/مقالات/ عرض الخبر

وعد من لا يملك لمن لا يستحق... تصريح ترامب عن "ريفييرا" غزة يثير موجة سخرية واستهجان!

2025/02/08 الساعة 11:50 ص

آلاء الغزي

 نسخة جديد من وعد بلفور المشؤوم "الذي وعد فيه من لا يملك الحق لمن لا يستحق"، أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا خلالها لترحيل الغزيين الى مصر والأردن، وبلدان أخرى، ووضع اليد على القطاع وتحويلة الى ريفييرا "الشرق الأوسط"، يستثمره متمولون متعددي الجنسيات.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الأمريكي عن رغبته بالاستثمار العقاري في غزة حيث سبق أن أشار إلى إمكانيات المنطقة الاقتصادية باعتبارها ساحلاً ذا قيمة كبيرة، محاولا تنفيذ مخططه المزعوم، بتهجير الفلسطينيين من القطاع وتحويله إلى "ريفييرا" غزة، دون اي اعتبار لمواقف الغزيين الذين اسقطوا كل أوهام قادة العدو "الاسرائيلي"، بترحيلهم الى سيناء، بصمودهم ومواجهتهم الاسطورية على مدى 15 شهرا، لحرب الإبادة المجرمة، التي استخدم فيها العدو الصهيوني أحدث أنواع الأسلحة الأميركية والأوروبية التي قدمها التحالف الأميركي الغربي لمجرمي الكيان..

وقد أثارت تصريحات ترامب، بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه وفرض وصاية أميركية طويلة الأمد عليه، بهدف تحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، ردود فعل فلسطينية غاضبة، وساخرة.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رأت "أن التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يستقبل الهارب من المحكمة الدولية، بنيامين نتنياهو، وتأكيده على مخطط تهجير أهلنا في قطاع غزة عن أرضهم، ليست سوى نسخة جديدة من وعد بلفور المشؤوم؛ الذي وعد فيه من لا يملك لمن لا يستحق".

وأكدت الحركة "أن مواقف ترامب ومخططاته، لتوسيع مساحة الاحتلال الصهيوني على حساب شعوب أمتنا، وتهجير أهالي غزة، وإنهاء وكالة الأونروا، ودعم الحصار والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الضفة وغزة، هي تصعيد خطير يهدد الأمن القومي العربي والإقليمي، خاصة في مصر والأردن، اللتين تريد الإدارة الأمريكية أن تضعهما في مواجهة الشعب الفلسطيني وحقوقه". 

فيما اعتبرت حركة «حماس» أنّ كلام ترامب «يعكس غباءه السياسي وانحيازه إلى الاحتلال الإسرائيلي".

وأكّد الناطق باسم الحركة حازم قاسم، أنّ «تصريحات ترامب ليست إلا أوهاماً لا يمكن أن تجد طريقها إلى التنفيذ. والشعب الفلسطيني ليس ورقة مساومة بيد الإدارات الأميركية»، مضيفاً أنّ «من يظن أن بإمكانه فرض حلول تخدم الاحتلال فهو واهم». وتابع أن «على ترامب أن يدرك أن غزة ليست للبيع، وأن شعبنا المقاوم لن يسمح لأي قوة على وجه الأرض بأن تنتزع منه حقه في أرضه. ليحاول أولاً مواجهة إرادة الفلسطينيين قبل أن يتحدّث عن خططه الغبية التي لن يكون لها مكان سوى في سلة المهملات".

وعلى طريقة الغزاويين، قوبلت تصريحات ترامب  بتحد وصمود وسخرية واستهجان من سكان القطاع العائدين إلى منازلهم في شمال القطاع، بعد وقف الحرب التي شارك في ىمواجهتها الصغير قبل الكبير والنساء، وكل أهل القطاع، الذين أكّدوا أن "إسرائيل"، على رغم عدوانها الوحشي، لم تستطع اقتلاعهم من أرضهم، ولن تستطيع أي قوة فعل ذلك..

