عمَّت أجواء الفرح والسعادة المخيمات الفلسطينية في لبنان، بعد سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وردد الأهالي الهتافات والأهازيج بالنصر الأسطوري التاريخي الذي تحقق، بعد تقديم عشرات آلاف الشهداء والجرحى، إضافة إلى الخسائر المادية على الصعد كافة، على مدار 471 يوماً.
واحتفاءً بهذا الانتصار خرجت مسيرات شعبية في المخيمات، وعلت الزغاريد، واكتظت الشوارع بالأهالي، وتم توزيع الحلوى ونثر الأرز، وهللت المساجد بالتكبيرات، وكأنه يوم العيد.
انتصار الحق على الباطل
وعبّر اللاجئون الفلسطينيون عن فخرهم واعتزازهم بصمود أهلهم في غزة، وقال أبو مصطفى، من مخيم عين الحلوة: "فرحتنا كبيرة بالانتصار، بانتصار الحق على الباطل، رغم أن هذا الأمر كلفنا الكثير، الثمن كان غالياً جداً، فرغم فرحتنا لن ننسى أبداً الشهداء الذين قدموا دماءهم نصرة لفلسطين وغزة"، موضحاً أنه "منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار لم يهدأ المخيم، فمن حق الناس أن تفرح بعد كل المعاناة وكل الألم الذي عشناه بسبب المشاهد المؤلمة التي ما زالت راسخة في الأذهان، ولم تغب عن بالنا للحظة، فإن ما حصل في غزة لم يحصل في أي مكان بالعالم، لذلك نحن نستحق النصر وسنبقى منتصرين ما دام الله معنا".
تحية للشعب اللبناني ومقاومته
بدوره، قال أبو حسن، من مخيم الرشيدية، "نحن نفتخر بأننا فلسطينيون، لأن الشعب الفلسطيني معروف بصموده، ومقاومته، ولا يوجد أي أحد ممكن أن يصمد كما صمد أهلنا في غزة، بعد كل المجازر التي عايشوها، وبعد كل الضربات التي تلقوها، فما حصل لا يستوعبه العقل البشري، لكن الله مدهم بالقوة، ليتحملوا ويصمدوا وهذا وعد الله"، مضيفاً: "بهذا الانتصار نوجه تحية إلى الشعب اللبناني الشقيق، الذي وقف معنا، ولم يترك غزة وحيدة كما فعل "العرب"، إلى مقاومته الباسلة، الذين دفعوا ثمناً كبيراً، لأنهم شرفاء وأوفياء.. ويا ليت الشهيد السيد حسن نصرالله كان معنا اليوم ليشاركنا هذا الانتصار، الذي قدم دمه نصرة لغزة، فهذا الموقف المشرف سيسجله التاريخ وسيشهد عليه العالم بأسره".
لن ننسى الشهداء والتضحيات الجسيمة
من جانبها، قالت سمية حسن، من مخيم شاتيلا، "الحمدلله الذي أنعم علينا بالانتصار، فرحتنا اليوم كبيرة، لأن أهلنا في غزة مسرورين وفرحين وهذا من فضل الله، وفضل المقاومة الباسلة التي صمدت حتى آخر لحظة"، مشيرة إلى أنه "فور الإعلان عن وقف إطلاق النار بدأ الأهالي بتوزيع الحلوى، وبدأنا نحن بنثر الأرز فرحاً بالانتصار وبفرج الله، ورغم فرحتنا لن ننسى تضحيات الشهداء، ولن ننسى ما قدمه لبنان كي نصل إلى الانتصار، فاليوم عيد.. عيد الله أكبر.. اليوم عيد غزة".