلسطينية بوصلةُ كلّ مستضعفٍ في هذا العالم، وأنّ الشعب اليمنيّ المقاومَ لن يتخلّى عن هذه القضية ولو كلّفه ذلك الحصارَ والعدوان!
وكالة القدس للأنباء*