وكالة القدس للأنباء - متابعة
قد يهتف اليمين لـ “الملك بيبي”، ويدخل اليسار في عملية فرط تنفس لأنه “العبقري” الذي فعل ذلك مرة أخرى. ولكنه ليس ملكاً أو عبقرياً، بل رئيس حكومة وصاية، الذي يخفق في السيطرة على المنطقة الجغرافية التي أوكلت له، ولم يترك أي خيار لزعيم الإمبراطورية سوى أن يمسك بعنان تلك المنطقة الجغرافية بكلتا يديه.
صمت نتنياهو عندما أعلن ترامب أمام كل العالم وأمام زوجته (حرفياً) بأن “الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة”، كان صمتاً خجولاً، كطفل قرر والداه إعادة وضع الحفاضات ليلاً لأنه ظهر أنه لم يشف من التبول كلياً.
حتى قبل التطرق إلى فضيحة الترانسفير، التي أوكلوها إلينا، يجب القول إنه ليس هناك فضيحة أكبر مما فعله ترامب بنتنياهو: أيها الولد الصغير، اترك لوالدك ترتيب هذه الفوضى التي أحدثتها في غيابي.
يمكننا انتقاد الفلسطينيين لأنه لم يولد لهم بعد بن غوريون خاص بهم. ولكن محظور ألا يمنع وجود عيب في الآخر رؤية عيبنا. لقد توفي بن غوريون، والقيادة الحالية عرض لانحدار الأجيال. وليس صدفة أن يعتقد “معسكر الإيمان” بأن ترامب هو المسيح. نتنياهو فقد السيطرة على النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
كل خدعه بشأن إدارة النزاع، وكل اقتصاد المخاطر مع حماس ولعب الشطرنج مع السنوار، شاهدنا كيف نجح في ذلك – على الفور بعد سنة ونصف – ولا يملك طرف خيط عن كيفية الخروج من هذا الأمر. رجل دولة كبير ولكن قطاً صغيراً في الشارع تغلب عليه.
بعد بيرل هاربر، كان للولايات المتحدة يوم لبدء المعركة (دي ديي) للتفاخر به. ونحن ماذا كان لدينا؟ دي9. كتب يانون ميغيل في شبكة “اكس”: “في نهاية المطاف، الـ دي9 هي التي شكلت وجه الحرب، وهي التي جعلت الغزيين يذهبون إلى الجنوب”. حتى الآن، ما زال يتفاخر بذلك، الأمر الذي يثبت بأنه يمكن إخراج شعب إسرائيل من مصر، ولكن لا يمكن إخراج مصر من شعب إسرائيل. كنا عبيداً. والآن أحرار.
ما هو الأكثر إهانة؟ في الأصل، كان الأمريكيون سيأخذون القطاع مع جيشهم، ويديرون الترانسفير الكبير بأنفسهم. أضحكتم السيد “أمريكا أولاً”. هل تريدون أن تتسخ الجزمة العسكرية بوحل غزة؟ ماذا يوجد هنا، فيتنام؟ كوريا؟ قبل أي شيء، على الجيش "الإسرائيلي" تطهيرها من العرب من أجله، بدماء وأرواح أبنائه وبناته.
ترامب يريد نفس الصفقة التي لدى المستوطنين اليهود: أكبر قدر من الأرض مع أقل عدد من العرب. ربما فتحت مريام أدلسون شهيته لـ ”يهودا والسامرة” وغزة، غزة أولاً. هو سيحصل على الأرض بالمجان، وسيبني عليها بثمن بخس (ملاحظة: يجب التوضيح لبيبي أن يبقي لنا ما يكفي من العرب في غزة لبناء الريفييرا). والجيش "الإسرائيلي" سيحمي العملية على حساب دافع الضرائب "الإسرائيلي". لأنه ما قيمة “الشيطان الأصغر” إذا لم نسيطر عليه؟
هذه هي الصفقة التي يقترحها ترامب – صفقة القرن! في إطارها سيقوم الزنجي بالتطهير العرقي، وبعد ذلك يذهب. ستبقى الولايات المتحدة مع ميناء استراتيجي في الشرق الأوسط، وسيكون الجيش "الإسرائيلي" هو المسؤول عن التنسيق الأمني. لمن لا يفهم، ترامب نشر أمس توضيحاً في “تروث سوشيال” قال فيه: “إسرائيل ستسلم قطاع غزة للولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب”، الولايات المتحدة ستبدأ “رويداً رويداً وبحذر” في بناء ما سيصبح أحد المشاريع الفريدة في نوعها، “لن نكون بحاجة إلى جنود أمريكيين هناك”، أكد ترامب.
حتى لو تعلق الأمر بحلم أمريكي، فمن الأفضل فهم الدور المهين الذي يخصصونه لإسرائيل.
------------------
الكاتب: كارولينا ليندسمان
المصدر: هآرتس
التاريخ: 7/2/2025