وعلى أطلال منزله في حي الشجاعية، وقف محمد حلس يتأمل الخراب من حوله، بثبات وقوة، بعدما كان قد نزح مع أسرته خلال الحرب إلى وسط القطاع، وعاد بمجرد أن وضعت المعركة أوزارها، عازماً على ترميم منزله بأي وسيلة. «إسرائيل قتلت، دمّرت، وأحرقت، لكنها فشلت في تهجيرنا. هل يعتقد ترامب بأن تصريحاته السخيفة ستجعلنا نفكر في الرحيل؟ لو أرادوا مسح غزة عن وجه الأرض فسنعيد بناءها على الرمال، ولن نتركها»، يقول محمد بابتسامة ساخرة. ويشبّه ترامب بـ«الكائن الفضائي الذي حلّ على الأرض من دون أن يعرف ما الذي يجري عليها»، متسائلاً: «هل يعتقد بأننا سنمضي حياتنا كبدو رحّل؟".

 من جهته قال غزاوي حر باستهزاء: "قال بقل لك ترامب بده يهجر اهل غزة. ولك اهل غزة قاعدين بحروا بير مية. ورجعوا يبنوها من اول وجديد. والله قصتكم قصة مع الغزازوي طوالي طوالي طوالي "  .

وفي مخيم النصيرات، كانت أم سامي عيد، السبعينية التي فقدت ولدها في الغارات "الإسرائيلية" على المخيم، تتجوّل بين الركام الذي كان يوماً سوقاً يعج بالحياة. وفي حديث، تقول أم سامي التي ترفض مغادرة غزة وتعتبر بقاءها فيها «انتصاراً بحد ذاته»: «إسرائيل قتلت ابني، دمّرت منزلنا، وجعلتنا نعيش أسوأ أيام حياتنا، لكنها لم تستطع دفعنا إلى الخروج. كيف يمكن أن يتخيل ترامب أن بضع كلمات فارغة ستغير مصيرنا؟ حتى القبور هنا تحارب الاحتلال، فكيف بالأحياء؟».

وعلى شاطئ غزة، لم يكن لدى كريم أبو حسنين الذي اختار إعادة بناء منزله على الشاطئ، بطوب إسمنتي صنعه بنفسه، الوقت للحديث عن ترامب، إلا أنّه أطلق ضحكة طويلة ساخرة بعدما سمع بتصريحات الأخير، قائلاً: «بعد كل ما مررنا به، لم يعد بإمكان أحد أن يخرجنا من هنا. "إسرائيل" استخدمت كل الأسلحة لطردنا وفشلت، فهل سيأتي ترامب ليقنعنا بمغادرة بلادنا؟ ليبحث عن شعب آخر يبيعه أوطاناً. أما نحن، فسنبني غزة ولو بالحجارة والطين».

وواجهت الطفلة ماريا حنون ترامب بأقوى الكلمات فكلماتها أقوى من حكام العرب واختتمت بنصيحة من ذهب: "نصيحة لرئيس العالم اتحكم بكل العالم الا بغزة لانه غزة هي العالم " .

وقد اشترط احد اشبال غزة على ترامب: "بدو يهجرنا براحته بس بشرط يودينا على بلادنا بئر السبع" .

كأن ترامب يعتقد أن الفلسطينيين ييقدموا له الأرض على طبق من ذهب، وأن يستسلموا له، فخطته تشبه أوهام نتنياهو التي أسقطها الفلسطينيون بصمودهم ومقاومتهم وارادتهم القوية...  ان ترامب  لم يدرك بعد أن الشعب الذي واجه العالم بأكمله لن تستطيع قوة أن تهزمه ولن يركع الا لربه، وسيشهد التاريخ يوما أن الفلسطينيين حطموا احلام ترامب ومن قبله أوهام نتنياهو.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/212785