سمية قاسم - وكالة القدس للأنباء
في ظل العدوان "الإسرائيلي" المستمر على لبنان ومع بدء فصل الشتاء، تتفاقم معاناة النازحين بشكل كبير، حيث يتسلل البرد القارس إلى أجسادهم لإفتقار العديد منهم في مراكز الإيواء لوسائل التدفئة ومستلزماتها لمواجهة برد الشتاء.
تتعالى صرخات النازحين في المخيمات الفلسطينية شمال لبنان في ظل واقعٍ مرير، تواجه فيه العائلات النازحة مرارة النزوح والوضع الاجتماعي الصعب وتوقف أرباب العمل عن عملهم، إضافة إلى ذلك يعاني النازحون من نقص في الملابس الشتوية والسجاد والحرامات التي تقيهم من البرد القارس، ويصعب على الأهالي حماية أطفالهم من البرد الذي يخرق أجسادهم مما يزداد الخوف على أطفالهم من المرض.
تقول أم محمد النازحة من جنوب لبنان إلى مخيمات الشمال: "خرجنا من منازلنا ولم نُخرج معنا الثياب الشتوية لأطفالنا.. وجاء الشتاء ونحن نعاني من النزوح، أخاف على أطفالي من المرض. فالبرد يخرق أجسادهم ولا يوجد لدينا وسائل التدفئة اللازمة لنحميهم من هذا البرد مما يجعلهم عرضة للمرض، اتمنى ان تنتهي الحرب ونعود إلى بيوتنا ونعيد الدفء والسرور لأطفالنا".
وتتابع أم محمد: "أطفالي يعانون من السعال الدائم بسبب البرد، وهناك صعوبة في الحياة داخل مراكز النزوح التي تفتقر إلى المعدات اللازمة للتعامل مع البرد... عندما يأتي الليل اجمع أطفالي بجانب بعضهم البعض تحت حرامٍ واحد لكي أخفف عنهم من برودة الطقس، فنحن اكثر عرضة للأمراض لكثرة الإكتظاظ".
توقف العديد من النازحين عن العمل بسبب الحرب وازدادت أزمتهم المادية التي تزيد من صعوبة تأمين ما يلزم من الاحتياجات الأساسية لحماية أنفسهم وأطفالهم من البرد.
يقول أبو خالد: "كنت أعمل ليل نهار لتامين قوت عائلتي واطفالي وتأمين حياة كريمة ومريحة لهم، ولكن بسبب الحرب توقف عملي واضطررت للنزوح مع عائلتي إلى مخيم نهر البارد ولا أعمل الآن... وبدأ خوفي على عائلتي وأطفالي يزداد في ظل النقص في الحاجات الأساسية لتخفيف برد الشتاء ولا استطيع حتى شراء الملابس الشتوية لأطفالي لانني لا أعمل ولا يوجد مدخول لدي ننتظر المساعدات التي تأتي من المبادرات الشبابية لتجلب لنا الملابس والحرامات لنحمي انفسنا وأطفالنا من هذا البرد".
رغم قسوة البرد والصعوبات التي يواجهها النازحون في اماكن النزوح، يبقى الأمل لديهم بإنتهاء الحرب والانتصار على الاحتلال والعودة إلى منازلهم وعودة الدفء والآمان لأطفالهم.