/مقالات/ عرض الخبر

غزة تعمق أزمة الكيان وتفشل مخططاته

2025/01/14 الساعة 01:43 م

سمية قاسم*

 برز قطاع غزة كمنطقة فلسطينية عربية عصية على الانكسار أمام غطرسة الاحتلال "الإسرائيلي" على مدار العقود السابقة، وشكل عقدة أساسية على طاولة رؤساء حكومات العدو "الإسرائيلي"، الذين حاولوا التهرب من واقع غزة ووجودها، وكان تصريح رئيس حكومة الاحتلال الأسبق اسحاق رابين الذي قال فيه “أتمنى أن استيقظ يومًا وأرى غزة وقد ابتلعها البحر" حقيقة واضحة تعبِّر عن عجز الاحتلال في التعامل مع غزة وأهلها ومقاوميها الذين باتوا شوكة في حلق المشروع "الإسرائيلي" الاستيطاني، وهو ما دفع رئيس حكومة العدو الأسبق أرئيل شارون للفرار من غزة، ساحبا جيشه ومستوطنيه، خارج القطاع في العام 2005.

وشكل "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023 ضربة استراتيجية لهيبة الكيان الغاصب، لأجهزته العسكرية والأمنية، ولحكومته الفاشية. محطما الصورة النمطية التي فرضها الاحتلال وعممها في وسائل إعلامه، باعتباره القوة "الأعظم" في المنطقة..

فكان الطوفان هادرًا على أمنه واستراتيجياته الدفاعية والاستخباراتية والأمنية، وأظهر الطوفان هشاشة منظوماته الأمنية وضعف جيشه أمام قوى المقاومة، التي نجحت في منع العدو من تحقيق أهداف حربه الكونية التي تواصلت منذ عام ومائة يوم.

وبات قطاع غزة عنصرا مفجرا للمنطقة بأسرها.. فمنذ معركة طوفان الأقصى وتصاعد جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" بحق المدنيين اشتعلت المنطقة العربية ضد الاحتلال ومصالحه، وأشعلت غزة الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان ضمن حرب الاسناد التي أطلقها حزب الله دعمًا لغزة، وباتت صواريخ المقاومة اللبنانية تدك المستوطنات الإسرائيلية في الشمال وعمق الكيان ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المستوطنين من مستوطناتهم شمال فلسطين المحتلة، وكذلك اشتعلت جبهة الضفة الغربية، وشكل اليمن أبرز التحديات للاحتلال "الإسرائيلي" ورعاته الأميركيين والغربيين، في معركته المتواصلة دعما لغزة وكذلك المقاومة العراقية والجمهورية الإسلامية في إيران التي أمطرت سماء فلسطين المحتلة بمئات الصواريخ.

ومعها تحرك أحرار العالم دعما لغزة في حرب الإبادة وعمَّ شعار: "فلسطين حرة من النهر الى البحر" أرجاء المعمورة.

وأظهرت المقاومة الفلسطينية في غزة قدرة فائقة على التصدي لجيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وتدفيعه أثمانًا باهظة أربكت حساباته وأفشلت خططه العسكرية.

اعترافات قادة الاحتلال

يعترف رئيس الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" السابق تامير هايمان بأن "صورة تل أبيب بوصفها دولة قوية عسكريا آخذة في التلاشي"، وأن هزيمة الفصائل المسلحة في غزة مهمة صعبة وربما مستحيلة، لأن فكر مواجهة جنودنا فكر متجذر في عقولهم".

وأدى صمود المقاومة وتماسكها وخططها وتكتيكاتها العسكرية إلى دفع العدو "الإسرائيلي" للوقوع في مستنقع غزة كما يقول المحللون "الإسرائيليون" لم يستطع الخروج منها ولا تحقيق أهدافه، فالمقاومة الفلسطينية عملت على إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف جيش الاحتلال، من خلال استخدام الأسلحة المناسبة وتكتيك الكمائن العسكرية في كل منطقة.

وتكشف بعض الصحف الأميركية عن خيبة أمل كبيرة لدى قادة الاحتلال "الإسرائيلي" من نتائج الحرب على غزة القادرة على مواصلة الصمود والمواجهة لسنوات وتصنيع القذائف والعبوات رغم الحرب.

وتكشف الصحف الإسرائيلية أن جيش الاحتلال أخفق في تدمير المقاومة وتحقيق أهداف الحرب وأن المقاومة بقيت على حالها بل أصبحت أكثر قوة وثباتا، واظهرت تماسك وتطور قدراتها العسكرية. ويرى محللون أن الاحتلال "الإسرائيلي" حقق نجاحات ميدانية تكتيكية في عدوانه على غزة من خلال اتباع سياسة الأرض المحروقة، لكنه عجز عن تحقيق أهداف حاسمة، بل وجد نفسه غارقا في ما أطلق عليه المفكّر والباحث "الإسرائيلي" ميخا غودمان "الفخ الإستراتيجي الخطير".

فالاحتلال "الإسرائيلي" لم يستطع تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة، فلم يتمكن من إستعادة أسراه، وبم يستطع القضاء على المقاومة، رغم أطنان المتفجرات الأميركية والغربية التي سقطت فوق القطاع المقاوم.

وها هي أنباء اتفاق التبادل ووقف الحرب، تملأ وسائل الاعلام العبرية التي تتوقع انجاز الاتفاق خلال الساعات المقبلة، بكثير من الخيبة، ليؤكد قطاع غزة بمقاومته وشعبه ودعم أحرار العالم، أنه منع العدو من تحقيق اي من أهداف حربه الكونية المعلنة، فلم يستطع استعادة أسراه، ولا اقتلاع المقاومة من القطاع!..

*وكالة القدس لأنباء

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/212078

اقرأ أيضا